بعد قطع الأمم المتحدة المعونات عن عدد كبير من اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية، جاءت عاصفة ثلجية لتزيد من معاناة النازحين في المنطقة المشهورة ببرودة طقسها.
هذا وقد أطلق ناشطون هاشتاج #عرسال_تستغيث بسبب العواصف التي ضربت مخيمات اللاجئين حذروا خلاله وفاة الأطفال بسبب البرد الشديد، وأوضحت مصادر من المخيمات أن الثلوج بدأت بالهطول وقطعت معظم الطرقات المؤدية إلى مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية، وسط حالة سيئة لدى كثير من النازحين بعد فصلهم من برامج المعونات الذي تقدمه منظمة الأمم المتحدة.
وجاءت العاصفة الثلجية لتزيد من معاناة اللاجئين بعد فصل 1700 منهم من برنامج المعونات المالية التي تقدمها منظمة الأمم المتحدة على شكل رصيد معبأ في بطاقة إلكترونية.
هذا وقد الناشط السوري عمر مدنية من تويتر ” #عرسال_تستغيث.. يجب ألا تنسوا إخوانكم في مخيمات عرسال الذين يتعرضون لعواصف ثلجية وبرد قارس، أغيثوهم قبل أن تصل أخبار الموت برداً هناك.
وقال الإعلامي السوري أبو الهدى الحمصي: 120 ألف نازح سوري ليسوا أرقاماً، بل هؤلاء بشر انصرهم لو بتغريدة من خلال هاشتاج #عرسال_تستغيث”.
وبين أن الثلوج تطمر المخيمات في عرسال ولا يستطيع أحد أن يخرج من خيمته الكارثة على الأبواب أنقذوهم قبل أن يقتلوا أطفالهم، مبيناً أن العاصفة مستمرة على مخيمات النازحين السوريين في عرسال وصلت سماكة الثلوج إلى 50 سم وبرد قارس جداً وانقطاع كافة الطرقات.
وأوضح أن السوريين في عرسال اللبنانية يطلقون نداءات استغاثة عاجلة لمساعدتهم بموارد التدفئة، مبيناً أن الثلوج تطمر الخيم صرخات ونداءات من الأهالي خوفاً على أطفالهم الذين قد يقتلهم البرد أغيثوهم.
قال المغرد حسن جنيد: “أكثروا من الدعاء لأهلنا في #عرسال فإنهم بأمس الحاجة لدعائكم، أغيثوهم قبل أن تصل صور وأخبار الموت من شدة البرد”.
وقال اللاجئ السوري، أبو محمد: “فصلوني عن مساعدات الأمم المتحدة وأنا عاجز عن الحركة، وليس لدي أولاد كي يساعدوني، لست قادراً على العمل والثلوج طمرتنا، أرجوكم أوصلوا رسالتنا للمعنيين”.
كما عبّرت اللاجئة، أم سامر، عن حزنها على طفلتها قائلة “قطعت الأمم المتحدة المساعدة عني، ولدي طفلة تحتاج إلى الحليب والدواء ومستلزمات ضرورية، زوجي يعمل في الشهر يوماً أو يومين، ولا نستطيع تأمين الحليب لهذه الطفلة، كيف تلجأ الأمم المتحدة إلى فصلنا”.
وأشارت أم لؤي إلى أن قطع المساعدة عنها كان “بحجة أني أعيش في المخيم بمفردي وليس لدي عائلة. هل هذا عذر؟ يوزعون المساعدات داخل سورية لمن لا يحتاجون لها عند النظام ويحرموننا منها، كنت أشتري المازوت للتدفئة بالمساعدات التي تعطيها الأمم المتحدة أما اليوم جاءت العاصفة ولا مساعدات”.
وتضم مخيمات عرسال قرابة 80 ألف لاجئ سوري، يتوزعون على مخيمات عدة في البلدة، إضافة لقرابة 40 ألف لاجئ في مخيمات تقع في جرود البلدة.