أطلق نشطاء فلسطينيون، مساء أمس الأربعاء، حملة إلكترونية عبر موقعي التواصل الاجتماعي “تويتر”، و”فيس بوك”، استنكاراً لسيطرة الاحتلال الصهيوني على سفينة “زيتونة”، التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة، بهدف كسر الحصار المفروض عليه.
وتداول النشطاء على الموقعين وسم (#قرصنة_السفن_ النسائية_إرهاب)، أُدرج تحته آلاف المشاركات خلال الساعات الأولى من إطلاقه.
ونشر ناشطون في الحملة صور اقتياد الزوارق العسكرية الصهيونية لسفينة “زيتونة“.
وطالب المغرّدون والمشاركون في الحملة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته، ومحاسبة الاحتلال جراء سيطرته على سفينة “زيتونة ” التي كانت متجهة إلى قطاع غزة.
وأعلن الجيش الصهيوني، أمس، بشكل رسمي، سيطرته على سفينة “زيتونة” التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة؛ بهدف كسر الحصار المفروض عليه.
وقال أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش، في بيان: “تنفيذا لقرار المستوى السياسي (..) قام مقاتلو ومقاتلات البحرية الإسرائيلية بالسيطرة على السفينة قبل وصولها إلى قطاع غزة“.
إسماعيل الثوابتة، وهو صحفي فلسطيني، كتب عبر صفحته في موقع “تويتر”: إن “عربدة الاحتلال على المياه الإقليمية في ظل صمت العالم، يعني الموافقة الضمنية على سياسة الهمجية الصهيونية“.
أما الناشط الفلسطيني أحمد أبو يوسف، فقال في منشور له على موقع “فيس بوك”: “سيطرة الاحتلال على سفينة زيتونة جريمة بحق القانون الدولي“.
فيما غردت الطالبة الفلسطينية، نسيبة حلس، قائلة: “لولا أن حكام العرب تخاذلوا عن نصرة غزة لما خاضت النساء غمار البحر لإيصال رسالة للعالم بأن يكفي حصارا لغزة“.
وفي السياق ذاته، كتب أستاذ الإعلام الفلسطيني، حسن أبو حشيش، في منشور له على “فيس بوك: “سفينة زيتونة فاضحة لإرهاب الدولة“.
إرهاب دولة منظم
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”: إن اعتداء الاحتلال الصهيوني على سفينة زيتونة، والاستيلاء عليها وإرهاب المتضامنات السلميات مع أهل غزة المحاصرة، هو قرصنة صهيونية وإرهاب دولة منظم.
وأضافت “حماس” في بيان أن القرصنة الصهيونية تعكس مدى إمعان الكيان في عدوانه وجرائمه ضد شعبنا، والمتضامنين معه.
ووفق البيان؛ فإن هذا الاعتداء والاستيلاء على السفينة الدولية، يهدف إلى حجب حقيقة ما يجري في غزة من جريمة بحق الإنسانية طالت كل مناحي الحياة جراء هذا الحصار الصهيوني الظالم.
الحملة الأوروبية تدعو لتحرك ضد القرصنة
وفي باريس، دعا رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن قطاع غزة، مازن كحيل الحكومات الأوروبية إلى التحرك الفعلي والجاد من أجل استنكار ما وصفه بـ”القرصنة الإسرائيلية” في عرض مياه البحر بحق نساء مدنيات قررن السفر إلى غزة من أجل كسر الحصار المفروض على أهله منذ عقد من الزمن.
وطالب كحيل، في حديث مع “قدس برس”، الحكومات الأوروبية بتحمل مسؤولياتها إزاء إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على السيطرة على سفينة “زيتونة” والبدء بجرّها إلى ميناء أسدود، وبالتالي منع الناشطات من الوصول إلى قطاع غزة.
وأضاف: “إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على منع المتضامنات اللاتي اجتمعن من مختلف أصقاع العالم رفضا للحصار غير القانوني وغير الإنساني، يعدّ قرصنة وسلوكا إجراميا ينضاف لجرائم الاحتلال والحصار“.
الاحتلال يمارس القرصنة الدولية
وفي ذات السياق، قال زاهر بيراوي رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إن قوات الاحتلال تمارس القرصنة الدولية بسيطرتها على سفينة كسر الحصار عن قطاع غزة “زيتونة“.
وأكد بيرواي خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن جهود الجهات الدولية ستستمر في جهود كسر الحصار، و”لن تثنينا قرصنة الاحتلال، وسنتواصل حتى ينكسر الحصار“.
وأوضح العضو المؤسس في أسطول الحرية، وعضو الهيئة العليا المشرفة على مشروع السفن النسائية إن قرصنة الاحتلال على سفينة زيتونة كان متوقعاً، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال بصدد السيطرة على السفينة وسحبها إلى ميناء أسدود.
وأضاف: “هذا السيناريو كان متوقعًا، وسفن كسر الحصار حاولت 16 مرة كسره عن قطاع غزة“.
من جهته، شدد عصام يوسف، رئيس قوافل أميال من الابتسامات، أن السفن قانونية وسلمية، وخرجت بشكل رسمي، وأن “إسرائيل” تؤكد يوماً بعد يوم رغبتها بتشديد حصار غزة، ومنع وصول الوفد إليه بعكس روايتها للعالم.
وقال يوسف “الحراك التضامني في العالم من سفن بحرية وقوافل تضامنية وفعاليات وأنشطة وحراك لن ينتهي إلا بانتهاء الحصار المفروض على غزة“.
كما استنكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار اعتراض البحرية الصهيونية سفينة زيتونة التضامنية مع غزة في المياه الإقليمية.
وأكد الخضري في تصريح صحفي أن أهداف سفينة زيتونة تحققت ورسالتها التضامنية وصلت.
ووصف الخضري ما جرى بقرصنة بحرية من قوة احتلال تواجه متضامنات جئن بشكل رسمي وقانوني عبر موانئ دولية مختلفة، ولم يعترض أحد رحلتهن سوى جيش الاحتلال.
وقال “طالما استمر الحصار على غزة فإن مساعي المتضامنين وأحرار العالم ستتواصل؛ في محاولة لإنهاء الحصار الذي طال مناحي الحياة كافة، وأثر على مختلف شرائح المجتمع“.
وبين الخضري أن استمرار الحصار والإغلاق سيدفع بمزيد من الحملات التضامنية حول العالم مع غزة.
وانطلقت هذه الرحلة التي تستهدف كسر الحصار المفروض على غزة منذ عشر سنوات، تحت راية التحالف الدولي لأسطول “الحرية 4“.
وتصدت “إسرائيل” في السابق لسفن تقل ناشطين دوليين، ومنعتها من الوصول إلى غزة، وفي 2010 قتل جنود البحرية الإسرائيلية ناشطين أتراكا كانوا على متن السفينة “مرمرة”، ما فجر أزمة بين “إسرائيل” وتركيا، واستمرت الأزمة حتى وقّع الطرفان مؤخرا اتفاقا لتطبيع العلاقات.
وأبحرت سفينة “زيتونة”، الثلاثاء الماضي، من ميناء “مسينة” بجزيرة صقلية الإيطالية باتجاه شواطئ غزة، تحمل على متنها 30 ناشطة من جنسيات مختلفة (إسبانيا، والسويد، والنرويج، وأستراليا، وكندا، والولايات المتحدة).
ويفرض الاحتلال الصهيوني حصاراً على سكان القطاع منذ نجاح حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير 2006، وشدّدته في منتصف يونيو2007.
وقالت الأمم المتحدة في تقارير سابقة نشرتها هذا العام: إن 80% من سكان القطاع يعتمدون في معيشتهم على المعونات، مشيرة إلى أن نحو 43% من إجمالي عدد السكان الذي يقدر بنحو مليوني نسمة، يعانون من البطالة.