وصف سياسيون قرار مجلس الأمن الدولي بوقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه تاريخي وانتصار لعدالة القضية الفلسطينية.
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، وصف القرار، بأنه “صفعة كبيرة للسياسة الاسرائيلية”.
وقال أبو ردينة في تصريح صحفي، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”: “إن قرار مجلس الأمن صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية وإدانة بإجماع دولي كامل للاستيطان ودعم قوي لحل الدولتين”.
ومساء الجمعة، اعتمد مجلس الأمن الدولي، قراراً يدعو الكيان الصهيوني إلى الوقف الفوري والكامل لأنشطته الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحصل مشروع القرار الذي تقدمت به نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال على أغلبية 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
وأكدت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة سامنثا باور معارضة بلادها مواصلة “إسرائيل” بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت عقب التصويت: “إن قرار واشنطن اليوم بالامتناع عن التصويت يتماشى مع مواقف الإدارات الأمريكية السابقة”، وإن بلادها “دوما ترى أن البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة يهدد أمن إسرائيل”.
ووصفت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التصويت بمجلس الأمن الدولي لصالح مشروع قرار ضد الاستيطان بـ”الهام”.
وقالت عشراوي لـ”الأناضول”: “القرار هام وكان يجب أن يُتخذ كون الاستيطان غير شرعي، وجريمة حرب بحسب القانون الدولي، ويقوض فرص التوصل للسلام”.
وأضافت: “علينا البناء عليه وأن نضع الخطط لمواجهة إسرائيل وتواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”. وأردفت بقولها: “نعلم أن مثل هذه القرارات لن تردع إسرائيل، ولكن تظهر أن العالم غير راض عن التوسع الاستيطاني”.
وقال سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها بالجامعة العربية جمال الشوبكي: إن قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية “تاريخي وإسرائيل بحكم الإجماع الدولي ملزمة بتنفيذه”.
قرار تاريخي
حماس وعلى لسان الناطق باسمها فوزي برهوم ثمنت موقف الدول التي صوتت في جلسة مجلس الأمن مع حق الشعب الفلسطيني في أرضه وممتلكاته ورفضت سياسة الاحتلال الإستيطانية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، وقالت: نرحب بهذا التحول والتطور المهم في المواقف الدولية الداعمة للحق الفلسطيني في المحافل الدولية ونطالب بمزيد من هذه المواقف المساندة لعدالة القضية الفلسطينية والعمل على إنهاء الإحتلال.
ورحبت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بالقرار، واعتبرت الحركة في بيان، القرار “انتصار لعدالة القضية الفلسطينية”.
وقالت: “إن قرار مجلس الأمن بمثابة إدانة واضحة لسياسات الاحتلال وعدوانه، هناك رأي عام دولي يتشكل ضد إسرائيل وسياساتها، وقد بات ممكنا عزلها ومقاطعتها وملاحقتها في كل المحافل عما ارتكبته من جرائم وعدوان ضد شعبنا”.
ووصفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، قرار مجلس الأمن الدولي بـ”التاريخي”.
وقال الناطق باسم الحركة، أسامة القواسمي، في بيان صحفي: “إن التصويت لصالح مشروع قرار وقف الاستيطان، انتصار تاريخي للشعب الفلسطيني، ولكل أحرار العالم، ويدشن مرحلة جديدة من الصراع”.
وأضاف: “القرار تغيير جوهري في موقف مجلس الأمن، ويدلل على فهم عميق لخطورة سياسة الاحتلال الاسرائيلية”.
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القرار “انتصار للقضية الفلسطينية وخطوة مهمة على صعيد إدانة الاحتلال”.
وقالت الجبهة في بيان، فجر اليوم السبت: “إن المعركة ضد الاستيطان هي جزء من معركة طويلة لتفكيك الكيان الاستيطاني العنصري في كل فلسطين”.
من جانبه، رحب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بالقرار، وقال في بيان: “أرحب بصدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بإجماع 14 عضوا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت”.
ورحبت تركيا، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية: “إن قرار مجلس الأمن يحمل أهمية، لأنه يؤكد على أن الاستيطان يشكل عائقاً أمام رؤية حل الدولتين”.
وجدد البيان دعوة أنقرة لـ”إسرائيل” إلى وقف أنشطتها الاستيطانية غير القانونية في القدس الشرقية، والضفة الغربية، بأسرع وقت، والانسياق لقرار مجلس الأمن الأخير ذي الصلة الذي يعتبر موقفًا مشتركًا للمجتمع الدولي.
ووصف الأردن، على لسان الناطق باسم الحكومة، القرار بـ “التاريخي”.
ووصف رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، قرار مجلس الأمن الدولي، بأنه “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وقال الغانم في تصريح صحافي: “إن قرار مجلس الأمن اليوم خطوة في الاتجاه الصحيح، ويشكل حلقة من حلقات الضغط الديبلوماسي الدولي على إسرائيل للرضوخ والانصياع لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي – الإسرائيلي”.
من ناحيتها، أعلنت قطر ترحيبها بقرار مجلس الأمن الدولي، معربة عن أملها في أن يشكل القرار “خطوة جادة نحو تحقيق السلام العادل والشامل للشعب الفلسطيني”.
وأعرب الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، عن أمله في أن يشكل هذا القرار “خطوة جادة نحو تحقيق السلام العادل والشامل للشعب الفلسطيني بما يسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة”.
وشدد على “أن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتنافى مع الشرعية الدولية، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة”، مبينا أن “دولة قطر كانت ولا زالت داعمة للقضية الفلسطينية”. وأكد على تصدّر القضية الفلسطينية اهتمامات دولة قطر وأولويات السياسة القطرية.
وشدد على أنه “مهما بلغت التحديات التي تحيط بمنطقتنا العربية إلا أنها لن تثنينا عن دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في نضاله للدفاع عن أرضه وأبنائه ومقدساته”.
ووصف النائب الثاني لرئيس الجمعية الوطنية الموريتانية (البرلمان)، محمد غلام ولد الحاج الشيخ، قرار مجلس الأمن بأنه “نقطة مضيئة في عتمة قرارات مجلس الأمن الدولي”.
وقال ولد الحاج الشيخ، وهو أيضا الأمين العام للرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني: “إن القرار يعد ضربة للاحتلال الإسرائيلي، كما يعيد بعض المصداقية لقرارات مجلس الأمن الدولي التي فقدت مصداقيتها لدى الشعوب العربية”.
ودعا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل تنفيذ القرار، ووضع حد لسياسة الاحتلال الهادفة لبناء مزيد من المستوطنات واغتصاب الأراضي الفلسطينية.
بالمقابل، قال وزير البنى التحتية الصهيوني يوفال شتاينتس: إن واشنطن تخلت عن “إسرائيل”. وأضاف شتاينتس في تصريح للقناة الثانية في التلفزيون “الإسرائيلي”: “الولايات المتحدة تخلت عن إسرائيل حليفها الوحيد في الشرق الأوسط”.
وكتب الصحفي المصري سليم عزوز على صفحته في “تويتر”: “تحية للسنغال.. تحية لفنزويلا.. تحية لنيوزولاندا .. تحية لماليزيا.. تحية للرجال.. السيسي اتفضح فضيحة عالمية”.
وقال مدير قناة الجزيرة ياسر ابو هلالة: “سلوك مصر الرسمية في الأمم المتحدة يحتاج دراسة معمقة، هي الدولة الوحيدة التي تصوت لصالح اسرائيل في الاستيطان ولصالح إيران في القضية السورية”.
وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة: “مجلس الأمن يقر مشروع قرار يدين الاستيطان. تمريره من أوباما هو الرد الأخير منه على إهانات نتنياهو. هو موقف رمزي، لكنه فيه مصيبة كامنة”.
وأضاف: “لن يتغير شيء على الأرض بطبيعة الاحتلال، سيتواصل الاستيطان كأن شيئا لم يكن. هناك قرار أقوى منه من محكمة لاهاي في 2005، وذهب إلى الأدراج”.
وتابع: “هي إسرائيل، طفلة العالم المدللة، وهي وحدها من يمكنها إدارة الظهر للقرارات الدولية. بدون جعل الاحتلال مكلفا عبر المقاومة لن يتغير شيء”.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الكويت د. عبدالله الشايجي: لمن يقلل من شأن قرار مجلس الأمن التاريخي والصادم ضد سياسة إستيطان إسرائيل-يكفيكم أن تتابعوا لطم نتن ياهو وخطابه الاتهامي لأباوما وإدارته.
وأضاف الشايجي: أهمية قرار مجلس الأمن 2334-إدانة سياسة استيطان إسرائيل في فلسطين-بأنها غير شرعية والتأكيد على حدود 4 يونيو 1967-والتفريق بين إسرائيل والمستوطنات-ما يجعل قرار مجلس الأمن 2234ـ صفعة لـإسرائيل وضربة استباقية يحبط وعد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.