نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في تايلاند لـ«المجتمع»: الدعارة أكبر التحديات أمام المسلمين

يتمتع الجميع في دولة تايلاند بحرية المعتقدات، لكن هذا الأمر ولّد صعوبات لدى المسلمين هناك، فالانفتاح الزائد تسبب في تحديات أكبر أمام الأسر المسلمة، وخاصة الشباب الذي وجد نفسه أما باب واسع من الدعارة والمسْكرات وانتشار المخدرات؛ التي صارت مقننة في البلاد، إضافة إلى عمليات تهريب واسعة للممنوع منها عبر البلدان المجاورة.

«المجتمع» حاولت الاقتراب أكثر ومعرفة المزيد عن أحوال المسلمين هناك، حيث تحاورت مع وي داود وي دريء، نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في تايلاند؛ الذي كشف طبيعة المناخ السياسي والديني الذي يعيشه المسلمون هناك.

في البداية، حدثنا عن عدد المسلمين في تايلاند وحضور الإسلام كديانة؟

- عدد المسلمين في تايلاند حوالي 15 مليون بنسبة 20%، من نسبة السكان التي تقدر بـ66 مليون نسمة، فالمسلمون هناك أقلية، ومعظم السكان من البوذيين، ولكن المسلمين في ازدياد، ففي الجنوب خاصة في ولايات قطاني ويالا وساتون ومحافظة سونغكلا وناراتيوات وكرابي، انتشر الإسلام هناك نتيجة قرب الحدود مع ماليزيا، ففي ولاية قطاني، ولأنها كانت مدينة مستقلة ساهمت قديماً في انتشار الإسلام، جاء ترتيب الإسلام الثاني بعد البوذية.

ما أهم الأزمات التي تواجه المسلمين في تايلاند؟

- المسلمون أقلية في تايلاند وبورما وكمبوديا واللاوي وفيتنام، بعكس ماليزيا وإندونيسيا، لكن تايلاند تعتبر بلداً ديمقراطياً، ورغم أن الملك بوذي فإنه يؤيد الإسلام، وفي الدستور البوذية الدين الأساسي.

عدد المساجد في تايلاند يصل إلى نحو 4 آلاف مسجد

ومع ذلك تواصل الجماعات الدعوية كجماعة التبليغ والدعوة، نشاطها في نشر الإسلام، فهي لا تعاني من مشكلات أو معوقات، حيث تمارس نشاطها بكل حرية.

لكن الحريات تسببت في انتشار الدعارة وأنواع الحشيش والمخدرات، فتنامت ظاهرة كثرة السقط والإجهاض؛ بسبب الأولاد غير الشرعيين، وهي ظاهرة منتشرة في غير المسلمين.

وهنا تتزايد أهمية دور الدعاة في توعية الأسر المسلمة، وخاصة الشباب حتى لا ينساقوا وراء هذا التيار الجارف من المعاصي.


أكاديمي تايلاندي للمجتمع: تايلاند أرض خصبة للدعوة لكنها مهملة (1/ 2) |  Mugtama
أكاديمي تايلاندي للمجتمع: تايلاند أرض خصبة للدعوة لكنها مهملة (1/ 2) | Mugtama
أدار الحوار هاني صلاح وصف الدكتور غزالي بن مد، عم...
www.mugtama.com
×


ماذا تمثل رتبة «شيخ الإسلام» للمسلمين في البلاد؟

- «شيخ الإسلام» في تايلاند بمثابة المفتي أو رئيس المسلمين هناك، وهي تعني رئيس الشؤون الإسلامية، ومستشار إسلامي في الدولة، من مسؤولياته الاهتمام بالرؤية الشرعية لهلال رمضان والعيد، إضافة إلى اعتماده إشارات أو علامات الأطعمة الحلال وعمليات الزواج الشرعي والطلاق والميراث في الولايات ذات الأغلبية المسلمة، وأيضاً في بانكوك من خلال مكتبه في العاصمة، وكل ولاية مسلمة لها رئيس مجلس إسلامي.

هل الحكومة في تايلاند تسمح للمسلمين بتولي مناصب قيادية؟

- نعم وصل المسلمون إلى رتب ومناصب عليا مثل رئيس مجلس الشعب فهو مسلم، وهناك محافظون للولايات مسلمون، وعمدة مسلم؛ وهو رئيس القرية ورئيس مركز أو مدينة، وهناك وزارات كالمواصلات والتعليم وصل إليها المسلمون، بل القائد الأعلى للقوات المسلحة كان مسلماً قبل سنوات.

القائد الأعلى للقوات المسلحة كان مسلماً قبل سنوات

وأيضاً نتيجة انتشار الدعوة، فهناك مشاهير من الفن يعتنقون الإسلام، وغيرهم الكثير بسبب نشاط الدعاة، وسماحة الإسلام وجمال الشريعة في ضبط السلوك، الذي يعاني منه المجتمع في تايلاند.

ماذا عن انتشار المساجد والأطعمة الحلال في تايلاند؟

- المساجد المصرح بها بشكل رسمي مسجد واحد له إمام معين من قبل الدولة، لكن المسألة فيها سعة، ومن يتحمل تكلفة مسجد يقوم ببنائه بدون عوائق، حيث وصل عدد المساجد في جنوب البلاد حيث الأغلبية المسلمة إلى 2000 مسجد، ومعظمها في تايلاند حوالي 4 آلاف مسجد.

حدثنا عن دور المدارس الإسلامية وانتشار اللغة العربية في البلاد.

- معظم المدرسين والمعلمين من خريجي الدول العربية وخاصة الأزهر الشريف، الذي يساهم في دور إيجابي في البعثات، وهناك اختبارات جادة وتطويرية لتعليم اللغة العربية من خلال مراكز التطوير لتعليم اللغة العربية عبر بعثات أو «أون لاين».

الجماعات الدعوية تمارس نشاطها في نشر الإسلام

وفي ولاية قطاني بالجنوب، يوجد حوالي 135 مدرسة إسلامية، وحوالي 600 من الكتاتيب التي تسمى فندقاً في البلاد، وبعد زيارة شيخ الأزهر العام الماضي للبلاد، ازدادت بعثات المعلمين من الأزهر ومنح دراسية لتايلاند وماليزيا وإندونيسيا.

هل هناك ممارسات اضطهادية للمسلمين وإجبارهم على طقوس معينة؟

- أكبر المشكلات التي تواجه الجميع وبمن فيهم المسلمون هي المشكلة الاقتصادية، وكذلك مشكلة التعليم، ورغم كثرة المسلمين، فإن اللغة العربية ليست الرسمية، ولكن التايلاندية والملاوية تتصدران في الجنوب، وهناك توجه لدى البعض لدراسة اللغة العربية لأجل السياحة مع دول الخليج خاصة السعودية.


أكاديمي تايلاندي لـ
أكاديمي تايلاندي لـ"المجتمع": ليس لدى مسلمي تايلاند رؤية مستقبلية خاصة بهم (2/2) | Mugtama
أدار الحوار: هاني صلاح   على الرغم من وجود...
www.mugtama.com
×


ما الذي يميز المسلمين عن غيرهم في اللباس والطعام والمهن في البلاد؟

- تتميز المرأة المسلمة في البلاد بالحجاب والنقاب، والرجال بالقمصان الواسعة وما يظهر ستر العورة بشكل كامل، وبالنسبة للطعام، هناك علامة «الحلال» على المطاعم والمأكولات المسموح بها من مركز شيخ الإسلام.

ويمتهن العديد من المسلمين مهنة التجارة بشكل واسع، فهناك تجار شركات وأصحاب فنادق وصيادون، إضافة إلى أن العديد يشغل وظائف حكومية.

يستعد العالم الإسلامي الآن للحج، كيف يتأهب لذلك المسلمون في تايلاند؟

- قبل سنوات وصل عدد الحجاج في تايلاند إلى 13 ألفاً، والعام الماضي تقلص إلى 7 آلاف، ووصل في هذا العام حوالي 6 آلاف؛ بسبب التكلفة العالية التي تصل إلى 250 ألف بات؛ أي ما يعادل 8 آلاف دولار؛ ما يضطر البعض لبيع الأراضي أو العقارات والبعض يستدين لأجل الحج، ففي تايلاند لا يوجد صندوق حج من الحكومة مثل ماليزيا وإندونيسيا، والآن وصلت الوفود إلى الأراضي المقدسة نحو 6400 حاج هذا العام.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة