مسؤولون صهاينة: حكومة نتنياهو تتفكك.. وترمب لم يعد حليفاً موثوقاً

سيف باكير

13 مايو 2025

171

تشهد الساحة السياسية في الكيان الصهيوني حالة من الاستياء والارتباك عقب إفراج الولايات المتحدة عن الجندي «الإسرائيلي» - الأمريكي عيدان ألكسندر من أسر حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، دون تنسيق مسبق مع حكومة بنيامين نتنياهو.

خطوةٌ وُصفت بأنها غير لائقة وصادمة، وسط تصاعد مؤشرات الانقسام الداخلي واهتزاز ثقة الكيان في أقرب حلفائه.


مفاوضات مباشرة بين «حماس» وأمريكا.. ماذا يعني ذلك للكيان الصهيوني؟ |  Mugtama
مفاوضات مباشرة بين «حماس» وأمريكا.. ماذا يعني ذلك للكيان الصهيوني؟ | Mugtama
في تطور سياسي غير مسبوق، أثارت المفاوضات المباشرة...
mugtama.com
×


تفكك من الداخل

وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي إفرايم غانور في صحيفة «معاريف» العبرية تحت عنوان «التفكك من الداخل»، محذرًا من أن نهاية الحكومات في «إسرائيل» تبدأ دائمًا من داخلها.

واستعرض غانور محطات سقوط حكومات «إسرائيلية» تاريخية نتيجة الانقسام الداخلي، مشيرًا إلى أن حكومة نتنياهو اليوم تُظهر العلامات ذاتها.

غانور قال: إن الخلافات الحادة داخل معسكر الليكود، خاصة بين المقربين من نتنياهو ووزرائه، تعكس حالة من الانهيار التدريجي.

ورأى أن حكومة نتنياهو مريضة في مراحل تفككها الأولى، ولا سيما بعد ظهور صدامات علنية بين المتحدث باسم رئيس الحكومة يعقوب باردوغو، وعدد من الوزراء.

وأضاف: من المفارقات أن الحريديم الذين يهددون الحكومة بأزمة قانون التهرب من الخدمة، هم في الواقع آخر من قد يسقطها، لأنهم يدركون أنهم لن يحصلوا من أي حكومة بديلة على ما يحصلون عليه اليوم.


الصراع الداخلي ودوره في زعزعة الكيان الصهيوني |  Mugtama
الصراع الداخلي ودوره في زعزعة الكيان الصهيوني | Mugtama
الصراع بين اليهود الشرقيين والغربيين ليس وليد العص...
mugtama.com
×


وربما المفاجأة الكبرى، وفق غانور، هي أن الضربة القاضية لحكومة نتنياهو قد تأتي من حيث لا يتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نفسه، الذي كان يُعتبر حتى وقت قريب الحليف الأقرب لـ«إسرائيل».

وأوضح أن ترمب، الذي يزور المنطقة، قد يعود منها بـ«وجه جديد»، أقل اهتمامًا بـ«إسرائيل» وأكثر انشغالًا بمصالح بلاده الاقتصادية والجيوسياسية.

غانور أشار إلى أن إدارة ترمب بدأت فعليًا في اتخاذ خطوات تتعارض مع المصالح «الإسرائيلية»، من بينها التنسيق مع الحوثيين بشأن وقف الهجمات في اليمن، دون إشراك «إسرائيل»، إضافة إلى صفقة إطلاق سراح الجندي «الإسرائيلي» الأمريكي، التي تمت بشكل منفرد.


لماذا أوقف ترمب غاراته على الحوثيين؟ قراءة في الدوافع |  Mugtama
لماذا أوقف ترمب غاراته على الحوثيين؟ قراءة في الدوافع | Mugtama
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن وقف الغارات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن
mugtama.com
×

الرهان الخاسر

وفي هذا الإطار، كتب تمير هيمان، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الصهيونية، مقالًا في موقع «القناة 12» العبرية بعنوان «إسرائيل بحاجة إلى الاستيقاظ: ترمب لن يحل مشكلاتنا»، محذرًا من الرهان المبالغ فيه على دعم أمريكي تلقائي، وقال: إن ترمب يتحرك وفق حسابات اقتصادية بحتة، ولن يضع مصالح «إسرائيل» فوق أولوياته الداخلية أو إستراتيجياته العالمية.

وأشار هيمان إلى سيناريوهين محتملين؛ الأول: سلبي يتمثل في تخلي ترمب عن «إسرائيل» في لحظة حرجة، وتركها لتتحمل مسؤولية غزة بالكامل بعد عملية عسكرية واسعة؛ والآخر أكثر إيجابية، يقوم على صفقة لإطلاق الأسرى تتبعها ترتيبات سياسية تؤدي إلى نزع سلاح «حماس» وربما توسيع اتفاقات التطبيع في المنطقة.

لكن الانتقادات الأشد جاءت من داخل الحكومة نفسها، حيث شن وزير التعاون الإقليمي ديفيد أمسالم (الليكود) هجومًا علنيًا على طريقة إدارة ملف إطلاق سراح الجندي ألكسندر، واعتبر الخطوة الأمريكية مهينة لـ«إسرائيل».

وقال في مقابلة تلفزيونية على «القناة الثانية»: أتوقع من الإدارة الأمريكية تنسيقًا كاملاً مع الحكومة «الإسرائيلية» في مثل هذه الملفات الحساسة، ما حدث أمر غير مقبول.

أمسالم أشار أيضًا إلى الاتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين، متسائلًا بامتعاض: هل يُعقل أن يُترك الحلفاء في الخطوط الأمامية بينما تُعقد الصفقات من وراء ظهورهم؟

وأكد الوزير أن ترمب يتصرف كل يوم بطريقة مختلفة، ويصدر قرارات غير متوقعة، محذرًا من أن هذا النهج يضرب أسس العلاقة التاريخية بين «تل أبيب» وواشنطن، وتابع: أحيانًا يبدو وكأن علينا أن نبدأ بالتفكير خارج الصندوق، لأن من كان يُعتبر حليفًا لا يمكن التنبؤ به اليوم.

وألمح أمسالم إلى ضغوط أمريكية محتملة لوقف الحرب في غزة، قائلًا: لن نتوقف ولن نسمح ببقاء «حماس» في السلطة، مهما كانت الضغوط.

وفي ظل هذا التوتر، تتزايد التحديات أمام حكومة نتنياهو التي تواجه –إلى جانب أزمة الأسرى– ملفات شائكة تشمل الوضع الاقتصادي المتدهور، وتكاليف الحرب الطويلة، وتفاقم أزمة الثقة مع الحلفاء، وسط حديث داخلي متزايد عن قرب انهيار الائتلاف الحاكم، وربما نهاية المشهد السياسي لنتنياهو نفسه.





_____________

1- صحيفة «معاريف» العبرية، إفرايم غانور 

https://www.maariv.co.il/journalists/article-1195622?dicbo=v2-cg8PinD

2- موقع «القناة 12» العبرية، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق تمير هيمان

https://www.mako.co.il/news-columns/2025_q2/Article-3ec3d5cef88c691027.htm?partner=lobby

3- موقع «القناة 12» العبرية

https://www.mako.co.il/news-politics/2025_q2/Article-2cc81a0a828c691026.htm


 


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة