تعاني كثير من الأسر من اضطرابات النوم لدى الأطفال، خاصة الأسر التي يعتمد الأطفال فيها على البيئة الخارجية اعتماداً كلياً لصغر السن أو عدم التدريب والتأهيل للاعتماد على الذات، وتظهر هده الاضطرابات على شكل استيقاظ متكرر للطفل أثناء فترة نومه، ويتطلب التغلب على هذه الاضطرابات أن يكون لدى الأمهات وعي كامل في بعض الأمور التي نستعرضها معاً في المقال.
رضاعة الطفل
من الأخطاء الشائعة في رضاعة الطفل أن تقوم بعض الأمهات بإرضاع طفلها وهو نائم، ويكون ذلك بوضع الأم ثديها في فم الطفل طول فترة نومه بداعي ألا يستيقظ كثيراً من نومه، ولكنَّ لهذا السلوك تأثيراً سلبياً على جهاز السمع لدى الأطفال، وأيضاً قد تصبح عادة لدى الطفل يصعب التخلص منها.
كذلك نجد بعض الأمهات تقوم بإرضاع الطفل فترة أطول من حاجته قبل نومه، ظناً منها أن ذلك يؤدي إلى نومه بشكل أفضل دون أن يستيقظ للرضاعة، ولكن ذلك أيضاً من الأخطاء الشائعة، فمعروف أن حجم معدة الطفل صغير، وأن إرضاعه فوق حاجته يسبب له كثيراً من المشكلات؛ مثل ضيق التنفس، والتلبك المعوي أو المغص؛ مما يجعله يعاني في فترة نومه أو يدفعه للبكاء الشديد.
أيضاً من الاعتقادات الخاطئة في الرضاعة اعتقاد الأم بأنه كلما استيقظ طفلها فهو جوعان، فتقوم فوراً بإرضاعه، ولكن في الحقيقة أن هناك أسباباً عديدة يستيقظ الطفل بسببها قد تكون جسمية؛ “جوع – مغص – حاجته لتغيير ملابسه – تغيير الحفاض – آلام التسنين – ضيق في التنفس”، وقد تكون أسباب نفسية مثل حاجته إلى الأمان المتمثل في وجود أمه أو الخوف، أو خارجية مثل سماع أصوات غريبة وغيرها، فهناك أسباب عديدة وراء استيقاظ الطفل ليست فقط الجوع.
وقت النوم
ومن أخطاء التي تتسبب في حدوث اضطرابات النوم لدى الطفل أن بعض الأمهات تعتقد في تأخير نوم طفلها مثل طفل ينام 8م فتقوم الأم بتهيئة للنوم في 10م ظناً منها أن ذلك يجعله ينام أفضل، وينام وقتاً أطول، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فمثلاً نحن ككبار لو تأخرنا عن موعد نومنا فإن ذلك يسبب لنا إرهاقاً وتعباً، فما بالك بالطفل الذي يعتبر النوم وسيلة لاكتمال نموه، خاصة أن كثيراً من الأطفال يصحون في الساعة التي تعود الاستيقاظ بها مما يجعله متعباً طوال اليوم وتأتيه نوبات بكاء.
ومن أسباب اضطرابات النوم أن بعض الأمهات لا تقوم بتعويد الطفل على نظام معين للنوم من بداية حياته، فتكون فترات نومه متقطعة، وهو ما يزيد من معدلات الاضطرابات أثناء النوم، وللعلم تحديد أوقات للنوم وتعويد الطفل عليها يبدأ من سن 3 أشهر، وكلما كبر الطفل كأن يبلغ سنة أو سنتين يكون وضع نظام للنوم أصعب.
بعض الأمهات عندما يستيقظ طفلها من النوم تخرجه من حاله النوم، كأن تحمله من السرير وتفتح النور تخرج به من غرفة لأخرى تتمشى به بشكل تلقائي ومستمر؛ وهو ما يجعل الطفل يفقد مفهوم أن ذلك الوقت محدد للنوم، وأيضاً عندما يستغرق في النوم مرة أخرى وينقل إلى مكانه فعندما يستيقظ مرة أخرى لا يستطيع أن يعود للنوم بسرعة لأنه لا يألف المكان، ويظل في نوبات البكاء لفترة، وهذا خطأ شائع لدى الكثيرين.
مفهوم الليل والنهار
لا تكترث كثير من الأمهات بتوصيل هذا المفهوم للأبناء، فلا يصل إليه الفرق بين الليل والنهار، مثلاً النوافذ مغلقة طوال اليوم لا يرتبط وجود الشمس بالنهار، كذلك الأنوار مفتوحة طوال اليوم والتلفاز يعمل ليلاً نهاراً؛ مما يفقد الطفل معنى أن الليل يرتبط بالهدوء، وهذا يؤثر سلبياً على الطفل، فبعض الأمهات تقوم بالاستيقاظ طوال الليل مع الطفل وتنم معه بالنهار دون أن تعوده على نوم الليل، ولا تهتم بفقد الأثر الإيجابي للنوم ليلاً والمتمثل في نمو الطفل والراحة والسكينة.
سرير الطفل الخاص
اختلفت العديد من الدراسات حول أهمية أن يكون للطفل سرير خاص أم لا، فهناك دراسات أكدت أن نوم الطفل مع أمه يجعله يتمتع بصحة نفسيه أفضل، كما أنه يكون قريباً من مصدر غذائه.. بينما دراسات أخرى تحدثت عن ضرورة تعويد الطفل منذ الصغر على الاستقلال الذي يساهم في نوم أكثر راحة؛ حيث إنه يكون بعيداً عن حركة الكبار، ولذلك فمن الجيد أن يكون الطفل في سرير أمه حتى ثلاثة أشهر، يكون بها اعتاد على البيئة الجديدة، ثم يتم تعويده على سريره، فلا يشعر بالخوف، وأن يكون في غرفة الأم لفترة، وخاصة إذا لم يكن له إخوة؛ لأن نوم الطفل في سرير أمه يؤثر سلباً على صحته النفسية أكثر وهو أكبر إذا أردنا فصله في سرير خاص، فإنه يشعر أن أمه ما عادت تحبه.
وهناك أيضاً أمر متعلق بسرير الطفل يكون سبباً في اضطرابات النوم؛ وهو أن بعض الأمهات يقمن بوضع وسادة تحت رأس الطفل، وكثير من الأغراض كاللعب حوله في سريره؛ وهو ما يؤدي إلى انحناء العمود الفقري للطفل؛ مما يتسبب في ضيق في التنفس، وكذلك إعاقة راحته في النوم وخاصة إذا احتاج للتقلب.
هذه بعض الأخطاء التي ننصح الأم أن تتجنبها لنوم أفضل لطفلها.