تزامناً مع بدء المفاوضات السورية بين وفد المعارضة ووفد نظام الأسد، عبر سياسيون وحقوقيون عن رؤاهم بشأن جدية المفاوضات من عدمها، وكذلك النتائج المترتبة على تلك المباحثات.
حيث ذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الشايجي، أن مفاوضات أستانة لإنهاء الأزمة السورية لن تخرج بشيء جديد، وقال: “من الآخر، مؤتمر أستانا لمأساة سورية ملهاة، لن تخرج بشيء، جلوس الجلاد والضحية على الطاولة مكياج لتجميل صورة القاتل وحلفائه، وزوبعة في فنجان”.
وذكر المفكر الجزائري أنور مالك أن إيران لا تريد الوصول لحلول سياسية لإنهاء الأزمة السورية، في إشارة إلى مفاوضات أستانة، وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر “تويتر”: “إيران طرف لا يمكنه أن يعمل لإيجاد مخرج سياسي سلمي للحرب في سورية، لأنه سينهي نظام الأسد آليًا، ولا يمكنها تحمل أعباء مصير مليشياتها الشيعية“.
وذكرت الإعلامية الفلسطينية سلمى الجمل، أنه لا يوجد سقف لتوقعات نتائج مفاوضات أستانة، بشأن الأزمة السورية، وقالت: “لا يوجد سقف للتوقعات من مؤتمر أستانا، فقد ولد بلا سقف أساساً، فالجميع يقف على أرض الواقع الميداني والعسكري وهو في صالح النظام وحلفائه، سورية”.
وقال الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة: “مشوار مفاوضات “أستانة” طويل حتى إنجاز اتفاق، والأطول ربما هو تطبيق الاتفاق في حال التوصل إليه في ظل تعقيدات الوضع على الأرض“.
ووصف السياسي السوري موفق زريق مفاوضات أستانة مفاوضات بأنها شرعنة للأسد، واستيعاب المعارضة في معدة النظام، موضحاً أنَّ الروس والأتراك والفرس على الأغلب سينجحون في أستانة، بمباركة أمريكية وصهيونية.
وعن قبول المعارضة لأستانة أشار زريق إلى أنَّ المعارضة لا تملك أي قرار، فهي مرغمة على الحضور.
بدوره، قال السياسي السوري أحمد المسالمة: إن أستانة بالرغم من عدم وجود الضمانات الكافية فيها والذهاب بدون شروط، فإننا نتمنى أن تكون خطوة بالإطاحة بالأسد، رغم أن المؤتمر لن يتطرق للإطاحة به، فأستانة سيكون اجتماعات ومباحثات عسكرية لوقف إطلاق النار في سورية، وقد يسبقه اتفاق لوقف إطلاق النار لم ينجح وما يزال الدم السوري مستباحًا من الإيرانيين والروس والأسد.
وأوضح السياسي السوري أن أستانة ستكون بمثابة لقاءات واحتساء الشاي كغيرها من المباحثات والمفاوضات وإطالة أمد الحرب، قائلاً: “كلنا أمل أن يكون لملف المعتقلين وعودة المهجريين من البنود والشروط الأساسية إذا أرادوا مناقشة مصير الأسد، وتابع: لن يتمكنوا من تسوية الأزمة السورية لعدم وجود كافة اللاعبين الدوليين بالملف السوري.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. شفيق الغبرا: “لن ينجح مؤتمر أستانة في تحقيق شيء يذكر للشعب السوري، المؤتمرات السابقة لم تقدم شيئاً، وهذا اللقاء لن يقدم الجديد، المسألة السورية مستمرة ولن يقدم أحد شيئاً للمعارضة السورية إن لم تكن تملك أوراقاً حقيقية على الأرض، وهذا هو التحدي الأكبر منذ سقوط حلب”.
وتابع الغبرا في حسابه عبر “تويتر”: “بلا توحيد القوى والفصائل واستعادة مكانة الشعب السوري في المعادلة؛ فستبدو أستانة استسلاماً لنتائج معركة حلب.. لم تنتهِ الثورة، مشيراً إلى أن سقوط حلب لم يحسم الحرب، فحلب معركة في حرب لم تنتهِ، ولو كنت مكان النظام لقدمت تنازلات كبرى الآن، مبيناً أن الجولات القادمة لا يشترط أن تكون لصالحه، مؤكداً أن ما وقع في سورية ثورة، لكن عنف النظام جعلها تتسلح، وأؤمن بضرورة صفقة سياسية عادلة وليس استسلاماً يؤدي لمزيد من التطرف والعنف”.
وبدأت، صباح اليوم الإثنين، محادثات أستانة بشأن سورية في العاصمة الكازاخستانية في مسعى لتثبيت وقف إطلاق النار في سورية، وإيجاد سبل لحل الأزمة التي تعصف في البلاد، من المقرر أن تمتد على مدى يومين.