دشنت دولة الكويت مشاريعها الخيرية والإنسانية لمساعدة النازحين العراقيين القاطنين في مخيمات إقليم كردستان، في إطار حملة “الكويت بجانبكم” منذ أن فتحت قنصليتها في أربيل في نوفمبر 2016م.
وشملت المساعدات جميع الجوانب التربوية والطبية والغذائية، فقد قامت يومي 16 و17 من هذا الشهر وبالتعاون مع مؤسسة بارزاني الخيرية في إقليم كردستان بتوزيع 2500 سلة غذائية على النازحين من مخيم “حسن شام”، إضافة إلى إمدادهم باللوازم الطبية، وستستمر حملة المساعدات هذه إلى 27 من هذا الشهر، وستشمل جميع مناطق كردستان، وخاصة وأن الإقليم يعاني من نقص حاد في الاحتياجات الطبية نتيجة استمرار العملية العسكرية في مدينة الموصل، وتقدم القوات العراقية باتجاه تحرير المزيد من مناطق المدينة، وازدياد المصابين والجرحى بين النازحين المتدفقين إلى مستشفيات إقليم كردستان التي تعاني من ندرة وشبه انعدام المستلزمات الطبية، وعدم اتساع المستشفيات للعدد الهائل من مرضى وجرحى النازحين، بحسب تصريح وزير الصحة في الإقليم ريكوت حمة رشيد لوسائل الإعلام.
وما يجدر ذكره أن مستشفيات الإقليم تضم اليوم أكثر من 14 ألف جريح من النازحين المصابين من أهالي الموصل، وهذا العدد الهائل يفوق قدرة وطاقة الإقليم الطبية التي تتعرض لضائقة مالية شديدة؛ بسبب الحصار الشديد الذي تفرضه حكومة بغداد منذ 3 سنوات.
ومن جانبها، حذرت مديرية الصحة العامة في مدينة أربيل من الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يتعرض لها النازحون؛ بسبب ما تعانيه مشافي الإقليم من اكتظاظ جرحى معركة الموصل من المدنيين ومنتسبي القوات الأمنية، وقلة الأسرّة المخصصة للمرضى والأدوية والمستلزمات الطبية، مبيناً أن المشافي باتت شبه ممتلئة، بحسب المدير العام لصحة أربيل سامان البرزنجي، الذي دعا وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية قبل تفاقمها وتحولها إلى كارثة إنسانية، بالتزامن مع معارك الساحل الأيمن بسبب اكتظاظه بالسكان، وقلة التجهيزات اللازمة للنازحين وجرحى المعارك.
الأطفال الأكثر تضرراً
وكما العادة في كل الحروب والمنازعات الداخلية والخارجية، فإن أكثر المتضررين فيها هم الأطفال والنساء بالدرجة الأساس، ولم تشذ الحرب الدائرة في الموصل عن هذه القاعدة، بحسب تصريح مدير صحة الإقليم البرزنجي؛ فإن 7 آلاف طفل نازح تعرض لمعاناة صحية خطيرة نتيجة شرب المياه الملوثة، وعدم تلقيح الأطفال داخل مدينة الموصل، وإذا لم يتم معالجتهم بأسرع وقت ممكن، فإن كارثة حقيقية في الطريق، وأضاف أن نحو 7 آلاف طفل أصيبوا في الموصل، جراء تواصل القصف الانتقامي العشوائي الحكومي والدولي على منازلهم وتمت معالجتهم في مستشفيات أربيل، لافتاً إلى أن معظم الأطفال هم فوق سن الخامسة.
يذكر أن الأطفال النازحين تعرضوا إلى معاناة دائمة منذ بداية العمليات العسكرية الجارية لاستعادة المدينة من قبضة “داعش”.
وقد تسوء الأمور وتتفاقم الأوضاع الصحية أكثر وتحدث كارثة إنسانية، كما أشار إليه المسؤول الكردي إن لم تبادر المنظمات الإنسانية والطبية العالمية لإغاثة المصابين في مستشفيات الإقليم، ووفق البيانات الحكومية في الإقليم؛ فإنه من المستحيل للإقليم بظروفه الاقتصادية الحالية الذاتية وإمكاناتها المتواضعة في الخدمات الطبية والمعاناة التي يعانيها من الحصار الاقتصادي الشامل الذي تفرضه عليه بغداد أن يقوم برعاية النازحين المصابين وخاصة الأطفال، ففي إحصائية للمؤسسات المعنية بشؤون النازحين الطبية والخدمية؛ فإن الإقليم بحاجة إلى 12 مليون دولار يومياً لإغاثة النازحين ورعاية شؤونهم الصحية والخدمية، وهذه الإمكانية لا تتوافر للإقليم في الوقت الحاضر.
وصول أول شحنة طبية كويتية إلى أربيل
واستجابة لمناشدات المؤسسات الطبية في إقليم كردستان، وندائها المتواصل للمنظمات العالمية الخيرية والإنسانية بضرورة مد يد المساعدة والعون للنازحين قبل وقوع كارثة صحية وإنسانية حقيقية لنازحين في مستشفيات الإقليم، فقد استجابت دولة الكويت كعادتها المعهودة للنداء، وأرسلت أول شحنة طبية تزن 10 أطنان عبر الطيران العسكري لسد حاجة الإقليم من المواد الطبية، وتقديم الخدمات الصحية إلى النازحين المصابين من الموصل، بحسب تصريح القنصل الكويتي في أربيل أحمد الكندري لوكالة “كونا”، وأضاف الكندري: تعتبر هذه أول شحنة تصل إلى الإقليم تتبعها شحنات ممثالة في الأيام القادمة، معرباً عن أمله في أن تكون الرحلة باكورة لجسر جوي قادم بين دولة الكويت والعراق وإقليم كردستان.