نشرت مؤخراً «وكالة أنباء آراكان» إنفوجرافيك يوضح أبرز وسائل حكومة ميانمار في تشديد الحصار الإعلامي على الأقلية الروهينجية المسلمة في إقليم آراكان غربي البلاد؛ بهدف منع وصول أخبار الانتهاكات التي ترتكبها بحقهم إلى وسائل الإعلام العالمية.
وعلى الرغم من هذا الحصار الحكومي الخانق على كافة وسائل الإعلام سواء المحلية أو العالمية؛ فإن الوكالات الإعلامية الروهينجية المتخصصة في شؤون مسلمي ميانمار تبذل جهوداً حثيثة لكشف جرائم السلطات الميانمارية بحق مسلمي الروهينجيا، مستعينة بوسائل الاتصال الحديثة من هواتف ذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي.
لم يعد ممكناً
حول هذا الحصار وجهود الوكالات الروهينجية في اختراقه ومعرفة الحقائق على أرض الواقع، أكد في تصريحات خاصة لـ«المجتمع»، عبدالله عبدالقادر، ناشط إعلامي روهينجي، ومحرر «وكالة أنباء آراكان»، أن الحصار الإعلامي المفروض منذ سنوات طويلة على مسلمي الروهينجيا في ولاية آراكان لم يعد ممكناً الآن كما كان في السابق.
وأوضح أن الفضل في هذا ليس لانتهاج الحكومة البورمية سياسة جديدة تجاه حرية الرأي والإعلام؛ وإنما بفضل الثورة التقنية والانفجار التكنولوجي المستمر والمتواصل والذي أعجز الحكومات المستبدة عن إخفاء جرائمها بشكل كامل.
وتابع: وبالرغم من هذا الحصار الإعلامي الخانق؛ فإننا نكسره بأساليب من الاتصال الهاتفي ووسائل التواصل الاجتماعي مثل «الفيسبوك»، «الواتس أب»، وغيرها من الوسائل.
وأشار إلى أن أي تواصل مع المسلمين داخل ميانمار لمعرفة الانتهاكات يتم بشكل سري؛ لأن السلطات تعتبر نقل الأخبار إلى خارج البلاد خيانة وطنية وتحريضاً على سياساتها.
وأكد الناشط الروهينجي أن من يتم ضبطه من المسلمين خلال تواصله مع أحد أو هيئات خارج البلاد بشأن الانتهاكات يتم اعتقاله فوراً دون محاكمة، ويقع تحت التعذيب الشديد.
وهو الأمر الذي يدفع الكثير من مسلمي الروهينجيا في إقليم آراكان إلى إخفاء هواتفهم النقالة عن أعين الشرطة والبوذيين؛ خشية أن تتم مداهمة محلاتهم وبيوتهم في أي لحظة، وتفقد بيانات هواتفهم، وفقاً للصحفي عبدالقادر.
ومن إحدى الوسائل التي تعين على كسر الحصار كذلك وجود بعض الصحف الميانمارية المعارضة للسياسات غير الإنسانية ضد المسلمين وغيرهم، وهذا يساهم في نشر الأخبار والصور الحصرية.