قال المدير العام للمعهد العربي للتخطيط د. بدر مال الله، اليوم الأربعاء: إن الدول العربية تواجه مجموعة من التحديات والصعوبات الاقتصادية تتطلب اتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية تسهم في تحقيق النمو المستدام.
وأوضح مال الله في كلمة خلال الاجتماع السنوي الـ16 لمديري معاهد ومدارس الإدارة العربية: إن من أبرز تلك التحديات عدم قدرة الإنفاق الحكومي على تلبية متطلبات التنمية، لافتاً إلى ضرورة تفعيل دور الدولة في الاقتصاد.
وأكد أهمية تمكن الدولة من خلال الإدارة العامة للاقتصاد من تنفيذ مشروعات التنمية وترجمة خططها وتقديم خدمات للمواطنين تتمتع بالكفاءة العالية.
وأشار إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص في تنفيذ برامج التنمية بغية تحقيق معدلات نمو اقتصادية مرتفعة، موضحاً أن الإصلاحات الاقتصادية تتطلب اتخاذ إجراءات مهمة من شأنها تحسين أداء وفاعلية الإدارة العامة.
وذكر مال الله أن الاجتماع المعنون “تفعيل دور الموارد البشرية في التنمية المستدامة.. دور معاهد الإدارة والتنمية البشرية في تحقيق ذلك” سيستعرض مجموعة من التجارب التي نجحت في ترشيد نفقات الإدارة العامة والإنفاق الحكومي.
وأفاد بأن الاجتماع المستمر على مدار يومين بمشاركة عربية يهدف إلى بحث سبل التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والعمل المشترك في إطار التعاون العربي بين مختلف معاهد ومدارس الإدارة العربية، إذ يتم بحث قضايا الإدارة العامة ودورها في عملية التنمية وآلية خلق إدارة تنفيذية تنموية حقيقية.
وأضاف أن الاجتماع سيشهد أيضاً مناقشة موضوعات تتعلق بسبل تحسين أداء الإدارة العامة في المنطقة العربية بما ينسجم مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي والمالي التي تحاول أن تقوم بها دول المنطقة.
ولفت إلى الحرص على استمرار التنسيق والتعاون في مجال تعزيز برامج التدريب الموجهة للإدارة العامة في مختلف المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية؛ بغية زيادة دور الجهات المعنية في تقديم الجرعة التدريبية المطلوبة للموظفين بما يسهم في تحسين مستوياتهم الوظيفية.
وأعرب مال الله عن أمله في أن يقدم الملتقى مبادرات مهمة من شأنها تكريس العمل العربي المشترك والاستفادة من الخبرات فضلاً عن توحيد الجهود لخدمة الدول العربية للأعضاء.
وأكد الأهمية الكبرى التي تكتسبها معاهد الإدارة العامة العربية، لاسيما عبر تقديم الدعم المؤسسي وبرامج التدريب والمشورة لأجهزة الإدارة العامة في مختلف الدول العربية.
من جانبه، أكد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية د. ناصر القحطاني في كلمة مماثلة أهمية الاجتماع في مناقشة “دور الإدارة” ومدارس الإدارة في تعزيز مفهوم إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية بدلاً من مفهوم إدارة شؤون الموظفين.
وأوضح القحطاني أن تعزيز مفهوم “الموارد البشرية” يسهم في تحقيق نتائج أفضل لأداء للمؤسسات الحكومية؛ إذ سيرتكز التقييم المهني للموظف على ما تم إنجازه من أعمال.
وقال: إن المواطن العربي يتطلع إلى تفعيل دور الأجهزة الحكومية كسلطة تنفيذية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مبيناً أنه من دون تنمية إدارية فاعلة لن تتحقق أهداف التنمية الشاملة.
وأشار إلى حرص “المنظمة العربية للتنمية” على عقد الاجتماعات المهنية السنوية؛ بهدف تكريس العمل العربي المشترك وتبادل الخبرات والوقوف على آخر المستجدات في مجال التنمية الإدارية.
وذكر أن تلك الاجتماعات هي “الممارسات الإدارية الناجحة”، ومسؤولو التدريب والابتعاث في الوطن العربي”، و”الدائرة المستديرة”، و”مديرو معاهد ومدارس الإدارة في الوطن العربي”.
ويشهد الاجتماع السنوي الـ 16 مجموعة من الجلسات العلمية المختصة وأوراق عمل تتناول موضوعات ذات صلة بمجال تنمية الموارد البشرية وإعداد القادة في معاهد ومدارس الإدارة العربية.