5 تهديدات للوجود الفلسطيني في الضفة الغربية

يشكّل التوسع
الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية أحد أخطر التحديات التي تواجه الشعب
الفلسطيني اليوم، فبعيدًا عن كونه مجرد توسع عمراني، يمثل الاستيطان مشروعًا إستراتيجيًا
يستهدف تفكيك البنية الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للضفة.
وفيما يلي أبرز 6
نتائج مدمرة لهذا التوسع:
1-
تقطيع أوصال الضفة وتحويلها إلى جزر معزولة:
تُقام
المستوطنات في مواقع إستراتيجية، تُربط بشبكات طرق خاصة بالمستوطنين فقط؛ ما يؤدي
إلى تقطيع أوصال المدن والقرى الفلسطينية، وتحويل الضفة إلى كانتونات معزولة، هذا
الواقع يعطل حركة الفلسطينيين، ويفصل المجتمعات عن بعضها، ويقوّض أي تواصل جغرافي
أو اجتماعي طبيعي.
مثال:
شبكة الطرق
الالتفافية مثل طريق «عابر السامرة»، حيث تُمنع السيارات الفلسطينية من استخدامها،
تفصل شمال الضفة عن جنوبها، وتجعل التنقل بين المدن الرئيسة مثل نابلس والخليل
ورام الله أمرًا بالغ الصعوبة دون المرور عبر حواجز أمنية وجدار الفصل العنصري.
2-
مصادرة الأراضي والموارد الطبيعية:
غالبًا ما يُقام
الاستيطان على أراضٍ زراعية خصبة؛ ما يقطع أرزاق المزارعين الفلسطينيين، ويُضاف
إلى ذلك استيلاء المستوطنين على مصادر المياه والآبار؛ ما يزيد من معدلات الفقر
ويضرب الاقتصاد المحلي في مقتل.
مثال:
مستوطنة «أرئيل»
المقامة على أراضي محافظة سلفيت، تسيطر على عشرات آلاف الدونمات الزراعية
والمائية، وتحرم أهالي المنطقة من الوصول إلى أراضيهم، كما تستنزف مصادر المياه
الجوفية لصالح المصانع والمزارع الاستيطانية.
3-
التهجير القسري والتطهير العرقي الصامت:
يترافق بناء
المستوطنات مع طرد الفلسطينيين من بيوتهم عبر ذرائع قانونية ملفقة أو حجج أمنية،
مع هدم المنازل ورفض إصدار تصاريح البناء، النتيجة هي عمليات تهجير ممنهجة تستهدف
إفراغ الأرض من أصحابها الأصليين بصمت.
مثال:
في مسافر يطا
جنوب الخليل، تسعى سلطات الاحتلال لتهجير أكثر من 1000 فلسطيني من قراهم بحجة أنها
منطقة تدريب عسكري، رغم أن السكان يعيشون فيها منذ عقود طويلة، وتم إصدار أوامر
هدم جماعية لمنازلهم ومدارسهم ومساجدهم.
4-
تصاعد اعتداءات المستوطنين:
تشهد الضفة
الغربية يوميًا اعتداءات ممنهجة من مستوطنين بحق الفلسطينيين، تشمل حرق الممتلكات،
واقتلاع الأشجار، والاعتداءات الجسدية، وأحيانًا إطلاق النار، وكل ذلك تحت حماية
جيش الاحتلال أو غضّ الطرف عنه.
مثال:
في بلدة حوارة
قرب نابلس، شن مئات المستوطنين في فبراير 2023م هجومًا جماعيًا على البلدة، أحرقوا
فيه منازل وسيارات، وقتل فلسطيني وأُصيب العشرات، وسط تغطية من الجيش «الإسرائيلي»،
وهو ما وصفه الإعلام «الإسرائيلي» لاحقًا بأنه ليلة من الكراهية المنفلتة.
5-
تصعيد الطابع الديني للصراع:
يتم بناء بعض
المستوطنات في محيط مواقع دينية حساسة؛ ما يؤدي إلى إشعال توترات ذات طابع ديني،
ويحوّل الصراع من نزاع سياسي على الأرض والحقوق، إلى صراع وجودي ديني، يضاعف من
خطر الانفجار ويغلق أبواب التهدئة.
مثال:
الاستيطان في
قلب مدينة الخليل، ولا سيما قرب الحرم الإبراهيمي، أدى إلى تهجير مئات العائلات
الفلسطينية وتحويل وسط المدينة إلى ثكنة عسكرية، كذلك، بناء بؤر استيطانية في محيط
المسجد الأقصى وتحت الأرض (الحفريات)، يُستغل لتحفيز المتطرفين دينياً والدفع نحو «حرب
مقدّسة».