للتو أنهينا عاما أليما آخر؛ ففي ٢٠١٦ زدنا على دمائنا المسكوبة كميات خاصة بأطفال الشام، وهم لم يعلموا بعد أننا ملزمون بنصرتهم مما يفسر صور دهشتهم بدل بكائهم! ورغم تدمير حلب وبعض إدلب ومدن أخرى تدميرا تعدى خيالات مخابيل بوليوود، إلا أننا نفتتح ٢٠١٧ بـ”لا اله إلا الله” متجذرة أعمق من أشد سنوات محن الأمة، وبنفوس تسمو على ألم خذلاننا في العراق وسوريا واليمن وغزة..
كدعاة لن نترك أمر أمتنا يتلاعب به المنافقون، ورغم ضيق خياراتنا فلن نغفل عن خطط الصهاينة وأذنابهم، ولن نكتفي بحالة “صابرين” فحسب! وإن كان “ونعم أجر الصابرين”.
كدعاة ندخل ٢٠١٧ شم الأنوف كما تخرج الأسد من غابها “من شعر القاضي الزبيري”.
ونفتتح ٢٠١٧ بحيوية دعوية شاملة.. نصرة وأمرا بالمعروف ونهيا عن منكر وبنشاط خيري يغرق بموجه المتخصصين بأمراض التشويه، ورغما عنهم ستبقى الكويت منارة العمل الخيري والإنساني للأمة! وسنستمر تذكيرا وتبليغا لأمتنا بأيام الله والمساجد، وسنحمل هموم الأمة بدرجة غليان كافية لانفجار شرايين أعدائها.
كمسلمين ودعاة لن نثني الركب منهارين من هول التخاذل؛ فهناك فوائض بمخزون الإسلام بشرق آسيا وتنامٍ بباكستان والهند، وانشطارات للتقدم بأقصى المغرب، وصلابة في غزة، واكتساحات للإسلامين بجزيرة العرب احتار بها المراقبون، وأمام تدهور العراق ثبات تونس، وأمام اختراق إيران إفريقيا تدك سفارتها بالخرطوم، ومقابل حيرة مجاهدي اليمن هناك فزعة من كل شعوب العرب للعثمانيين الجدد أمام انقلاب عبيد حراس الصليب، وأمام هبوط مصر لأدنى من قاع البحر الذي غرق فيه جد السيسي فالجزائر تتأهل لدور محوري قادم والأردن تتعافى..
وما لم ولن يعرفه أعداء الأمة ومنافقوها أننا كمسلمين ودعاة من فريق دين صعب وصلب وعنيد قد ألغى كلمة تراجع ومشتقاتها من مراجعه ويعتبر رؤية العدو لظهر أتباعه بجبهات القتال إثما عظيما والالتفاتة للوراء خطأ فادحا.
وبدون خفة وتهور وبكل واقعية ودراية لن نجثو على ركبنا أمام الصهاينة وأذنابهم، وكنا كمسلمين وسنبقى نفدي دموعنا الرخيصة بدمائنا الغالية.