5 أوقات ذهبية للدعاء المستجاب.. متى يُستحب الإكثار من الدعاء؟

تمرّ بالإنسان لحظات ضعفٍ أو حزنٍ أو شدة، أو غيرها من اللحظات الصعبة، التي يلجأ فيها البعض إلى أصحاب الشفاعات أو الوساطات، بينما يلجأ أهل الله تعالى إليه وحده، فيكثرون من الدعاء، فبالدعاء ترق القلوب وتتسع أبواب السماء حتى ينفع الله سبحانه عبده بما هو خير له؛ ولذا جاءت النصوص تُرشدنا إلى مواطن مخصوصة يُستحب فيها الإكثار من الدعاء، منها:

1- في الرخاء:

روى الترمذي بسند حسنه الألباني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْبِ ‌فَلْيُكْثِرِ ‌الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ»، والإكثار من الدعاء في الرخاء إنما يعكس حسن صلة العبد بربه، فهو لا ينسى ربه حين ينعم عليه، بل يعرفه ويشكره، والله تعالى يجزيه بذلك أن يرفع عنه الشدائد، فقد روى الطبراني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَعَرَّفْ ‌إِلَى ‌اللهِ ‌فِي ‌الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ».

2- في الشدة:

إذا قضى الله على عبده بشدة أو مصيبة، فإنه يفتح له أبواب الدعاء ليرفع به عنه هذه الشدة، فقد روى الطبراني عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ ‌يَنْفَعُ ‌مِمَّا ‌نَزَلَ ‌وَمِمَّا ‌لَمْ ‌يَنْزِلْ، وَإِنَّ الدُّعَاءَ وَالْبَلَاءَ لَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وروى الترمذي بسند حسنه الألباني عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «‌لَا ‌يَرُدُّ ‌القَضَاءَ ‌إِلَّا ‌الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلَّا البِرُّ».

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكثر الدعاء في الشدائد، فقد روى مسلم في صحيحه عَنِ ‌ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ، وفي رواية: كَانَ إِذَا ‌حَزَبَهُ ‌أَمْرٌ، قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».

3- عند السجود:

روى مسلم في صحيحه عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا ‌الدُّعَاءَ»، وفي صحيح مسلم أيضاً عَنِ ‌ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّتَارَةَ -وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ- فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ ‌فَاجْتَهِدُوا ‌فِي ‌الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».

4- بعد صلاة الاستسقاء:

روى أحمد في مسنده بسند صحيح عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ قال: «قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اسْتَسْقَى لَنَا ‌أَطَالَ ‌الدُّعَاءَ وَأَكْثَرَ الْمَسْأَلَةَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ فَقَلَبَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، وَتَحَوَّلَ النَّاسُ مَعَهُ».

5- عند السؤال والأُمنية:

روى ابن حبان في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم: «إِذَا ‌سَأَلَ ‌أَحَدُكُمْ ‌فَلْيُكْثِرْ، فَإِنَّما يَسْأَلُ رَبَّهُ»، وأخرج ابن عبد حميد بسند صححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: «إذا تمنى ‌أحدكم ‌فليستكثر، فإنما يسأل ربه، عز وجل».

ولهذا فإن المسلم لا يتردد في طلب مسألته، بل يلح على الله تعالى في الدعاء، ففي صحيح مسلم عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ ‌لِيَعْزِمِ ‌الْمَسْأَلَةَ، وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ».

وفي مسند أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ».

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة