أعلن مجلس شورى المفتين لروسيا برئاسة مفتي روسيا “راوي عين الدين” عن رفضه لقرارات وفتاوى مؤتمر جروزني الذي انعقد في المدة من 25 إلى 27 أغسطس وقدم تعريفًا لأهل السنة والجماعة أخرج منه عموم المدارس السلفية.
جاء ذلك في اجتماع لكل مفتيي الولايات الروسية انعقد في موسكو يوم الاثنين ٢٦ سبتمبر؛ حيث اعتبرت المشيخة الروسية قرارات جروزني غير متوافقة مع رأي أغلبية مسلمي روسيا وفيها خطورة ودعوة للفتنة بين المسلمين في روسيا وأيضاً تتضمن دعوة لقطع العلاقات مع الأمة الإسلامية في العالم ككل.
وقصر البيان الختامي لمؤتمر الشيشان أهل السنة والجماعة على “الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكيةً”، وهو ما يعني استثناء التيارات السلفية وأهل الحديث من مسمى أهل السنة والجماعة.
وشككت عشرات الهيئات والروابط العلمية والعلماء والدعاة حول العالم في أهداف المؤتمر ومقاصده، خاصة بالنظر إلى وقت انعقاده ومكان انعقاده.
وأكد بيان لما يربو عن 20 هيئة ورابطة علمية حول العالم أن “قصر أهل السنة والجماعة على الأشاعرة والماتريدية أمر لا ينقضي منه العجب؛ فإن آخر الأئمة الأربعة وفاة هو إمام أهل السنة والجماعة بلا مدافع وهو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت :٢٤١هـ) وكانت وفاته قبل ولادة أيٍّ من أبي الحسن الأشعري و أبي منصور الماتريدي! فأين نذهب بأجيال المسلمين من لدن الصحابة إلى استقرار مذهب الأشعري رحمه الله تعالى؟!!، ومن كان على مذهب الأئمة الأربعة في الفقه فحري به أن يكون على معتقدهم في التوحيد والاعتقاد”.
وخلص البيان إلى أن “هؤلاء المؤتمرين لا يمثلون إلا أنفسهم ، وقد تبرأ كثير من فضلاء الأشاعرة والصوفية من مسلكهم قبل البيان المشؤوم وبعده!”.
كما حذّرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، تعليقًا على البيان الختامي للمؤتمر، مؤكدة أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صلى الله عليه وسلم في شيء، الذي تنزل عليه قول الله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء).
وأضافت في بيان لها: إنه في محكم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد أنه لا عز لهذه الأمة ولا جامع لكلمتها إلا كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأن أمة الإسلام أمة واحدة، وتفريقها إلى أحزاب وفرق من البلاء الذي لم تأتِ به الشريعة، وعلى الإسلام وحده تجتمع الكلمة، ولن يكون ذكر ومجد لهذه الأمة إلا بذلك، قال الله تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون).
وأورد البيان أنه “في ضمن ذلك، فإن الفقهاء والعلماء والدعاة ليسوا بدعاً من البشر، فأنظارهم متفاوتة، والأدلة متنوعة، والاستنتاج متباين، وكل ذلك خلاف سائغ، ووجهات نظر محترمة، فمن أصاب من أهل الاجتهاد فله أجران، ومن أخطأ فله أجر. والخلاف العلمي – بحد ذاته – لا يثير حفائظ النفوس، ومكنونات الصدور؛ إلا عند من قلّ فقهه في الدين، وساء قصده ونيته”.