6 صور من حب النبي ﷺ لأمته

وصف الله عز وجل نبيه في كتابه بالرؤوف الرحيم، ولم لا وهو الذي حرص على أمته وسعى لتقديم كل عون لها؛ تجنبًا لدخول أفرادها إلى النار، وسعيًا لدلالتهم على طريق الجنان، فهو النبي الذي بذل الغالي والنفيس من أجل أن ينير الطريق لأمته للهداية إلى ربها، فكان بذلك صلى الله عليه وسلم خير نبي لخير أمة وخير معلم يحرص على أمته، فها هو نبي الرحمة تتجلى صفاته أمامنا كما حفظها لنا القرآن الكريم والسُّنة النبوية العطرة.


أخوف ما يخاف النبي ﷺ على أمته! |  Mugtama
أخوف ما يخاف النبي ﷺ على أمته! | Mugtama
بلغ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته مبلغاً ع...
mugtama.com
×


إن المتأمل لمواقف النبي صلى الله عليه وسلم سيجد أنه كان أحرص ما يكون على أن تكون أمته في صفوف الناجين من عذاب الله يوم القيامة، ولذلك أرشدنا عبر الأحاديث على ما ينفعنا من أعمال في هذه الدنيا لنتزود بها في رحلتنا إلى الدار الآخرة.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل سطرت لنا السيرة النبوية أجمل مشاهد في تاريخ عصر الإسلام، حيث مشاهد الحب من الحبيب صلى الله عليه وسلم لأمته، مشاهد الشفقة والرحمة من نبي لم يرَ أمته في الدنيا فبكى شوقًا لرؤيتها، ولو أردنا التجول مع مظاهر حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته سنجد أنفسنا أمام هذه المشاهد التالية:

1- دعوة النبي لأمته في كل صلاة:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس، قلت: يا رسول الله، ادع الله لي، فقال: «اللهم اغفر لعائشة ما تقدَّم من ذنبها وما تأخر، وما أسرَّتْ وما أعلنتْ»، فضحكت عائشة رضي الله عنها حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيسرُّك دعائي؟»، فقالت: وما لي لا يسرُّني دعاؤك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «والله إنها لدعوتي لأمَّتي في كل صلاة» (رواه ابن حبان، وحسنه الألباني).

2- شفقة النبي على أمته:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (إبراهيم: 36)، وقال عيسى عليه السلام: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) (المائدة: 118)، فرفع يديه وقال: «اللهمَّ أُمَّتي أُمَّتي»، وبكى، فقال الله عز وجل: «يا جبريل، اذهب إلى محمد -وربُّكَ أعلم- فسَلهُ، ما يُبكيك؟»، فأتاهُ جبريل عليهِ الصلاة والسلام فسَأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: «يا جبريل! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ: إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُك» (رواه مسلم).

3- شفاعة النبي لأمته:

لقد أعطى الله عز وجل كل نبي من الأنبياء دعوة، وأعلمهم أنها تُستجاب لهم، فنالها كل نبي في الدنيا، لكن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ادَّخر دعوته إلى يوم القيامة؛ ليشفع لأمته بها عند الله.

عن أبي هريرة حديث طويل ومشهور حول الشفاعة، قوله: «.. يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقول: يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب» (رواه البخاري).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً» (رواه البخاري).

4- دفع النبي المشقة عن أمته:

من صور حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أنه كان حريصاً على ألا يشق على أمته، وربما ترك بعض الفضائل التي يحبها خشية أن تُفرض فيشق ذلك عليها، وذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سريَّةٍ، ولوَدِدتُ أني أُقتل في سبيل الله ثم أُحيا، ثم أُقتل ثم أُحيا، ثم أُقتَل» (رواه البخاري).

وقوله أيضًا صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا..» (رواه البخاري)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لولا أنْ أشُقَّ على أمَّتِي لأمرتُهُمْ بالسِّوَاكِ عند كل صلاة، ولأَخَّرْتُ صلاة العشاء إلى ثلث الليل» (رواه الترمذي).

5- تمنّي النبي رؤية من سيأتي بعده من أمته:

اقتصر حب المحبين في هذه الدنيا على التطلع والشوق لرؤية من يعرفه ويحبه وطال فراقه عنه، أما أن تتوسع دائرة الحب إلى المطالبة برؤية من لم يره من قبل في حياته، فهذا حب من نوع خاص انفرد به النبي صلى الله عليه وسلم مع أفراد أمته، الذين سيأتون بعده ولم يرهم، فهو نبي الرحمة الذي كان يود أن يلقانا وقد وصفنا كما نقلت لنا السيرة بأننا إخوانه، فعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وددتُ أني لقيت إخواني»، قال: فقال أصحابه: أوليس نحن إخوانك؟! قال: «أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني» (رواه أحمد، والطبراني، وصححه الألباني).



‏6 وصايا لتعظيم النبي ﷺ في ذكرى مولده ‏ |  Mugtama
‏6 وصايا لتعظيم النبي ﷺ في ذكرى مولده ‏ | Mugtama
إن حب النبي ﷺ من الإيمان بلا شك، ولا يكون المسلم ف...
mugtama.com
×


6- نحره الأضاحي نيابة عن فقراء أمته:

عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين، فإذا صلى وخطب الناس أتى بأحدهما وهو قائم في مصلاه، فذبحه بنفسه بالمدية، ثم يقول: «اللهم إن هذا عن أمتي جميعاً ممن شهد لك بالتوحيدِ، وشهد لي بالبلاغ» (رواه ابن حبان، وحسنه الألباني).


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة