الأمانة العلميَّة مبدأ لم يُعرف إلا بعد ظهور الإسلام، ومع ذلك فإن أوروبا المتقدمة لم تهتم بهذا الأمر؛ تسجل لنا المصادر العلمية والتاريخية كيف كان يعاني العلماء المسلمون من سرقة أبحاثهم من قبل الغرب وأوروبا التي تزعم التقدم والبحث العلمي وترمي بلادنا وديننا بالتخلف والرجعية والجمود!
وإن مثل هذه السرقات وانعدام الأمانة العلميَّة في حقِّ العلماء المسلمين ليست بالشيء القليل، ويكفي أن نسرد سريعًا هنا الحقائق التالية:
نُسب علم الاجتماع إلى دوركايم اليهودي الفرنسي، بينما الذي اكتشف هذا العلم وأسَّسه هو العلاَّمة المسلم ابن خلدون.
ونُسبت قوانين الحركة لإسحاق نيوتن، بينما الذي اكتشف هذه القوانين عالمان مسلمان هما: ابن سينا، وهبة الله بن مَلْكا (هو أبو البركات هبة الله بن علي بن ملكا البَلَدي (ت560هـ/ 1165م)، المعروف بأوحد الزمان، طبيب، من سكان بغداد، كان يهوديًّا وأسلم في آخر عمره).
كما وجدنا في كتاب روجر بيكون فصلاً كاملاً، هو الفصل الخامس، وهو منقول من كتاب المناظر لابن الهيثم العالم المسلم، وذلك دون أن يشير بتاتًا إلى المؤلِّف الأصلي للمادَّة.
أيضاً كان شائعاً أن بيكون هو مؤسس المنهج العلمي الحديث، والصحيح أن المسلمين هم أول من اكتشف ذلك من قرون، وقد اعترف بذلك جوستاف لوبون صاحب كتاب “حضارة العرب” قائلاً: ويعزى (ينسب) إلى بيكون على العموم أنه أول من أقام التجربة والترصد اللذين هما ركن المناهج العلمية الحديثة، ولكنه يجب أن يُعترَف اليوم بأن ذلك كله من عمل العرب وحدهم، وقد أيَّد هذا الرأي جميع العلماء، الذين درسوا مؤلفات العرب.
لقد حدث كل ذلك مع المسلمين، أمَّا المسلمون فكان لهم منهج آخر، إنه منهج الأمانة العلميَّة، ونسبة الجُهد والفضل لأهله.
بل لقد امتلأت كتبهم بأسماء العلماء الذين نقلوا عنهم، وذلك مثل: أبقراط وجالينوس وسقراط وأرسطو وغيرهم، وقد أنزلوهم منزلتهم، وأعطوهم التقدير الكافي.
موقع “قصة الإسلام”.