في ليلة الإنقلاب، كانت طائرة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مرمى صواريخ المقاتلات التركية، لكن هذه الأخيرة لم تطلق النار. وكان الرئيس التركي في تلك اللحظة عائدا من اسطنبول أين قضى عطلته بالقرب من منتجع مارماريس الساحلي.
وقال ضابط عسكري سابق لوكالة رويترز للأخبار، ” قامت مقاتلتين، على الأقل، من طراز إف-16 أس (F-16S) بمضايقة طائرة أردوغان التي كانت في طريقها إلى إسطنبول”، مضيفا:”إن المقاتلتين حددتا على جهاز الرادار الخاص بها، طائرة الرئيس ومقاتلتين أخرتين من طراز إف-16 أس كنتا ترافقانها لحمايتها”.
وأكد مسؤول تركي رفيع المستوى لرويترز أن طائرة الرئيس أردوغان التي هي من نوع “غولف ستريم IV” تمت مضايقتها من قبل مقاتلتين من نوع إف-16 أس تحت إمرة الإنقلابيين، حين كانت متجهة نحو اسطنبول.
وقال مسؤول كبير آخر للوكالة أن الطائرة الرئاسية كانت “في ورطة” لكنه لم يدلي بمزيد من التفاصيل.
وأظهرت مواقع أنترنت مختصة في تتبع الرحلات الجوية أن الطائرة أقلعت من مطار دالامان، الموجود على بعد حوالي ساعة وربع بالسيارة من مارماريس، في حوالي الساعة 22:40 بتوقيت جرينتش، من يوم الجمعة.
وفي وقت لاحق ظلت تحلق في نفس المكان جنوبي إسطنبول. ونقلت رويترز سماع إطلاق نار قُبيل هبوطها على مدرج المطار.
وبعد الانقلاب الفاشل، تحركت الحكومة بسرعة لدعم سلطة الرئيس أردوغان، حيث تم إعتقال 6000 شخص أعتُبروا أعداء.
وعلاوة على ذلك، لم تستهدف حملة الإعتقالات الجنرالات والجنود فقط، بل طالت السلطة القضائية، التي تصدت في السابق لأردوغان، مما أثار مخاوف من الوقوع في مستنقع الإستبداد.
ويذهب مناصرو نظريات المؤامرة أبعد من ذلك عندما إدّعوا أن عملية الإنقلاب كانت مفبركة، وشبهوها بعملية إحراق مبنى البرلمان الألماني السابق، الرايخستاغ عام 1933، مبينين أن هتلر إستخدم تلك الحادثة كذريعة لضرب الحريات المدنية وشن حملة إعتقالات واسعة.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الجنود الذين احتُجزوا عقب الانقلاب أَخبروا المحققين أنهم لم يكونوا مدركين أنهم كانوا جزء من محاولة انقلاب لأنه قِيل لهم من قبل القادة أنها مناورات عسكرية.
ومن جهته، قال مفوض سياسة الجوار الأوروبي، يوهانس هان، أن عمليات الاعتقال السريعة التي تمت في صفوف القضاة وغيرهم، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، تشير إلى أن الحكومة أعدت قائمة الاعتقالات مسبقا.
وأضاف “أنا قلق جدا.. هذا بالضبط ما كنا نخشاه.”
كما أضاف مراقبون أن حجم الحملة، خاصة الموجهة ضد السلطة القضائية، يشير إلى أن الحكومة تستغل هذه الفرصة لتدعيم سلطة أردوغان.
المصدر:
http://www.independent.co.uk/news/world/europe/turkey-coup-attempt-rebel-jets-had-erdogans-plane-in-their-sights-but-did-not-fire-a7142116.html