أوسع ما تطلق عليه الأمة في لغة العرب الجماعة من الناس، وإن لم يجمعها جامع، ويربطها رابط، فقد أطلقها القرآن الكريم على مجموعة من الناس يريدون بئر ماء يستقون لأنفسهم، ويسقون ماشيتهم، قال تعالى في موسى عليه السلام: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} [القصص: 23].
وتطلق على مجموعة من الناس يجمعها جامع أو يربطها رابط، يقول الراغب الأصفهاني: “الأمة: كل جماعة يجمعهم أمر ما، دين واحد، أو زمان و احد، أو مكان واحد، سواء كان ذلك الجامع تسخيراً أو اختياراً وجمعها أمم” [ المفردات في غريب القرآن: ص 22].
وقد كثر في القرآن الحديث عن الأمم السابقة، وكيف أرسل الله في كل أمة منها رسولاً يحمل إليها الهداية الإلهية الربانية: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ} [ الرعد: 30] وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الْطَّاغُوتَ} [ النحل: 36].
وأمم الرسل تطلق على مجموع الأمة مؤمنها وكافرها، باعتباره مرسلا إليهم، لا بإيمانهم به، وتصديقهم له، قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [يونس: 47].
ولذلك فإنه يؤتى بأمة كل رسول يوم القيامة، فيشهد عليهم أنه بلغهم الحق، ويقيم عليهم الحجة، وتنتهي بعد ذلك علاقة الرسول بالكفرة من أمته، حيث يؤمر بالكفرة منهم إلى النار، ويؤمر بالرسل وبالمؤمنين الذين اتبعوهم إلى الجنة.
وقد يطلق القرآن الأمة على الجنس من الحيوان والطير، فمما عَلَّمناه القرآن أن الطيور والحيوانات أمم أمثالنا، قال تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: 38].
وفي الحديث: “لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها”.
أمم الرسل جميعا أمة واحدة
حدثنا القرآن الكريم عن الأمة العالمية الفاضلة في ميزان الإسلام، وهي الأمة التي استجابت لله وحده، فعبدته دون سواه، وأسلمت واستسلمت له وحده، بفعل ما أوحي إليها من ربها، وترك ما نهيت عنه، وهذه الأمة شاملة للرسل والأنبياء وأتباعهم على أثرهم منذ آدم إلى أن تقوم الساعة، فهذه هي أمة الإسلام وأمة الإيمان، ففي سورة الأنبياء ذكر الله تبارك وتعالى موسى وهارون وإبراهيم ولوطاً وداود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذا الكفل وذا النون وزكريا ويحيى ومريم وعيسى ثم قال: {إِنَّ هَـذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92].
فلم يحل الله لرسول ولا لأحد من أتباعه أن يأكل الخبائث، وكلهم أمروا بالعمل الصالح، وقد أمر الله المؤمنين بمثل ما أمر به المرسلين في قوله: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172].
ولا يضير هذه الأمة العالمية المجتمعة على الدين الواحد الذي هو الإسلام، وعلى عبادة الواحد الديان أن تتجزأ في داخلها إلى أمم فتنسب كل أمة منها إلى الرسول الذي أرسل إليها، فهي أمة عالمية باعتبار الأصل الواحد الجامع لها، وهي أمم جزئية باعتبار الرسول الذي أرسل إليها والشريعة المنزلة إليها من ربها.
وقد توحدت البشرية جمعاء على دين واحد هو الإسلام مرتين:
الأولى: في عهد آدم عليه السلام وفترة وجيزة من بعده، وقد أخبر عن ذلك الله تبارك وتعالى في قوله: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} [ يونس: 19] وقوله: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} [ البقرة: 122].
أي كانوا أمة واحدة على الإسلام والإيمان لا فرقة ولا اختلاف بينهم في ذلك، ثم وقع الاختلاف بينهم، فوقع الخصام بينهم والفرقة، فآمن قوم وكفر آخرون، وأول من أرسل الله إلى البشر نوحاً عليه السلام.
والثانية: عندما أهلك الله أهل الأرض بالطوفان زمن نوح عليه السلام، ولم يبق في الأرض إلا نوح عليه السلام ومن آمن به، فبقوا مجتمعين على الإيمان حتى حدث الشرك مرة أخرى.
ولن تجتمع البشرية على كلمة سواء إلا بعد نزول عيسى:
والله قادر على أن يجمع البشر على كلمة سواء، فيصبحون أمة واحدة، ولكن اقتضت حكمته أن يختلفوا فيما بينهم، ويرسل الرسل، وينزل الكتب، ويبلوا بعضهم ببعض، ويصبح منهم المؤمنون والكفار، فيصير المؤمنون إلى الجنة والكفار إلى النار، قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم} [المائدة: 48]. وقال أيضا: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [ هود: 118-119].
وإدراك المسلم لهذه الحقيقة يعلمه أمرين مهمين:
الأول: أن يبذل المسلم طاقته ووسعه في حمل دين الله إلى الذين لا يؤمنون بدينه، فإن الله ابتلانا بحمل الحق والدعوة إليه وإظهاره، وهو يثيبنا على ذلك.
والثاني: ألا يطمع في إدخال الناس كلهم الإسلام، ولا تذهب نفسه على الكفار حسرات، فلم يستطيع كثير من الرسل إدخال الإيمان إلى قلوب أبنائهم وأزواجهم وأصدقائهم.
كيف حازت الأمة الإسلامية الفضل؟
لقد شهدت هذه الأمة في ماضيها عزة ومجداً، جعلاها في المقدمة بين الأمم في عدة فترات من التاريخ، وقدمت للبشرية الهدى والنور، وحاربت ظلمات الكفر والشرك والجهل، ومثلت في ميزان الله خير أمة أخرجت للناس، وأصبح الباحثون اليوم يعجبون من الفارق الهائل في حالها عندما يقارنون بين المجد الشامخ الرائع في الماضي، وبين الوضع البائس في العصر الحالي.
إن السبب الرئيس الذي أدى بها إلى أن ترتفع في الماضي إلى تسنم قمة الفضل هو خصائص تميزت بها وحازتها، ثمَّ ذهب هذا الفضل منها بمقدار ما أصابها من نقائص وعيوب.
إن خصائص الأمة التي رفعتها وكرمتها تعود إلى أمر واحد، يتمثل في دينونتها لله رب العالمين كما يريد الله تبارك وتعالى.
إن بعض الباحثين في أحوال الأمة يريد إقالتها من عثرتها بما كان سبب بلائها على حد قول الشاعر: وداوني بالتي كانت هي الداء.
إن هذه الأمة لا تعز إلا بالإسلام، وهذا حكم قضى به رب العباد والسبب في أن الأمة الإسلامية لا تعز إلا بالإسلام، أن الله اختارها لتحمل الرسالة الخاتمة بعد نبيها إلى يوم الدين، فلا رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا كتاب بعد الكتاب الذي جاء به، وكما أنه الرسول الخاتم، فإن أمته هي آخر الأمم التي أنزل الله إليها وحيه، فإن انتصرت بغير الإسلام، وصلح حالها بغيره فمن يحمل رسالة الله إلى أهل الأرض.
إن انتصار هذه الأمة بغير الإسلام تكذيب لله في قوله وحكمه والله لا يكذب أبداً {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا} [ النساء: 122] {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا} [ النساء: 87] وإذا حكم فحكمه ماضٍ: {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} [ الرعد: 41].
وفي واقع الأمة المعاصر تصديق لما حكم الله وقضى، فالأمة لم تزدد إلا تفرقاً وذلة مع كثرة النظريات والمبادئ التي حاول أصحابها إنهاضها وإعزازها بها.
إن الإسلام ليس مجرد شعار يرفع، ولا مجرد دندنات وهمهمات يتلفظ بها، ولا مجرد أماني وتخيلات تخالط الفكر والوجدان، إن الإسلام عندما يؤمن به الإنسان يصبح تياراً هائلاً يغير فكر الإنسان وقلبه، ويسري في كيانه ووجدانه، يحوله إلى الأنموذج الذي يريده رب العزة سبحانه، بالإسلام يصبح الإنسان رسالياً يحمل رسالة السماء، ويطبقها واقعاً مشهوداً في حياته، بالإسلام تتضح للإنسان غاية وجوده في هذه الحياة، ويعلم أن المطلوب منه أن يحقق العبودية لله الواحد الأحد، ويستعمر الأرض وفق منهج الله، ويجعل الأرض كلها مسجداً واحداً تتجاوب جنباته بالتسبيح لخالقه، وهو في ذلك سائر على الهدى بإيمان ويقين، فهو يعرف ربه حق المعرفة، ويعرف الحقائق الكبرى عن نفسه والكون من حوله، ويعرف أصله وتاريخه، والمصير الذي يؤول إليه ويعرف ما هو مطلوب منه، فيقوم به خير قيام. والإسلام يصنع من الآحاد الذين يؤمنون به أمة واحدة، يجتمعون فيها على كلمة سواء، فالإله المعبود واحد، والرسول واحد، والكتاب واحد، والقبلة واحدة، والشريعة واحدة، وتجمعهم رابطة الإيمان والإخاء فيه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [ الحجرات: 10]. وبذلك يصبح المؤمنون في توادهم وتحاببهم وتآلفهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ويصبحون كالبنيان المرصوص كما وصفهم رسولهم صلى الله عليه وسلم.
هل يمكن للأمة أن تتبوأ مكانتها من جديد؟
سؤال يطرح كثيراً، وحتى نتمكن من الإجابة عليه علينا أن نسبقه بسؤال آخر يقول:
هل السبب الذي رفع راية الأمة وأعزها موجود أو مفقود؟
والجواب أنه موجود ولا شك، فالأمة الإسلامية عزت بالقرآن: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [ الأنبياء: 10] أي فيه عزكم ومجدكم ورفعتكم، هذا الكتاب لا يزال موجوداً محفوظاً لم يتغير ولم يتبدل، ولم يحرف، ولم ينسخ، ولا يزال يمثل الهداية الربانية إلى قيام الساعة، وقد تعهد الله سبحانه بحفظه إلى قيام الساعة، وثبت صدق ذلك عبر التاريخ، فمع كثرة المؤامرات على هذا القرآن، بقي محفوظاً لم تستطع أيدي العابثين أن تغير منه شيئاً.
وإذا غاب شخص الرسول صلى الله عليه وسلم عنا بموته، فإن سيرته وسنته باقية محفوظة، وستبقى كذلك إلى يوم الدين.
والكتاب والسنة عليهما قام بناء الأمة، وبالرجوع إليهما ترجع الأمة إلى أصالتها، ويرتفع منارها.
إن الكتب السماوية السابقة التي أنزلت إلى الأمم من قبلنا لم يتكفل الله بحفظها، بل نسخها بالكتاب الخاتم، والشريعة الخاتمة، وأمر أهلها بتركها، واتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فما كان لها أن تبقى مستمسكة بها، وما كان لها أن ترتفع وتسود بالتزامها بها.
إن مشكلتنا التي تؤخر رفعتنا، وتبطئ من تحقيق النصر والعزة ليست بسبب عدم وجود الأصول التي أقامت الأمة في ماضيها، ولكن السبب أن الأمة تركت العمل بهدي الله الموجود في الكتاب والسنة، فمتى عادت الأمة إلى هدي الله، وغسلت عنها أدرانها وأوساخها عادت إليها أصالتها وخيريتها ومكانتها.
والأمة في الواقع العملي لم تفقد خيريتها فقداناً تاماً، فلا تزال فئة من المسلمين يمثلون خيرية هذه الأمة، مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”.
هذه الفئة الظاهرة ليست محصورة في أعداد قليلة من أهل العلم والدعاة، ولكنها تشمل كل من فقه عن الله وعن رسوله الحق الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، وتمثل الحق في نفسه وأهله، وقام بما يستطيعه في مجتمعه الذي يعيش فيه.
عوامل الارتقاء
وفي الجواب عن كل ذلك أقول: أصبح حال المسلمين لا يخفى حتى على عوام المسلمين، فمآسي المسلمين اليوم تشاهدها على شاشة التلفاز، وتذاع عبر الراديو، وتزخر بها الصحف والمجلات، وتفيض بها المجالس والمنتديات، ومع ذلك فإننا نقول: إن الأمة فيها قابلية لأن تنبذ أوساخها، وتتخلص من غثائها، وتستعيد عزتها، وتتسنم مكانتها من جديد، وندلل على ذلك بأمور:
1- وجود السبب الأول الذي بنى هذه الأمة في أول أمرها وعلى مرّ التاريخ، وهو الكتاب والسنة وسيرة الرسول صلى الله عليه سلم وهديه، وهدي أصحابه، وقد سبق ذكر ذلك.
2- قدرة العلماء والدعاة بما وهبهم الله من غوص في معاني النصوص من الكتاب والسنة والسيرة النبوية على إيجاد النماذج الإسلامية الراقية، وتحويل مسار الأمة إلى الخير والفلاح، وتحويل ضعفها قوة، وفرقتها وحدة، وهزيمتها أمام أعدائها إلى نصر ورفعة.
3- شهادة التاريخ عبر العصور، فقد استطاع المسلمون في آخر عهد الصحابة إيقاف الحرب الطاحنة التي كادت تقضي على المسلمين، فاجتمع أمر المسلمين وتوحدوا في سنة (41هـ) وسمي ذلك العام بعام الجماعة.
وسال البر والبحر على مدار مائتي عام بجيوش الصليبيين، قاصدة تدمير معاقل الإسلام، والاستيلاء على دياره، والقضاء على الدين الذي يوحدهم، واللسان الذي يتفاهمون به، فقذف المسلمون بالصليبيين بعد مواجهات كثيرة، وحروب طاحنة، خلف البحار، ورجعوا يجرون ذيول الخزي والعار.
وأعقبهم التتار البرابرة الذين أزالوا دولاً من الوجود، وخربوا حواضر الأمة الإسلامية، ودمروا عاصمة الخلافة، فاستنهض المسلمون قواهم، فما هي إلا جولة أو جولات حتى رجع فريق منهم مطرودين، وتخلف أقوام منهم اعتنقوا الإسلام، وأصبحوا له أنصاراً وأعواناً.
وفي هذا العصر حاولت فرنسا أن تجعل من الجزائر مقاطعة فرنسية، ينطق أهلها بالفرنسية، ويرتلون الإنجيل بدل القرآن، ويحلون العلمانية بدل الإسلام، وقدم الجزائريون المسلمون مليون شهيد، وردوا الفرنسيين على أعقابهم، والأمثلة المشابهة لفعل الجزائريين كثير.
وجاءت جيوش الاتحاد السوفيتي بقضهم وقضيضهم إلى الأمة الأفغانية المسلمة تريد إخراجها من الإسلام وتذويبها في بوتقة الشيوعية الكافرة، فما كان من أبطال الإسلام في أمة الأفغان إلا أن أذاقوا الكفرة الشيوعيين البلاء أشكالاً وألواناً، وردوهم على أعقابهم خاسرين، بل كان من نتائج هذه الحرب أن سقط ذلك الذي يسمى بالاتحاد السوفيتي من عليائه، وتفرق اتحاده، وذهبت قوته.
وهاهي أمريكا تجلب على المسلمين بجيوشها وطائراتها ودباباتها، وصواريخها، وقوتها في أفغانستان والعراق، وهي تهدد وتتوعد كل من يرفع رأسه في ديار الإسلام، وسيكون مصيرها مصير غيرها ممن فعل مثل فعلها، ولتذهبن قوتها، وليتلاشى بأسها، ولتسقط من عليائها كما سقط غيرها، ولتعلمن نبأه بعد حين.
4- ومما يدل على أن الإسلام آت، آت، لا ريب في ذلك، ولا شك فيه، وأن القوة الإسلامية آتية، وباق وجودها إلى قيام الساعة، تلك المبشرات التي تحدث بها القرآن، ورسول الإسلام.
______
* المصدر: الموقع الشخصي للدكتور الأشقر.