منذ أكتوبر الماضي، ارتفعت وتيرة ممارسات العنف والتعذيب بحق مسلمي آراكان بشكل ملحوظ؛ ما أسفر عن موجات نزوح جديدة صوب الدول المجاورة؛ أملاً في حياة آمنة.
لكن هذه الآمال سرعان ما تتبدد أمام استهداف مسلحي المليشيات البوذية المدعومة من قوات الأمن في ميانمار، ولا يظفر بها سوى أصحاب الأموال القادرين على الاتفاق مع شبكات مهربي البشر؛ لإخراجهم من البلاد.
هروب وترصد
وذكر لاجئون روهينجيون وصلوا مؤخراً إلى مدينة “كوكس بازار” البنجالية، أن متطرفين بوذيين هاجموا عددًا من القرى والمدارس الدينية، بدعم جوي من قوات الأمن، وقتلوا عشرات المسلمين، وغادروا القرى بعد إضرامهم النيران في المنازل.
وأضافوا، بحسب “الأناضول”: كل من يسعى إلى الهروب من الموت، يلقى الرصاص في جميع أنحاء جسمه، سواء كان طفلاً أو امرأة أو مسنًا.
ولفتوا أنه حتى من ينجح في استقلال أحد القوارب، وعبور نهر “الناف” نحو السواحل البنجالية، يترصده الجنود الميانماريون ويطلقون عليهم الرصاص، لدرجة أنه صار طبيعياً رؤية أجساد المسلمين ملقاة على الساحل، بعد غرق قواربهم.
قتل الأطفال والنساء
الشاب ديلفورجان رحيم الله، على الرغم من نجاحه في الوصول إلى السواحل البنجالية فإنه عجز عن الحديث، وترك دموعه تسرد ما رأته عيناه من آلام، قتل جنود ميانماريون زوجته وابنه الذي لم يكمل عامه الأول أمام عينيه، أما أخوه ففقد اتزانه العقلي لما شاهده.
ولم يكن نصيب رسمينارة رحمة كريم أقل من أشقائها، فطفلها الصغير محمد رفيق، قتله أحد الجنود ورمى جثته بين أنقاض البيوت المهدمة.
مراكز اللاجئين
وعن الوضع في مراكز اللاجئين في بنجلاديش، فإن فرق خفر السواحل في البلاد لا تسمح لكثير من قوارب النازحين بالعبور، وتعيدهم إلى ميانمار مرة أخرى، وفق “الأناضول”، ومن يُسمح لهم بالمرور يعيشون في ظروف أقل ما توصف به أنها مزرية، نظرًا لسوء وضع المخيمات وانعدام الخدمات الأساسية بها.
ويعيش الغالبية المسلمة والمعروفون باسم الروهينجيا، في مناطق “موانغداو” و”ياثاي توانغ” بإقليم آراكان بالبلاد.