أسير محرر لـ"المجتمع": إجراءات مصلحة السجون عنصرية وإعدام بطيء للأسرى

سيف باكير

22 سبتمبر 2019

27

لم يكن يعلم المحرر المحامي مصطفى محمد شتات من بلدة بديا قضاء سلفيت، عندما عقد قرانه، أن زواجه سيتأخر لمدة 6 سنوات ونصف سنة، نتيجة الأسر الطويل.

المحامي المحرر مصطفى شتات (32 عاماً) يحمل شهادة الماجستير في القانون، اعتقل في 12/ 3/ 2015، بعد عودته من الدراسة في الخارج، وكان وقتها خاطباً يستعد للزواج، ومكث في التحقيق 45 يوماً، وصدر بحقه السجن لمدة 4 سنوات ونصف سنة.

إعدام بطيء

يقول شتات لـ"المجتمع": ما يجري في السجون في هذه الفترة من إجراءات تطبق على الأسرى هو بمثابة إعدام بطيء للأسرى في كافة المنشآت الاعتقالية من مركز توقيف أو تحقيق أو معتقل وسجن، فالقمع من وحدات اليماز والكيتر والمتسادا ودرور وغيرها، في أسهل صوره، والاعتداء على الأسرى يكون مبيتاً له في كل عملية قمع، ويتم النيل من أجساد الأسرى ونفسياتهم على حد سواء.

جريمة مرعبة

ويستذكر شتات ما جرى داخل قسم 3 بالنقب في مارس الماضي من عملية قمع وحشية لكل الأسرى في سجن النقب الصحراوي، على إثر عملية الطعن لأحد الضباط، يقول: فعندما دخلت القسم بعد 18 يوماً من القمع، كانت رائحة الدماء التي سالت موجودة بشكل واضح، من شدة ما جرى من قمع، فقد استخدمت وحدات القمع إطلاق الرصاص على الأسرى من مسافة الصفر، وهذا الرصاص عندما يصيب جسم الأسير يصاب بكسور ويبقى أثره على الجسد فترة طويلة، ويسبب عاهة مستديمة على الجسد، وكل أسير يتحرك يكون هدفاً للقتل من قبل وحدات القمع الوحشية، وقد أدى هذا القمع إلى التسبب بحالة نفسية صعبة لبعض الأسرى، فهول المشاهد يكفي لاستهداف كرامة الأسرى ونفسياتهم.

شهادة أسير

ويضيف: الأسير إسماعيل بيادسة أمضى حتى الآن 34 عاماً في الأسر وهو من الداخل الفلسطيني قال: عشت فترة الأسر منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهذه الفترة الأخيرة هي من أصعب الفترات القاتلة على الأسرى؛ فكل ما يطبق عل الأسرى ليس له مثيل في الفترة السابقة كما لا يوجد له مثيل في كل العالم.

ويتابع المحامي المحرر شتات حديثه: شهادة الأسير بيادسة يجب التوقف عندها من كل الجمعيات والمؤسسات الحقوقية، والتحرك العاجل لإنقاذ الحركة الأسيرة من إجراءات قد تؤدي إلى ارتقاء شهداء منهم؛ فكل ما يطبق ينال من الأجساد والنفسيات.

تجربة محامٍ

وعن تجربته الشخصية كمحامٍ داخل الأسر قال شتات: المحاكم العسكرية تستند لقوانين من العشرينيات والأربعينيات، فالأسرى يحاكمون بناء على قوانين بائدة منذ أكثر من 80 عاماً، والقوانين القديمة لها حد أدنى وحد أعلى، وقضاء المحاكم العسكرية مدربون على ردع الأسرى بالحد الأعلى من القوانين، بحيث يتم الانتقام من الأسرى باسم القانون المقر في القرن الماضي، لذا فالمحامي في المحاكم العسكرية يتم تذويب دوره في الدفاع عن المعتقلين في المحاكم، وهذا الأمر مخطط له من قبل المؤسسة الأمنية بقرار من المستوى السياسي في الدولة العبرية.

سياسة حرمان

يستطرد شتات في حديثه قائلاً: سياسة الحرمان للأسرى من مستقبل واعد من أهم أهداف الاعتقال الخبيثة، التي تخطط لها مخابرات الاحتلال، فقدامى الأسرى هم أكبر مستودع إنساني في العالم يتم التعامل معه بعنصرية وسادية مطلقة، فأعمارهم قد خطفت، وصحتهم قد استهلكت، ومستقبلهم مجهول، وحرموا من حياة طبيعية، وهناك الأطفال الأسرى والأسيرات، والأسرى من كبار السن والمرضى، وكل له قصته وحكايته التي كتبت بمداد المعاناة والألم والحرمان.

رسالة الأسرى

وعن رسالة الأسرى قال شتات: رسالة الأسرى لا تتغير، فهي ثابتة تتضمن الإسراع في نصرتهم ومساندتهم وخصوصاً في معركة الأمعاء الخاوية التي انضم إليها ما يزيد على 140 أسيراً، ومصلحة السجون تتعامل مع الأسرى المضربين بحقد دفين ووحشية، فمن يضرب عن الطعام هو يعلن التمرد على منظومة الأسر كلها، لذا يسارعون إلى إفشال الإضراب بكل الوسائل، وعلينا كشعب فلسطيني عدم السماح للاحتلال بإفشال معركة الإضراب الجارية، حتى لا يتغول الاحتلال ويحكم قبضته.

عائلة مستهدفة

ويختم شتات حديثه: نحن عائلة دفعنا ثمن الأسر، فوالدي منذ بداية الثمانينيات يخوض معركة الأسر، وشقيقي عبدالله شتات يعتقل بين الفينة والأخرى، وهو يقبع في سجن النقب وقد ودعته على أمل اللقاء به في فضاء الحرية، ومنزلنا يتم اقتحامه بشكل متكرر من قبل مخابرات الاحتلال، حتى إنهم هددوا والدي في الفترة الأخيرة قبل الإفراج عني بأسابيع، بالقمع والاعتقال إذا كانت هناك مظاهر احتفالية عند الإفراج عني، فهم يحاولون التنغيص على الأسير وعائلته في لحظات الفرح والإفراج.

الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة