أكد السفير الفلسطيني في تركيا د. فائد مصطفى أن الجالية الفلسطينية في تركيا وقوامها قرابة الـ800 آلاف فلسطيني بخير وتعمل كفريق واحد، وهي بعيدة عن التجاذبات السياسية داخل الساحة الفلسطينية، وهناك ميثاق شرف بينهما بأن تكون الجالية بعيدة عن الخلافات السياسية.
وقال السفير مصطفى في لقاء مع “المجتمع” داخل منزله في قرية دير بلوط قرب سلفيت شمال الضفة الغربية: الجالية الفلسطينية في تركيا تعتبر السفارة الفلسطينية بيتها الأول، وتتابع السفارة قضايا الجالية بشكل دائم، إضافة إلى الوافدين إليها من قبل الفلسطينيين للسياحة، فتركيا تصدر ما يقارب ألف تأشيرة دخول للفلسطينيين من القنصلية التابعة لها في القدس بشكل شبه يومي، وهذا يعني أن التواصل التركي الفلسطيني كبير جداً ويفوق التصور والخيال.
وأضاف: هناك حالات مرضية في فلسطين تعهدت الدولة التركية بعلاجها في المشافي التركية منها أمراض مستعصية، وتقوم السفارة بمتابعة ملفاتهم الطبية، ومساعدتهم قبل دخول الأراضي التركية وأثناء وجودهم داخل المشافي، وكان الحادث الأليم الذي نجم عن تفجير انتحاري إرهابي بمطار أتاتورك في إسطنبول واستشهاد أفراد من عائلات فلسطينية قلقيلية وجنين وغزة، قد أوجعنا جميعاً، وقمنا بالتنسيق مع الحكومة التركية في هذا المجال، وتم تقديم كامل التسهيلات لنا من قبل الحكومة التركية، وتعاطف رسمي وشعبي مع فلسطين.
ولفت السفير إلى قضية جديدة تتابعها السفارة الفلسطينية في تركيا، والمتمثلة في وجود 8 آلاف لاجئ فلسطيني من سورية على الأراضي التركية، وكيفية دمجهم في واقع الحياة، حيث توجد صعوبة في الاتفاق المبرم مع الحكومة التركية سابقاً، فوضع اللاجئ السوري يختلف عن وضع اللاجئ الفلسطيني في سورية، ويحتاج إلى تغيير الوضع القانوني له، من خلال تغيير الاتفاقيات السابقة؛ الأمر الذي يخفف من معاناتهم في ظل الأوضاع الراهنة.
وعن كيفية تعامل الحكومة التركية مع جواز السفر الفلسطيني وضرورة وجود تأشيرة لدخول تركيا من قبل الفلسطينيين، قال: هناك معالجة لهذا الملف كي يدخل الفلسطيني إلى تركيا بدون تأشيرة دخول أسوة بالجواز الأردني، والوضع الفلسطيني معقد وله خصوصية، كون السلطة الفلسطينية لا تسيطر على المعابر الحدودية، وعقد أي اتفاق بين فلسطين وتركيا تحكمه إجراءات المعابر للطرفين، لذا فهناك تعقيدات في هذا المجال، إضافة إلى جملة من المسائل التي تتعلق بسفر الفلسطينيين إلى تركيا.
وتحدث مصطفى عن تركيا بعد فشل الانقلاب قائلاً: شاركت في عقد أول جلسة للبرلمان التركي بعد الانقلاب، وكنت من ضمن السفراء المدعوين لحضور الجلسة، وكانت هذه الجلسة من أغرب الجلسات خلال تواجدي في تركيا، ففي الجلسات السابقة كانت التجاذبات قوية بين الحكومة والحزب الحاكم والمعارضة، إلا أن هذه التجاذبات غابت بعد الانقلاب، وأصبح البرلمان التركي موحداً وبدون أصوات معارضين كالعادة، ولأول مرة يخرج بيان مشترك من جميع القوى داخل البرلمان وبتوقيع الجميع، وكان هذا المشهد يشير إلى أخلاقيات العمل السياسي التركي المثالي في التعامل مع القضايا الملحة والعاجلة والتي تمس أمن تركيا ومستقبلها السياسي، وكيف أن الحكومة التركية والرئاسة يحظيان بتأييد شعبي منقطع النظير، وهذا السبب الرئيس في نجاح الشعب التركي في تجاوز هذه المحنة التي كادت تعصف بتركيا، كما أن الحكومة التركية أخبرته أن عدداً من الدبلوماسيين الأتراك في القنصلية التركية في القدس كانوا من جماعة فتح الله غولن، وأن عددهم قرابة الـ300 دبلوماسي في كافة السفارات التركية في العالم.
وختم السفير مصطفى حديثه قائلاً: فلسطين لدى القيادة التركية لها مكانة خاصة، لذا نلمس دفء المشاعر والمحبة من قبل القيادة التركية والشعب التركي، والفلسطيني يعامل معاملة مميزة في تركيا.