صعّد الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانه على قطاع غزة، يومي 22 و23 أغسطس، وشنّت طائراته ومدفعيته اعتداءات على المناطق الشمالية في القطاع؛ ما جعل الأوضاع هناك تمرّ بحالة من التوتر، الأمر الذي يستدعي التحليل، وربط ذلك بالتوقيت والأهداف.
وفي التفاصيل، فقد أفادت المصادر المحلية بأن طائرة استطلاع “إسرائيلية” استهدفت موقع تدريب تستخدمه “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، على أطراف بلدة بيت لاهيا قرب بيت حانون، فيما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أنه ردّ على إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه “سديروت”.
وفي وقت لاحق، جدّد جيش الاحتلال الصهيوني قصفه الجوي والمدفعي على قطاع غزة، وأطلقت طائراته الحربية عدة صواريخ على موقع شرق بلدة بيت حانون، شمال القطاع؛ ما أدى إلى تدمير الموقع وإلحاق أضرار بالمنازل المجاورة.
وبالتزامن، أطلقت دبابات الاحتلال المرابطة شرق بيت حانون أكثر من 20 قذيفة باتجاه البلدة والمناطق الحدودية، وقصفت الطائرات موقعاً شرق مخيم البريج وسط القطاع.
ونتيجة لهذه الاعتداءات، أصيب 4 فلسطينيين بجروح طفيفة، وأعلن الاحتلال أن هذا القصف يأتي رداً على إطلاق صاروخين من شمالي قطاع غزة على مستوطنة “سديروت”.
لماذا التصعيد الإسرائيلي؟!
جاء التصعيد “الإسرائيلي” في توقيت واضح مرتبط بالذكرى الثانية للعدوان “الإسرائيلي” على غزة، حيث مُني هذا العدوان بالفشل، وعجز عن تحقيق أي أهداف سياسية أو عسكرية، رغم الاستخدام المفرط للقوة، ونتائج ذلك بشرياً ومادياً على الفلسطينيين.
في ذلك العدوان، خسر الاحتلال عشرات الجنود، وهناك حديث عن أسرى صهاينة لدى حركة “حماس”.
وتعرّض الاحتلال في الأشهر الأولى السابقة لموجة من الانتقادات الداخلية، بسبب استمرار إطلاق الصواريخ من شمالي قطاع غزة، وإن بوتيرة منخفضة، وإن لم تعلن جهات معروفة مسؤوليتها عنها.
واحتج المستوطنون على ما سمّوه استمرار حركة “حماس” في حفر الأنفاق، وهو ما دفع نتنياهو، ووزير حربه ليبرمان للتعهّد بالقضاء على “حماس” وتدمير الأنفاق.
وتزامن الاعتداء الصهيوني مع الذكرى 47 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، واتساع إضراب أسرى ومعتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال عن الطعام احتجاجاً على المعاملة السيئة.
ولا يبدو أن الاحتلال في وارد التصعيد العسكري أكثر مما حصل، فهو يريد توجيه رسالة لـ”حماس” ولقطاع غزة، لضبط التوتر أو التصعيد، وهو يدرك أن الوقت غير مناسب لخوض حرب جديدة في قطاع غزة.
كما أن “حماس” اليوم ليست في وارد فتح حرب جديدة، وإن كانت أعلنت دائماً أنها مستمرة في الإعداد والبناء، وأنها ستردّ على أي تصعيد.
لذلك، فإن الاعتداء الأخير على قطاع غزة، هو مجرّد ردّ فعل “إسرائيلي” محدود ومنضبط وملتزم بتوازن الأفعال أو القوة التي كرّستها المقاومة.