7 توجيهات نبوية للمجاهدين بالصبر

 

قيل إن رجلًا سأل عنترة العبسي، الفارس العربي الشهير: كيف صرت بطلًا يهابك كل فرسان العرب وشجعانهم؟

فقال عنترة: السر في ذلك أنني أصبر على المكاره، وأصمد في وجه خصمي بدون تردد. فقال له: وكيف يكون ذلك؟ قال: أعطني إصبعك لأعضه، وخذ إصبعي لتعضه. وعضّ كل منهما إصبع الآخر، ولم يلبث الرجل أن صاح من الألم. هنا قال عنترة: أرأيت لو أنك صبرت قليلًا لصحت أنا من الألم، لأنني تألمت مثلك، ولكنني صبرت أكثر منك، و"الشجاعة صبر ساعة". وصار ما قاله عنترة مثلًا يضرب في معرض الحث على الصبر واحتمال المكاره.

التدافع بين الناس سنة ربانية وسبيل للتمكين في الأرض |  Mugtama
التدافع بين الناس سنة ربانية وسبيل للتمكين في الأرض | Mugtama
لا بد أن يدافع الباطل عن نفسه بمحاولة قتل الحق وخنقه بالقوة.. ومن هنا يقع التدافع بين الحق وأهله، والباطل وحزبه، وتلك سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً
mugtama.com
×

وأورد ابن أبي الدنيا عن أبي بكر بن عياش قال: قيل للبطال: ما الشجاعة؟ قال: صبر ساعة. وعن الحسن قال: إنما يصيب الإنسان الخير في صبر ساعة.

هذا نداء للمجاهدين في سبيل الله، أن اصبروا، والله معكم، وهو ناصركم. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم كل مجاهد في ميدان القتال أن يتمسك بالصبر، فهو السبيل إلى النصر والظفر، وفيما يأتي بيان طرف من ذلك.

1- النهي عن العجلة

روى البخاري في صحيحه عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ فقال: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ. وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ»". في الحديث دعوة للمجاهدين أن يصبروا، ولا يتعجلوا، فإن الإنسان مفطور على العجلة والتسرع، لكن الله دعاه إلى الصبر وعدم العجلة، قال تعالى: (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) (الأنبياء:37).

حصاد المنهزمين! |  Mugtama
حصاد المنهزمين! | Mugtama
وقد تطول نوعاً ما عملية إزالة هذا الركام المتطامن، لكنة زائل لا محالة بجهود المخلصين
mugtama.com
×

2- الدعوة إلى الصبر عند لقاء العدو

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، ينتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ». ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ». في الحديث تأكيد على وجوب التحلي بالصبر عند مواجهة الأعداء، وترغيب في ذلك من خلال الوعد بدخول الجنة.

3- النصر مع الصبر

 روى أحمد في مسنده بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يَا غُلَامُ، اعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»". في الحديث تأكيد على أن الصبر ليس فقط وسيلة للنجاة، بل هو طريق إلى النصر بإذن الله.

4- الصبر في الجهاد يكفر الذنوب

روى أحمد في مسنده عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر كفر الله به خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَاكَ»".

6 فئات وعدهم الله بالنصر |  Mugtama
6 فئات وعدهم الله بالنصر | Mugtama
يتشوق كل مسلم غيور على دينه إلى نصر الإسلام وعز أه...
mugtama.com
×

5- من قاتل صابرًا محتسبًا بعثه الله صابرًا محتسبًا

روى أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو، فقال: «يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، إِنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَإِنْ قَاتَلْتَ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا، بَعَثَكَ اللهُ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، عَلَى أَيِّ حَالٍ قَاتَلْتَ، أَوْ قُتِلْتَ بَعَثَكَ اللهُ عَلَى تِيكَ الْحَالِ»".

6- من قُتِل صابرًا فهو الشهيد

روى الطبراني في المعجم الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا لأصحابه: «مَا تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ فِيكُمْ؟» قالوا: من يُقتل في سبيل الله صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر. ففي هذا الحديث تمييز للشهيد الذي صبر في ميدان القتال، ولم يفر أو يتولى من الزحف. والتأكيد على الصبر والثبات هنا ضروري لأن الموقف يكون صعبًا، وقد تصحبه إغراءات بالحفاظ على الحياة أو الحصول على المال أو غير ذلك، لكن المسلم المجاهد هو الذي يصبر في الميدان، ولا تغويه زينة الدنيا، بل يصبر حتى يلقى الله تعالى.

7- الصابرون يلقون النبي صلى الله عليه وسلم على الحوض

روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير رضي الله عنهما أن رجلًا من الأنصار قال: يا رسول الله، ألا تستعملني كما استعملت فلانًا؟ قال: «سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ»".

 


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة