استهداف مستمر للمساجد من أمريكا إلى أوروبا.. و"الأزهر" يحذر!
من الولايات المتحدة الأمريكية إلى دول الاتحاد الأوروبي، بات استهداف المساجد جريمة متكررة، زاد من خطورتها ارتكابها في شهر رمضان الكريم، وهو ما دفع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى التحذير من اندلاع موجة غضب جراء استهداف المساجد.
جاء ذلك في بيان أزهري جديد ضد الاعتداء العنصري الذي استهدف مسجد "فارجو" في مدينة مورهيد بولاية مينيسوتا الأمريكية، قبل أيام، الذي أسفر عن تحطم نوافذ المسجد وتضرر المنطقة المحيطة به، إضافة إلى الكتابات المعادية للإسلام على الجدران.
وقال المرصد، وهو جهة رسمية تتبع الجامع الأزهر بمصر، في بيان مساء أمس وصل "المجتمع": "إن تصاعد وتيرة الهجمات العنصرية ضد دور العبادة مؤخرًا من شأنه أن يعمل على تأجيج مشاعر السخط والغضب بين المسلمين، ولا سيما في شهر رمضان المبارك".
وأكد المرصد أن أي اعتداء على دور العبادة جريمة إرهابية لا بد وأن يعاقب عليها فاعلها بحزم؛ منعًا من تغذية مشاعر الكراهية والتمييز التي لا تجني المجتمعات من خلفها سوى عدم الاستقرار والأزمات.
ودعا المرصد إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة تلك الممارسات المتطرفة وردع أشكال التعصب كافة، وكذلك تجريم جميع الرسائل التي تحمل دعوات للكراهية والتمييز بين أبناء الوطن الواحد، التي تستخدمها الجماعات المتطرفة ذريعة لتسهيل وتسويغ ما تقوم به من أعمال إرهابية.
وكان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أدان مؤخراً اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني والجماعات المتطرفة على المصلين في ساحات المسجد الأقصى، خاصة في شهر رمضان.
وأكد دعمه الكامل لتحرك أبناء الشعب الفلسطيني في صدهم لكل عدوانٍ عليهم وعلى المقدسات، مشدداً على أن جميع المؤسسات الدولية مطالبة للتدخل لوقف الانتهاكات السافرة، ضد المسجد الأقصى، التي تؤدي إلى تأجيج الأوضاع في المدينة المقدسة.
اعتداءات متكررة
وبين حين وآخر، تتعرض المساجد في عدة دول غربية لاعتداءات إرهابية من متطرفين عنصريين، بلغت ذروتها في استهداف مسجدين في نيوزيلندا، في مارس 2019؛ ما أسفر عن مقتل 51 شخصًا وإصابة 49 آخرين، في حادث هو الأبشع حتى تاريخه.
وفي 9 أبريل الماضي، وقع حادث إضرام نار بمسجد الرحمة في الحي الشمالي بمدينة "نانت" غربي فرنسا؛ ما أسفر عن وقوع خسائر مادية وتلفيات مرتفعة لحقت بأبواب المسجد وجدرانه وباحته الخارجية، واعتبره مرصد الأزهر تكراراً للحوادث العنصرية ضد المسلمين في فرنسا.
وأكد المرصد، في بيان وقتها، قلقه من تصاعد حدة الهجمات الإجرامية ضد دور العبادة والمنشآت الإسلامية مؤخرًا، ولا سيما أنها تأتي قبل بداية شهر رمضان.
كما تعرض أحد المساجد شرق مونتريال في كندا لإطلاق نار، ما دعا عدد من المسلمين والمسؤولين إلى تنظيم وقفة، الجمعة 9 أبريل، أمام المسجد؛ لإدانة هذا الهجوم الغاشم.
وفي 5 أبريل الماضي، تعرض أحد مساجد مدينة هيلدسهايم بولاية سكسونيا السفلى بألمانيا، لهجوم إرهابي؛ ما أسفر عن وقوع خسائر مادية جدران ونوافذ المسجد.
وأعرب الأزهر الشريف، في بيان وقتها رصدته "المجتمع"، عن استنكاره الشديد وقلقه من تصاعد وتيرة التحريض العلني ضد المسلمين، وزيادة أعداد الهجمات التي تستهدف دور العبادة والمنشآت الإسلامية في أوروبا، فضلاً عن منازل المسلمين وأماكن تواجدهم.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية في الآونة الأخيرة مؤشر خطير والسكوت عنه لا بد وأن يكون موضع إدانة واستنكار من حكماء العالم، داعياً المجتمع الدولي لمجابهة هذه الاعتداءات بشتى الطرق الممكنة حفاظًا على أمن واستقرار المجتمعات.
كما تلقى مسجد "عمر بن الخطاب" في مدينة "ألمير" بمقاطعة "فليفولاند" الهولندية، في 10 أبريل الماضي، رسالة عبر البريد تحوي تهديدات وعبارات معادية للإسلام، منها: "يجب حرق المسلمين أحياء"، وفق ما جاء في تقارير إعلامية.
وأعلنت إدارة المسجد، في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن "المسجد تعرض للتهديد من قبل مجهولين يُعتقد أنهم تابعون لليمين المتطرف في البلاد" موضحة أن "المسجد الموجود وسط هولندا، سبق أن تعرض لثلاثة هجمات خلال السنوات الست الماضية.
ويرى مراقبون أنه رغم محاولات الأزهر الشريف لمواجهة الاعتداءات بمواقف عبر البيانات، إلا أن المجتمع الدولي يتواصل تجاهل نداءات الأزهر خاصة وما يتقارب معها في مواجهة استهداف المساجد.