في ذكراه.. سيد قطب غاب جسده وامتد أثره

سيف باكير

29 أغسطس 2016

55

في مثل ذلك اليوم منذ 50 عاماً، وتحديداً في 29 أغسطس عام 1966م أعدم نظام العسكر بقيادة الدكتاتور جمال عبدالناصر، الشيخ الشهيد سيد قطب، صاحب تفسير "في ظلال القرآن"، بعد تاريخ حافل من الكفاح ضد الظلم والطغيان، والإنتاج الأدبي والفكري، مؤكداً أنه "لن يعتذر عن العمل مع الله" مهما كانت التضحيات.

قطب كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري وأحد مفكري جماعة الإخوان المسلمين، ولد في قرية موشا وهي إحدى قرى محافظة أسيوط، بها تلقى تعليمه الأولي وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبدالعزيز بالقاهرة ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرج عام 1352هـ/ 1933م، عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين وعاد عام 1370هـ/ 1950م، انضم إلى حزب الوفد المصري لسنوات وتركه على أثر خلاف في عام 1361هـ/ 1942م، وفي عام 1370هـ/ 1950م انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخاض معهم نشاطهم السياسي الذي بدأ منذ عام 1954م إلى عام 1966م، وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم، وصدر الحكم بإعدامه وأعدم عام 1385هـ/ 1966م.

مر سيد قطب بمراحل عديدة في حياته منذ الطفولة.. المرحلة الأدبية البحتة التي كان فيها متأثراً بعباس العقاد، ثم مرحلة فكرية، ثم توجه للأدب الإسلامي، إلى المجال السياسي حتى صار رائد الفكر الحركي الإسلامي أو ما يعرف بـ"القطبية"، وهذه المرحلة هي التي يعرفه الناس بها حتى اليوم.

ويعتبر قطب من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي.

ومن الأقوال المأثورة لقطب عقب الخروج من سجنه عام 1964 قال: "إن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد، وإنها لا تجيء عن طريق إحداث انقلاب".

وأما عن صموده أمام إغراءات العسكر فى مقابل العفو عنه، وإلغاء حكم الإعدام الصادر بحقه قال: "إن السبابة التي ترتفع لهامات السماء موحدة بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظام مخالف لمنهج الله الذي شرعه لعباده".

وفى يوم تنفيذ الإعدام تواصلت إغراءات العسكر لـ"قطب"، حيث طالبوه بعد وضعه على كرسي المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة، ويتم إصدار عفو عنه، فقالها بشكل قاطع: "لن أعتذر عن العمل مع الله".

نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا في ذكرى استشهاده هاشتاج بعنوان #سيد_قطب_شهيداً، كتبوا من خلاله عبارات جسدت بطولته وثباته وشموخه أمام طغيان وظلم الحاكم.

عبدالله الشريف قال على صفحته في "تويتر": "في صباح 29 أغسطس 1966م تم إعدام جسد سيد قطب وإحياء فكره ومؤلفاته، فلو تركه شانقوه ما أحدث كل هذا الجدل وما لعنهم التاريخ الذي مجده".

وقالت انتصار الزيزي: "سيد قطب كان قوياً في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، لم يؤيد طاغية حتى إن كلفه ذلك حياته فقد باعها لله رخيصة".

وقال الخطاري: "في مثل هذا اليوم استشهد صاحب الظلال، عملاق الفكر سيد قطب، رحل ورأسه مرفوع بعد أن رفض أن يكتب كلمة يقر بها حكم طاغية".

وفي تغريدة للدكتور محمد الصغير قال فيها: "لم يظهر في جيل الصحوة الإسلامية من يحدو الأمة نحو مشروع فكري متكامل يضمن لها عودتها وريادتها مثل سيد قطب، لذا أسرعوا بإعدامه".

وقال عبدالعزيز مجاهد: "من خمسين عاماً مضى العملاق سيد قطب لحبل المشنقة ثابتا محتسباً غيبت دولة العسكر جسده عنا، لكن روحه حاضرة في كل عرق ما زال ينبض في هذه الأمة".

وقال الإعلامي في قناة "الجزيرة" محمد النجار في ذكرى استشهاد الشهيد: "الطغيان يخشى يقظة الشعوب ولا يكره أحداً كما يكره الداعين للوعي واليقظة؛ ولا ينقم على أحد كما ينقم على من يهزون الضمائر الغافية".

وقال محمد بن صقر: "صاحب الفكرة والمبدأ، أزعج الطغاة حياً وميتاً.. يرميهم بقوة البيان وهم يعلقونه ومن سار على دربه على المشانق، وهذه ضريبة كلمة الحق".

أمين الصباغ قال في تغريدته: "خمسون عاماً منذ أن قضى سيد قطب شهيداً ذهب الجلادون كما ذهبت الضحية فتركوا الخيانة ميراثاهم وترك سيد لنا فكراً مستنيراً".

وقال د. أسامة جادو: "ورغم ضعف بنيانه الجسدي فإن نظرات عينيه كانت ترعب الطغاة بكت عليه الملايين وانتشر علمه في اﻵفاق".

الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة