الكويت.. وطن يضع الطفولة في قلب الإنسانية

سامح ابو الحسن

18 نوفمبر 2025

47

في كل عام، وتحديدًا في 20 نوفمبر، يقف العالم وقفة تأمل أمام أصوات صغيرة تحمل في داخلها مستقبل الإنسانية؛ الأطفال، إنه «اليوم العالمي للطفل»، اليوم الذي تستعيد فيه الدول والمنظمات والقلوب جميعها مسؤوليتها تجاه الصغار الذين يشكلون نصف الحاضر وكلّ الغد.

وفي الوقت الذي تتجدد فيه الدعوات العالمية لتوفير حماية ورعاية وحقوق عادلة لكل طفل، تبرز الكويت؛ دولةً وقيادةً وشعبًا، كواحدة من أكثر الدول حضورًا وتأثيرًا في ساحات العمل الإنساني الموجه للأطفال، سواء داخل حدودها أو في ميادين الإغاثة حول العالم.

منذ عقود، اختارت الكويت أن تجعل الطفل أولويتها الأولى؛ فكانت في طليعة الدول التي تبنت اتفاقيات حقوق الطفل، وأنشأت البرامج الوطنية، وقدّمت مثالًا حيًا على أن الاستثمار في الطفولة ليس خيارًا، وإنما واجب حضاري وأخلاقي.

الطفل.. قلب الإنسانية الذي يحتاج للرعاية

يشكّل «اليوم العالمي للطفل» نافذة يطل منها العالم على هموم الصغار، وعلى أوجاع الملايين منهم ممّن يقفون على حدود الحياة؛ بين مجاعات، ونزاعات، ونزوح، وفقدان تعليم، وعمالة قسرية، وحرمان من أبسط مقومات الأمان.

في العالم اليوم:

  • أكثر من 400 مليون طفل يعيشون في مناطق النزاعات.
  • نحو 244 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة.
  • ملايين الأطفال بلا هوية قانونية أو رعاية صحية أو غذاء كافٍ.

وفي مقابل هذا الواقع القاسي، يظهر البعد الإنساني الكويتي كإحدى أيقونات العمل الخيري العالمي، محمّلًا بإرث أخلاقي عميق يجعل من حماية الطفل واجبًا، ومن دعم الطفولة رسالة لا تتوقف.

الكويت.. دولة أسست فلسفة حماية الطفل قبل أن تُكتب القوانين

منذ تأسيسها، أدركت الكويت أن الطفولة الثروة الحقيقية، وأن مستقبل الدولة يبدأ من حضن طفل، ولهذا عملت على:

  • سنّ القوانين التي تمنع الإساءة للأطفال وتحميهم من العنف.
  • دعم التعليم المجاني والصحة الشاملة.
  • إطلاق برامج الرعاية البديلة للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية.
  • إنشاء مؤسسات متخصصة لرعاية الطفولة منذ مرحلة الحضانة وحتى سن المراهقة.

وتُعد الهيئة العامة لشؤون القُصّر، ووزارة الشؤون، ووزارة الصحة، ووزارة التربية، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة من أبرز الجهات التي أسست منظومة حماية متكاملة للأطفال داخل الكويت.

الطفولة في وجدان القيادة الكويتية

برز دور دولة الكويت عالميًا في مجال رعاية الطفل بفضل توجهات قيادتها التي أدركت زخم الرسالة الإنسانية، فقد رسّخ سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، قيمة العطاء الإنساني وجعل الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا.

ومضت القيادة الحالية تحت رعاية سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، على ذات النهج، مؤكدة في المحافل الدولية أن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة لا تعرف حدودًا سياسية أو جغرافية.

الكويت في الميدان الإنساني.. صوت الطفل لا يُترك وحيدًا

عند النظر إلى خرائط الإغاثة العالمية، نجد بصمة الكويت حاضرة في معظم المناطق التي تشهد أزمات إنسانية تمس الأطفال مباشرةً، ومن خلال وزارة الخارجية الكويتية، والصندوق الكويتي للتنمية، وهيئة الإغاثة، والجمعيات الخيرية الرسمية، تعمل الكويت على تقديم مشاريع نوعية تُعنى بالصغار تحديدًا.

في غزة.. الكويت تحمي الطفولة تحت النار

خلال الأزمات الأخيرة، كانت الكويت من أوائل الدول التي قدمت:

  • برامج التغذية الطارئة للأطفال.
  • حملات الشتاء وكسوة الأطفال.
  • مشاريع التعليم البديل داخل الخيام.
  • توفير الأدوية والأغذية العلاجية للأطفال المصابين بسوء التغذية.

ووفق بيانات عدة جمعيات، استفاد عشرات الآلاف من أطفال غزة من برامج الإغاثة الكويتية فقط خلال العام الماضي.

في أفريقيا.. التعليم أول الطريق

تنتشر مشاريع الكويت في دول الصومال وكينيا والنيجر وتشاد، حاملة معها رسائل إنسانية لا تتوقف، أهمها:

  • بناء المدارس والمراكز التعليمية للأطفال.
  • توفير الوجبات المدرسية.
  • إنشاء آبار الماء لخدمة الأطفال والنساء.
  • دعم العيادات المتنقلة في القرى النائية.

هذه المشاريع لم تكن مجرد مساعدات، بل كانت فرصة حياة لكثير من الأطفال الذين وجدوا في التعليم بابًا للخلاص من الفقر والتهميش.

في مخيمات اللاجئين.. الكويت تزرع الأمان

من خلال فرقها الميدانية، لا سيما نماء الخيرية، والرحمة العالمية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ساعدت الكويت آلاف الأطفال في المخيمات: توفير حقائب مدرسية، وتوزيع ملابس شتوية، وتقديم وجبات ساخنة، وإنشاء مراكز لرعاية الأيتام، وتوفير علاج مجاني عبر عيادات متنقلة.

التعليم.. الجسر الذي تعبر عليه الطفولة إلى المستقبل

من أكبر أوجه دعم الكويت للطفولة المشاريع التعليمية النوعية، فقد أسهمت الكويت في بناء مئات المدارس، وترميم المدارس المدمرة في مناطق النزاع، وتوفير أدوات التعليم، وإنشاء فصول بديلة.

هذا الاهتمام بالتعليم يعكس إيمان الكويت بأن نهضة الأمم لا تُصنع إلا في قاعات الدراسة، وأن الطفل المتعلم أساس التنمية الشاملة.

الطفل في المجتمع الكويتي.. أولوية تمتد إلى كل تفاصيل الحياة

داخل الكويت، تتوسع المبادرات الحكومية والمجتمعية التي تخدم الطفل في كل جانب:

  • الرعاية الصحية المجانية منذ الولادة وحتى 18 عامًا.
  • التطعيمات الأساسية والمتقدمة التي جعلت الكويت من أكثر الدول أمانًا صحيًا للأطفال.
  • رياض الأطفال والمدارس الحكومية التي توفر تعليمًا عالي الجودة.
  • مراكز الأنشطة الثقافية والرياضية التي تمنح الأطفال بيئة آمنة للنمو والتطور.
  • قوانين حماية الطفل التي تمنع الإساءة والإهمال والعمل القسري.

وتعمل الدولة كذلك على تطوير برامج للحماية الرقمية للأطفال لمواجهة أخطار الإنترنت والابتزاز الإلكتروني.

كويت الإنسانية.. حين تصبح الطفولة مسؤولية وطن

في «اليوم العالمي للطفل»، لا تكتفي الكويت بالاحتفال، بل تجعل من المناسبة فرصة لتجديد التزامها الأخلاقي تجاه الأطفال في كل مكان، فالكويت تؤمن أن الطفل ليس مجرد رقم أو حالة إنسانية، بل هو كيان يجب أن يعيش بكرامة، ويكبر بأمان، ويحلم بلا خوف.

وتأتي أهمية دور الكويت من أنها لا تقدم دعمًا ماليًا فقط، بل تحمل معها رؤية متكاملة تقوم على: حماية الطفل من العنف، وتعزيز جودة التعليم، وتوفير الأمن الغذائي والصحي، ودعم الأطفال اللاجئين، وبناء مؤسسات تهتم بالطفولة على المدى البعيد.

رسالة «اليوم العالمي للطفل».. وقلب الكويت الذي لا يتوقف عن العطاء

في هذا اليوم، يعلو صوت الإنسانية مطالبًا العالم بأن يعطي الطفل حقه في الحياة والتعليم والكرامة، وفي هذا المشهد العالمي، تبقى الكويت -بمؤسساتها الرسمية وجمعياتها الخيرية- نموذجًا نادرًا لدولة جعلت من حماية الطفل مشروع حياة، ومن دعم الطفولة واجبًا وطنيًا، ومن الابتسامة التي تُرسم على وجه طفل، رسالة إنسانية لا تنطفئ.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة