تعد ظاهرة “الإسلامفوبيا” من المظاهر التي لها تأثير مباشر على العمل الإسلامي في الغرب؛ حيث تحول دون تقبل بعض المتأثرين بها للفكرة الإسلامية.
وظاهرة بهذا الحجم وهذا التأثير لا بد من تشخيص أسباب انتشارها، ومن ثم وضع الحلول العلاجية لها..
أساب ظاهرة “الإسلامفوبيا”
1- طبيعة الصراع القديم بين الحق والباطل والصراع الذي انطق منذ القرن السابع الهجري منذ ظهوره الإسلام وتحرير الأرض التي احتلها الإغريق والرومان مدة عشرة قرون مروراً بالحملات الصليبية وحروب التتار وحملات الاستعمار الحديثة وما ترتب عليه من حملات تشويه وكراهية من الطرفين.
2- دور كثير من المستشرقين في تشويه صورة الإسلام والقرآن والرسول صلي الله عليه وسلم.
3- جهل كثير من الغربيين بحقيقة الإسلام وتعاليمه والشبهات المستقرة عند الكثيرين حول: المرأة في الإسلام والجهاد والحريات.
4- دور الإعلام غير الموضوعي في تضخيم الأخطاء التي يقع فيها بعض المسلمين واختلاق الأكاذيب حول الإسلام وشريعته.
5- دور لوبيات المصالح والنفوذ في الترويج لنظرية صدام الحضارات وضرورة القضاء على الحضارة الإسلامية وتطويعها للقيم الغربية بالترغيب والترهيب عبر المنظمات الدولية الاقتصادية والسياسية والإعلامية.
6- الوجود الإسلامي المتزايد وإقبال المسلمين على التدين والشروع في بناء المؤسسات التعليمية والفقهية والشبابية.
7- تزايد الفكر المتطرف في صفوف عدد من الشباب المسلم في أوروبا.
8- الفهم والتطبيق الخاطئ للإسلام وسوء التصور والتعامل مع ملفات: المرأة وحقوقها وعلاقتها بالرجل ودورها في المجتمع، ومجال السياسية وطبيعة علاقة المسلم بغير المسلم في المجتمع الغربي.
9- عجز كثير من المسلمين عن تبليغ رسالة الإسلام المتسامحة الناصعة.
10– سوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي لأكثر المسلمين في الغرب.
11- الخلل في الخطاب الديني في كثير المساجد والمراكز الإسلامية والذي يغلب عليه:
– الخطاب الحماسي العاطفي خاصة في الأزمات التي يعيشها المسلمون في سوريا وفلسطين ومصر.
– اجترار الماضي والتباكي عليه دون فتح باقات أمل أمام الشباب المسلم.
– الخطاب الاستعلائي على الآخرين “بدعوى أننا خير أمة”، وهو الخطأ الذي نلوم عليه بعض التيارات العنصرية الأوروبية المعادية للمسلمين خاصة.
– إغفال فقه الوجود الإسلامي والعمل علي ترشيده وتوطين الإسلامي كخيار إستراتيجي.
– إغفال البعد المقاصدي والمآلاتي في الخطب والدروس والمحاضرات.
12- الانحرافات الأخلاقية والسلوكية لبعض المسلمين في الغرب مما يقدم المسلم في صورة البدائي والمجرم.
13- ظهور بعض التيارات المتشددة في البلاد العربية والإسلامية وبعض الممارسات العنيفة التي تظهر في وسائل الإعلام، وأثر ذلك على تكوين الصورة عن الإسلام والمسلمين.
14- ضعف الإحساس بالانتماء عند بعض المسلمين في الغرب لمجتمعاتهم مما يجعلهم منعزلين عن المشاركة المجتمعية والسياسية؛ الأمر الذي يجعلهم مجهولين وبعيدين عن دوائر صنع القرار مما يزيد في تهميشهم.
15- عدم إتقان لغة البلد؛ وبالتالي عدم التواصل ومتابعة المستجدات على الساحة الغربية وضعف القدرة على التواصل.
16- تفرق المسلمين داخل أوروبا وخارجها، خاصة العنف الدائر في بلاد عربية وإسلامية دون أن يدرك سببه الغربيون.
17- عدم تحرير مفهوم الاندماج وسوء الفهم والتصور له بين دوائر من المسلمين وغير المسلمين كمؤسسات رسمية أو أفراد.
سبل مواجهة “الإسلامفوبيا” والحد من خطره
1- إصلاح الخطاب الديني للأئمة والدعاة الذي يقوم علي ملامسة الواقع وفهم طبيعة المجتمع والتحديات التي تجابه الوجود الإسلام.
2- تكوين الدعاة داخل الأقطار الأوروبية تكويناً شرعياً متوازناً، ممن تشربوا لغة البلد واستوعبوا ثقافته وعاداته وأعرافه.
3- الكف عن استيراد الفتاوى من خارج أوروبا خاصة فيما يتعلق بفقه الأقليات، والعمل على تثقيف المسلمين بفقه الفتوى ومن يستفتون وضوابط الفتوى.
4- العناية بالترجمة والنشر، والدقة في اختيار الكتب المترجمة، والعمل على استكتاب المتخصصين في موضوعات إسلامية تهم القارئ الغربي، وتقدم له بصورة علمية مقاصدية دقيقة.
5- المشاركة المجتمعية والسياسية من المسلمين في المجتمعات الغربية، بداية من مشاركة الآباء والأمهات في أنشطة روضات الأطفال والمدارس وجميع مؤسسات الدولة بقدر المستطاع.
6- العناية بالمرأة بالمسلمة من حيث التعليم والتثقيف والتكوين وإشراكها في المؤسسات الإسلامية وتأهيلها القيادي.
7- تقوية الأسرة المسلمة وتفعيل دورها في الاندماج الإيجابي في المجتمع الغربي.
8- انفتاح الجمعيات الإسلامية علي المجتمع ومشاركتها في هموم المجتمع والمساهمة في حل أزماته ومشكلاته، وإقامة ندوات وحوارات مشتركة مع المؤسسات الكنسية ومؤسسات المجتمع المدني.
9- جمع الشبهات المتعلقة بالإسلام، وتكوين لجنة من العلماء المختصين، وكتابة إجابات دقيقة وافية، ونشرها على أوسع نطاق خاصة في الأوساط العلمية الغربية.
10– العمل على كسب النخب العلمية والثقافية المؤثرة في المجتمع والتواصل معهم.
11- التواصل مع القوى السياسية وقوى المجتمع المدني من أجل مصلحة المجتمع ومحاصرة دعوات الكراهية من أي جهة خرجت.
12- تكوين إعلام يتحدث باسم المسلمين، ويوضح حقيقة الإسلام لغير المسلمين.
13- تكوين متحدثين إعلاميين من الشباب المسلم يمتلكون القدرة على مخاطبة الإعلام بحنكة ومقدرة.
14- العمل على دعم التحول الديمقراطي في البلاد العربية والإسلامية، وقبض يد الغرب عن تأييد المستبدين في بلادنا.
15- الاهتمام بالأجيال الناشئة وتكوينها بحيث تكون صالحة ومُصلحة؛ أوروبية الوطن مسلمة العقيدة تجمع بين انتمائها لأمتها ولمجتمعها.
(*) رئيس هيئة علماء ألمانيا.