وصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” التقرير الأولي الصادر عن اللجنة الاستشارية المشكلّة بشأن الأحداث في ولاية “آراكان” غربي ميانمار، بأنَّه “معيب وممنهج وملفق”.
وقدَّمت اللجنة الاستشارية لولاية “آراكان”، التي يترأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، اليوم الأربعاء، تقريرها الأولي، الذي نفى وجود حالات اغتصاب وإبادة جماعية واضطهاد ديني وعرقي في الولاية، حسب “الأناضول”.
وخلص التقرير إلى أنَّ مزاعم حالات الاغتصاب والاعتقالات غير القانونية وأعمال التعذيب والحرائق المفتعلة في القرى التي يسكنها مسلمو الروهينجيا لا تستند إلى أدلة موثوقة تسمح باتخاذ إجراءات قانونية بحقها.
وذكرت لجنة التحقيق أنَّها لاحظت خلال إجرائها مقابلات ميدانية مع قرويين ونساء المنطقة، ارتفاع أعداد المسلمين الذين يرتادون المساجد، لا سيَّما في بلدة ماونج تاو.
وقال فيل روبرتسون، نائب “رايتس ووتش” لمنطقة آسيا: إنَّ قراءات لجنة التحقيق التي نفت ارتكاب انتهاكات بحق مسلمي الروهينجيا في أراكان غير متوقعة ومعيبة وممنهجة.
وأضاف أنَّ النتائج تعكس بوضوح الاستنتاجات السياسية الملفقة والمطبوخة سياسيًا بشكل مسبق؛ بهدف إسكات صوت المجتمع الدولي الذي يطالب باستمرار بوقف أعمال العنف المرتكبة بحق الروهينجيا.
وفي 8 أكتوبر الماضي، أطلق جيش ميانمار حملة عسكرية واعتقالات وملاحقات أمنية واسعة في صفوف السكان في آراكان خلّفت عشرات القتلى، في أكبر موجة عنف تشهدها البلاد منذ تلك التي وقعت عام 2012م.
وجاءت حملة الجيش، عقب هجوم نفذه مسلحون استهدفوا 3 مراكز شرطة في بلدتي ماونجداو وياثاي تايونج في آراكان، ما أسفر عن مقتل وإصابة جنود، وعناصر شرطة.
ومنذ انطلاق عمليات القوات الميانمارية في الولاية، قتل 400 مسلم، بحسب منظمات حقوقية، بينما أعلنت الحكومة مقتل 86 شخصًا فقط.
ووفق منظمة العفو الدولية، اضطر 21 ألفًا من مسلمي “الروهينجيا” إلى اللجوء إلى بنجلاديش؛ خشية مقتلهم.
ومطلع سبتمبر الماضي، أعلنت مستشارة الدولة أونج سان سوتشي، في بيانٍ لها، تعيينها للجنة الاستشارية المكونة من 9 أفراد، بغية حل “قضايا مطولة” في المنطقة، برئاسة كوفي عنان، الحاصل على جائزة نوبل للسلام أيضًا.
والأسبوع الماضي، طالب أكثر من 12 من حاملي جائزة “نوبل” للسلام مجلس الأمن الدولي بالتدخل لتفادي المأساة الإنسانية، والتطهير العرقي، والانتهاكات الحقوقية، في ميانمار.
وتعتبر ميانمار الروهينجيا مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ”الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم”.
ومع اندلاع أعمال العنف ضد مسلمي الروهينجيا، في يونيو 2012م، بدأ عشرات الآلاف منهم بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على الأمن.
ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينجيا في مخيمات بولاية “آراكان”، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982م.