الأكاديمي النيجري علي تاسع لـ«المجتمع»: المستعمر الأجنبي تعمد إفقار بلاد المسلمين

يمثل المسلمون الغالبية العظمى من سكان النيجر، حيث يصل عددهم إلى 99% من جملة السكان، يعيشون في دولة حبيسة محدودة الموارد، تدفع ثمناً باهظاً لسيطرة المستعمر عليها وعلى ثرواتها وخيراتها إلى الآن.. وبالرغم من أن النيجر تتمتع بوجود موارد نادرة مثل اليورانيوم، فإن المستعمر الفرنسي تعمد إفقارها وإفقار شعبها، وتسبب في متوالية من المخططات الخبيثة عبر عملائه، لأجل إبقائها في حالة من الفقر.

«المجتمع» تحاورت مع أمين عام وزارة التعليم العالي في النيجر، الأكاديمي والدبلوماسي السابق علي تاسع، الذي أكد استغلال المستعمر لبلاده، وأن فرنسا تضاء بنور اليورانيوم النيجري، بينما سكانها يعيشون في الظلام!

بداية، ما عدد الجامعات في النيجر؟ وما دورها في نشر الإسلام؟

- يوجد الآن في النيجر 15 جامعة عربية تعمل في مجال التعليم العربي والإسلامي، ويدرس فيها عدد كبير من الطلبة في ميادين اللغة العربية والدراسات الإسلامية، تعتبر هذه الجامعات منارات لنشر الإسلام وتعاليمه السمحة؛ حيث تقوم بتوعية الطلاب حول ماهية وجوهر الإسلام الصحيح.

كيف تجري تربية وتنشئة الأطفال في النيجر بروح إسلامية؟

- تتم تنشئة الأطفال في النيجر عن طريق تلقينهم التعاليم الدينية منذ نعومة أظفارهم، حيث إنه كما ذكرت سابقاً، تنتشر المدارس القرآنية في كل مكان في ربوع النيجر، وهي التي تقوم بهذا العبء لتربية النشء على تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، كما أن للآباء دوراً كبيراً، حيث إنهم يقومون بتعليم أبنائهم، ويقومون بتربيتهم تربية إسلامية، وهذا يظهر في سلوك الأبناء في النيجر بكاملها.

المدارس القرآنية تقوم بتربية النشء على تعاليم الإسلام

المسلمون يمثلون الغالبية العظمى من السكان، ما انعكاس ذلك على وضعهم في البلاد؟

- نسبة المسلمين في النيجر 99.5%، أما انعكاس ذلك فجليّ في السكان من حيث كثرة المساجد والمدارس القرآنية المنتشرة في كل مكان، ومظاهر الدين الإسلامي في الأسماء واللباس والعادات والتقاليد، فمجتمع النيجر مجتمع متدين، ويظهر ذلك جلياً عند القيام بشعائر الدين الإسلامي من صلاة وصيام وزكاة وصدقة وأعياد إسلامية.

تعاني النيجر من أزمات اقتصادية، هل يجري استغلال ذلك من قبل حملات التنصير؟

- تعتبر النيجر دولة فقيرة، إلا أنها في الواقع ليست كذلك، بل هي دولة أريد بها الفقر؛ وذلك عن طريق المستعمر الفرنسي، فبعد أن غادر البلاد بعد الاستقلال، وضع حكاماً يعملون لصالحه، فكانت النتيجة كما ترى، وإلا فالدولة التي تحتوي أراضيها على اليورانيوم والنفط والحديد والذهب.. وغيرها من المعادن الثمينة، كيف يمكن أن تكون دولة فقيرة؟!

لقد استغلّ المستعمر الفرنسي دولة النيجر ونهب أرزاقها، فاليورانيوم المستخرج من النيجر هو الذي يضيء دولة فرنسا، بينما يبقى الشعب النيجري في ظلام دامس!

أما الآن، فإن النيجر استعادت سيادتها على جميع أراضيها، بطرد القوات الفرنسية والأمريكية، وبسط السيطرة على معادنها.

أما بالنسبة لحملات التنصير، ففي السابق، وربما لا يزال حتى الآن، هناك بعض المنظمات المسيحية التي تستغل فقر الشعب للقيام بحملاتها التنصيرية التي تطال بعض القرى، ولا سيما القرى النائية التي يغفل الدعاة المسلمون الدعوة فيها، فالمنصِّرون يدخلون إلى أعماق القرى النائية، أما الدعاة المسلمون فكثيراً ما يكتفون بالمدن والقرى الكبيرة.

فرنسا تضاء باليورانيوم النيجري بينما نعيش نحن في الظلام!

هل هناك قلق من انتشار ديانات ولغات أخرى في البلاد؟

- الديانات الأخرى الموجودة في النيجر المسيحية، وكذلك الديانات الوثنية، وأتباعها أقلية؛ في جميع ربوع النيجر.

لكن اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية، ولها انتشار واسع في الأوساط الإدارية، أما اللغة العربية لها حضور قوي في الأوساط الاجتماعية؛ لأنها لغة الدين، والناس مقبلون على تعلمها في المدارس، ولا سيما في الآونة الأخيرة في أوساط الفئة المثقفة بالفرنسية، حيث إن كثيراً منهم فهموا بأن القطار قد فاتهم، ويريدون استدراك ما فاتهم.

ما حقيقة وجود «الواهايا» (الزوجة الخامسة) في المجتمع النيجري؟

- هذه الظاهرة غير موجودة إطلاقاً في المجتمع النيجري، وقد تكون موجودة في القديم، أما في العصر الحالي فلا وجود لها.

أما المسيحيون عادة ما يكتفون بزوجة واحدة، والوثنيون فأكثريتهم يقطنون الريف الذي لا تسمح الظروف المعيشية فيه بالزواج من عدد كبير من الزوجات.

إلى أي مدى يتوافر الدعم الخيري من قبل دول الخليج لشعب النيجر؟

- هناك منظمات خيرية إسلامية، منها الهيئة الخيرية الإسلامية، ولجنة مسلمي أفريقيا التي تحولت إلى جمعية العون المباشر، فهاتان الجمعيتان الكويتيتان لهما دور كبير في مساعدة المسلمين في مختلف الجوانب، ابتداء من جانب المساعدات الإنسانية، ولا سيما مساعدة المنكوبين والمتضررين من فيضانات وكوارث بيئية أخرى، وكذلك القيام ببناء مساجد ومدارس، والاهتمام بتوعية المسلمين حول التعليم الإسلامي، وتعمل في جميع أقاليم النيجر تقريباً.

كيف ترون موقف شعب النيجر تجاه ما يحدث في غزة؟

- المسلمون في النيجر يشعرون بقلق بالغ تجاه الإبادة الجماعية التي تدور في غزة، على مرأى ما يسمى بالمجتمع الدولي، حيث يُقتل ويُشرد ويُجوّع أطفال ونساء على مرأى من هؤلاء، إنها مأساة تقشعر منها الجلود، ولذلك فإن الشعب النيجري متضامن مع الشعب الفلسطيني في هذا الأمر، ويتضرع إلى الله تعالى أن يعجّل بالفرج.


اقرأ أيضاً:

الإسلام في أفريقيا كما لم تعرفه من قبل!

مسلمو النيجر.. نهضة تعليمية رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية

الهيئة الخيرية تفتتح قرية المرحوم فوزي الخرافي بالنيجر

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة