هو عنوان كتاب لـ د. سناء عبداللطيف، وهو في الأصل رسالة علمية مهمة، نالت به كاتبته درجة الدكتوراه، وكانت بعنوان “الاتجاهات الأيديولوجية في أدب الطفل العبري”.
في البداية تؤكد المؤلفة (التي أتقنت اللغة العبرية بما مكنها من تعرية اتجاهات اليهود التربوية إزاء الأطفال) أن أدب الأطفال له أهمِّيَّة قصوى في عمليَّة تنشئة الأطفال؛ لأنَّهم في هذه المرحلة من العمر يكونون بِحاجة إلى ما يُساعدهم بطريقةٍ واعيةٍ ومدروسةٍ على تَحقيق النُّمو السَّليم المتكامِل من مختلف النَّواحي، مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني لديه كثير من هذا الأدب، ومنحَه الاهتمام والدَّعم المادي والمعنوي والبشري، حتى تصدَّر قائمة أعلى إصدارات أدب الطفل تأليفًا ونشرًا.
“إسرائيل” وتربية النشء
تعد دولة الاحتلال “الإسرائيلي” أكثر دول العالم إنتاجاً لكتب الأطفال؛ لأنها تعتبر نفسها في حرب مستمرة، وأنه لا وقت لديها تضيعه، فهم يتعاملون مع الأجيال الصغيرة كما لو كانت شابة مسؤولة وعليها واجبات.
وترى المؤلفة أن سياسة التربية لدى “إسرائيل” تحتل مكانة ليس لها مثيل بين دول العالم، لأنه ليس لدى أفرادها سوى الحدّ الأدنى من عوامل الوحدة التي تشكل منهم شعباً متجانساً، فهي دولة شتات مؤلّفة من أكثر من سبعين قومية، ويتكلمون أكثر من سبعين لغة.
أطفالهم ضحية أدبائهم
أشارت المؤلفة إلى أن أطفال اليهود وقعوا ضحايا لأدباء اليهود، وتساءلت: أي روح حاقدة تقودهم، وتدفعهم لبناء نفوس أطفالهم، على أسس من الأحقاد التاريخية والعقدية؟ ولكي نحمي أبناءنا وإسلامنا، يجب أن نعرف كيف يربي اليهود أولادهم، بواسطة الأدب الذي يكتبه كاتبوهم لهم، لعل أدباءنا وسياسيينا يخططون بما يمكّن أولادنا من وعي طبيعة الصراع العقدي الحضاري بيننا وبين اليهود.
التربية العقدية
تعد العقيدة أو الأيديولوجية الصهيونية هي المحرك للمناهج التربوية لأطفال اليهود، وهي تكرس مواصفات محددة للشخصية اليهودية، فمثلاً يتم إبراز تلك الشخصية على أنها أذكى عقلاً، وأقوى بدناً من سائر الأمم غير اليهودية، وأن التيه (الشتات) لم يكن عقاباً لليهود، بل كان بزعمهم قدر من الرب للقضاء على ضعفاء اليهود حتى لا يدخل أرض كنعان سوى الأصحاء الأقوياء فقط!
ويتم في تلك المناهج تعظيم الشخصيات اليهودية المستوحاة من التوراة، والتي تلهم الأطفال قيماً حية، تلهب حماسهم لبناء دولة جديدة على أنقاض الدولة اليهودية القديمة، لوصل تاريخ اليهود، ماضيهم بحاضرهم.
التربية العسكرية
تحتوي المناهج التربوية للأطفال على تربية عسكرية تناسب أعمارهم ويتم تثقيفهم بمعلومات عن الحرب، والثقافة العسكرية والمصطلحات الحربية، والخطط القتالية؛ لأن الحروب عندهم حتمية وضرورة للوجود حيث إنهم محاصرون بالأعداء، ولا خيار لديهم إلا القتال.
النظرة الدونية للعرب
تكرس المناهج اليهودية الشخص العربي كشخص جبان وليس كاليهودي الشجاع العبقري الذي لا يُهزم، ولذلك لم يتطرق كتب أدب الأطفال العبري لحرب أكتوبر (رمضان) 1973م حتى لا يكتشف الأطفال زيف الادعاءات الصهيونية.
الخاتمة: اعرف عدوك
ختمت المؤلفة كتابها بالترغيب في قراءته وأنه جدير بالاهتمام والقراءة، بل والدراسة، من باب “اعرف عدوّك”، ومن تعلّم وعرف لغة عدوّه، وأساليب تفكيره، أمِنَ مكره وكيده.
وأشارت إلى أن القصص الديني يحتل الصدارة من الناحية العددية من قصص الأطفال في “إسرائيل”، ويستند إلى فقرات من العهد القديم وقصص التوراة كما استخدمت فيها الرموز الدينية كالشمعدان ودرع داود وغيرهما، لتعميق القيم التوراتية والتلمودية في نفوس الصغار.