تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالمشاركة في الحفريات أسفل المسجد الأقصى ونقل الغبار الناجم عن هذه الحفريات الأسبوع القادم، اعتبره أهالي القدس بمثابة إعلان حرب على المسجد الأقصى، واستهتار بالمسلمين في كافة أنحاء العالم، وقرار منظمة “اليونسكو” الأخير الذي تضمن نفي أي علاقة بين المسجد الأقصى واليهود.
قرابة الثلاثمائة ألف مقدسي داخل الجدار العنصري وخارجه، يعتبرهم الاحتلال هدفاً لإجراءاته الأمنية، كي لا ينخرطوا في الدفاع عن المسجد الأقصى وباقي أحياء مدينة القدس.
أهالي سلوان والمواجهة
أهالي بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، والتي تنطلق منها الحفريات باتجاه المسجد الأقصى عبر نفق “الحشمونئيم”، وهو في الأصل قناة مائية حفرت قديماً، واستولى عليها الاحتلال بعد احتلال القدس عام 1967م، عبروا عن استعدادهم للتضحية ضد تصريحات نتنياهو وحكومة الاحتلال.
زياد صيام من بلدة سلوان، قال لـ”المجتمع”: يعتقد نتنياهو والاحتلال أن المسجد الأقصى هدف سهل، متناسياً أن اقتحام شارون للمسجد الأقصى عام 2000م أسس إلى انتفاضة ثانية، وهي انتفاضة الأقصى واستمرت 5 سنوات، وعندما انتهك الاحتلال حرمة المسجد الأقصى ومحاولة تطبيق مخطط التقسيم الزماني والمكاني، كانت انتفاضة القدس الحالية.
وأضاف صيام: نتنياهو يريد أن يستعرض عضلاته، بعد قرار منظمة “اليونسكو”، وسيجد الرد الميداني من المقدسيين.
الحفريات مستمرة
بدوره، قال المرشد السياحي المقدسي خليل إبراهيم لـ”المجتمع”: في الميدان الحفريات مستمرة، وتوظيف هذه الحفريات سياسياً من خلال الإعلان عن مشاركة رئيس حكومة الاحتلال، هو رسالة للعالم أن المسجد الأقصى ليس للمسلمين وهو ملك لليهود، وهذا في تقديري سيكون له تداعيات خطيرة، فمشاركة فعلية من قبل رئيس حكومة سيفتح الباب على مصراعيه إلى تطور أحداث خطيرة، فقضية المسجد الأقصى مرتبطة بملياري مسلم، والشعب الفلسطيني سيكون له دوره، وبالذات أهالي القدس والداخل المحتل.
منع تحقيق رغبات خبيثة
المبعدون عن المسجد الأقصى بقرارات إبعاد جائرة كان ردهم على هذه التصريحات بالقول: لن نسمح لهم بتحقيق رغباتهم الخبيثة.
الناشط أكرما شرفا (أبو صالح) الذي أبعد عن المسجد الأقصى عدة مرات، قال لـ”المجتمع”: لم يكن المسجد الأقصى سواء من الأسفل أو على السطح في الأعلى يحدد مصيره نتنياهو، فنحن أصحاب الأرض والمسجد الأقصى، وإذا كان هناك تخاذل عربي إسلامي رسمي وفلسطيني أيضاً، فلن يخذل أهالي القدس المسجد الأقصى، وعملية الشهيد مصباح أبو صبيح وقبلها شهداء القدس في انتفاضة القدس؛ خير دليل على التضحية من أجل المسجد الأقصى.
مغربي مقدسي
سعيد المغربي في حوش المغاربة المقابل لحائط البراق، يشاهد الحفريات في المنطقة، فقبالة منزله تجري الحفريات من قبل سلطة الثار، يقول لـ”المجتمع”: أخشى من تصريحات نتنياهو، فهذه الدولة العنصرية هدمت منازل أقاربي في حي المغاربة قبالة حائط البراق، واليوم الحفريات تهدد أركان المسجد الأقصى، وتصريحات نتنياهو جس نبض لتطبيق مخطط مرعب، لذا فأنا كمقدسي من الجالية المغربية أطالب الكل بأخذ الحذر والحيطة من تصريحات نتنياهو الخطيرة.
يسرقون المقدسات
الخبير في شؤون المسجد الأقصى ورئيس أكاديمية القرآن داخل المسجد الأقصى د. ناجح بكيرات، أكد لـ”المجتمع” أن الاحتلال يسرق كل شيء في القدس ومحيط المسجد الأقصى وأسفله ومن الأعلى على السطح، فمشاركة نتنياهو في الحفريات وسرقة الغبار، هي خطوة رمزية، وما يجري على الأرض سرقة يومية لكل ما يتعلق بالمسجد الأقصى، ولجان الآثار لا تغادر المكان على مدار الساعة، ويسرقون كل ما تقع عليه أيديهم، وهذه جريمة بحق مقدسات القدس، ونتنياهو يعلنها صريحة لشرعنة هذه السرقة.