غزة.. المجاعة تواصل حصد الأرواح ونداءات دولية لوقف «هندسة التجويع»

في ظل حصار خانق
وحرب إبادة مستمرة، تتكشف في غزة مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث تحاصر المجاعة
أكثر من مليوني إنسان، ويقف العالم أمام مشهد من الموت البطيء الذي يحصد أرواح
الأطفال والنساء وكبار السن.
أرقام الضحايا
تتصاعد يومًا بعد آخر، فيما يواصل الاحتلال فرض سياسة ممنهجة لهندسة التجويع
والفوضى، عبر منع المساعدات وإغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية، بينما
ترتفع الأصوات الدولية محذّرة من كارثة تتسع بوتيرة لا يمكن تصورها.
إذ أعلنت وزارة
الصحة الفلسطينية ارتفاع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 235
شهيدًا، من بينهم 106 أطفال حتى اليوم الأربعاء 13 أغسطس الجاري، في ظل استمرار
الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية بالكميات المطلوبة.
مساعدات محدودة وفوضى متعمدة
وأوضح المكتب
الإعلامي الحكومي في غزة أن 124 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع، الأحد الماضي،
تعرّض معظمها لعمليات نهب وسط حالة فوضى أمنية مفتعلة من قبل الاحتلال، ضمن سياسة
وصفها بـ«هندسة التجويع والفوضى» الرامية إلى كسر صمود الفلسطينيين.
وأشار إلى أنه
خلال 15 يومًا، لم يدخل سوى 1334 شاحنة من أصل 9 آلاف شاحنة تمثل الاحتياجات
الفعلية للقطاع؛ أي ما يعادل نحو 14% فقط من المطلوب، في وقت يحتاج فيه 2.4 مليون
إنسان في غزة إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الحد الأدنى من متطلبات
الحياة.
ويحذر المسؤولون
في غزة من أن استمرار إغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية يفاقم من
الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية، وسط حرب إبادة مستمرة تدمر مقومات الحياة.
المساعدات الجوية.. فشل وخسائر بشرية
وفي سياق متصل،
كشف المكتب الحكومي عن ارتفاع حصيلة ضحايا عمليات الإنزال الجوي الخاطئ للمساعدات
إلى 23 شهيدًا و124 إصابة منذ بدء الحرب، مشيرًا إلى أن غالبية هذه الإنزالات تسقط
في مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال أو في أحياء مفرغة قسريًا؛ ما يعرّض المدنيين
للاستهداف المباشر.
وسبق أن أدت
عمليات إنزال مماثلة العام الماضي إلى غرق 13 مدنيًا فلسطينيًا بعد سقوط الشحنات
في البحر، كما أن كثيرًا من هذه المساعدات تقع بين تجمعات سكانية، مما يجعلها
عديمة الفائدة، بل وخطيرة على حياة المحتاجين.
وجددت غزة
تحذيراتها من خطورة هذه الأساليب غير الإنسانية، مؤكدة أن الحل يكمن في إدخال
المساعدات عبر المعابر البرية بشكل آمن وكافٍ، وخاصة الغذاء وحليب الأطفال
والأدوية والمستلزمات الطبية.
تحرك دولي.. 27 دولة تحذر من المجاعة
وفي تحرك
دبلوماسي لافت، أصدر وزراء خارجية 27 دولة ومفوضون أوروبيون بيانًا مشتركًا أعربوا
فيه عن صدمتهم من وصول المعاناة الإنسانية في غزة إلى مستويات لا تُصدق، مؤكدين أن
المجاعة تتكشف بوتيرة متسارعة.
وطالب البيان «إسرائيل»
بالسماح بدخول جميع مساعدات المنظمات الدولية إلى غزة وعدم تسييس المساعدات،
مشيدًا بجهود الولايات المتحدة وقطر ومصر في الدفع نحو وقف إطلاق النار.
وشدد الوزراء
على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الجوع، داعين حكومة الاحتلال إلى رفع القيود
عن عمل الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة، والسماح بوصول شحنات المساعدات كاملة إلى
القطاع المحاصر.
وضم البيان
دولًا رئيسة، منها: بريطانيا، أستراليا، كندا، فرنسا، اليابان، إلى جانب الاتحاد
الأوروبي وعدد من الحلفاء الآخرين.
اقرأ أيضاً: 10 أكاذيب يحاول نتنياهو فرضها علىالإعلام العالمي!
اقرأ أيضاً: