«أسطول الصمود المصري».. رسائل شبابية موجهة إلى غزة والاحتلال

حسن القباني

15 سبتمبر 2025

277

بينما كان الكيان الصهيوني يقصف 5 دول عربية من بينها العاصمة القطرية الدوحة في محاولة فاشلة لاستهداف القيادة السياسية للمقاومة الفلسطينية، بعد استهدافات في سورية، واليمن، ولبنان، واستمراره في العدوان على غزة، كانت هناك إجراءات جديدة تجرى بروح مختلفة في القاهرة، يتصدرها شباب قل وجوده في المشهد العام، لإطلاق «أسطول الصمود المصري لكسر الحصار عن غزة»، ليلحق بـ«أسطول الصمود العالمي» الذي انطلق من موانئ إسبانيا، في قافلة إسناد بحري هي الأكبر في تاريخ البشرية.

واجهة شبابية

في الواجهة تصدر، الشباب: خالد البسيوني كمنسق عام للأسطول، وحسام محمود كمتحدث إعلامي، وزياد البسيوني، وأحمد ماهر ريجو، وممدوح جمال، وخلفهم وقف في المؤتمر الصحفي، قيادات سياسية داعمة للقضية الفلسطينية أبرزها عبدالعزيز الحسيني، منسق العديد من حملات المقاطعة الشعبية للكيان الصهيوني، والمحامي الحقوقي خالد علي، المرشح الرئاسي الأسبق، في مشهد مختلف عما كان يسيطر عليه في الصدارة عادة قيادات جيل السبعينيات.

أكثر من 16 هيئة مشاركة في الأسطول وأول قارب تم التبرع به واستلامه

الفكرة التي أطلقها مجموعة من الناشطين والسياسيين المصريين، في 7 سبتمبر الجاري، ثمنتها اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، خاصة مع مشاركة 16 حزباً وكياناً سياسياً ومهنياً حتى الآن، منهم: أحزاب الكرامة، والتحالف الشعبي، والعيش والحرية، والمحافظين، وتيار الأمل، والحركة المدنية الديمقراطية، وحركة طلاب مصر لأجل فلسطين، و«الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل» (BDS Egypt)، ولجنة دعم الشعب الفلسطيني بنقابة الصحفيين، واللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

بيان التأسيس الذي حصلت «المجتمع» على نسخة منه، كان واضحاً، أنه تلبية لنداء «أسطول الصمود العالمي»، على مسؤولية أفراده، مؤكدين أن مشاركة مصر في هذا الأسطول تمثل واجباً وطنياً وأخلاقياً لا يحتمل التأجيل، يعزز دورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني.

رسائل الأسطول المصري

يؤكد منسق عام أسطول الصمود المصري الشاب خالد البسيوني، في حديثه لـ«المجتمع»، أن صورة منصة منسقي الأسطول من الشباب رسالة واضحة للعدو الصهيوني أن مصر فيها أجيال صاعدة صاحبة مبادرة، وموقفها واضح منه حتى تحرير كامل الأرض، مشدداً على أن الوطن العربي كله إزاء لحظة تاريخية تتطلب تضافر الجهود وتفعيل المشاركة الشبابية استعداداً لما هو قادم.

البسيوني: لدينا 4 أهداف والجيل الشبابي الصاعد صاحب مبادرة ورسالة

ويوضح أن هناك 3 أهداف لـ«أسطول الصمود المصري»، هي: المساهمة في كسر الحصار الصهيوني عن أهل قطاع غزة المحاصر، ومشاركة مصر في هذا الحدث العالمي المهم الذي يتصدره «الأسطول العالمي»، وتأكيد التضامن الشعبي المصري وأهميته مع أهالي غزة، مطالباً السلطات المصرية بتسهيل كافة الإجراءات والتصاريح اللازمة لخروج الأسطول من الموانئ المصرية.

ويشير البسيوني إلى أن لجنة تنسيق الأسطول ملتزمة بكافة السبل القانونية، وتقدمت بكل المخاطبات الممكنة والطلبات والرسائل لكل الجهات المعنية، ولديها مؤشرات إيجابية تعول عليها في ظل تصاعد العدوان الصهيوني على المنطقة برمتها؛ ما يتطلب إظهار التضامن الشعبي المصري وحضوره لكسر المخططات الصهيونية سواء استمرار العدوان أو تنفيذ التهجير.

مسارات تجهيز الأسطول

وتحرك منسقو الأسطول على 4 مسارات متوازية لتجهيز الرحلة، يتقدمها الإجراءات القانونية والرسمية، من بينها مناشدة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وإرسال خطاب رسمي لالتماس الموافقة على المشاركة، وإنفاذ جميع الإجراءات اللازمة قانوناً، بجانب تفعيل الحضور السياسي والحزبي في التحضير والإعداد للأسطول.

المسار الثالث تركز على جمع التبرعات، لكنه تجنب جمع التبرعات المادية لاعتبارات قانونية، مع قبول التبرعات العينية في كل ما يلزم، بدءًا من القوارب، ووصولًا إلى جميع الاحتياجات اللوجستية، بالتوازي مع مسار حشد القباطنة، والربابنة، وميكانيكيي السفن، والبحّارة، والطواقم البحرية، وكافة المهتمين إلى المشاركة في هذا الأسطول.

وفي 8 سبتمبر، أعلن منسقو «أسطول الصمود المصري» عن تلقيهم القارب الأول المجهز وجاهزية طاقمه للمشاركة في «الأسطول العالمي»، مؤكدين أنهم في انتظار المزيد من القوارب.

محمود: الثأر مستمر مع العدو الصهيوني وجيلنا استلم راية المواجهة

وفي 10 سبتمبر، لقي الأسطول استجابة سياسية لافتة من الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي يشارك في قائمة الموالاة الانتخابية لمجلس النواب لهذا العام، وله علاقات قوية مع مؤسسات الدولة، حيث أعلن اتحاد الشباب بالحزب دعمه للمبادرة الشبابية، معلناً فتح مقرات الحزب في كل المحافظات لجمع المساعدات المختلفة لتوصيلها إلى الشعب الفلسطيني.

جيل يسلم جيلاً

في مصر، يوجد جيل شبابي مختلف يرصده المراقبون، منذ اندلاع معركة «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر 2023م، ويوجد عشرات الشباب في حملات المقاطعة الشعبية والمظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية، فيما يقبع عشرات غيرهم رهن الحبس في قضايا دعم لغزة. 

يعبر عن ذلك الطالب الجامعي حسام محمود، المتحدث الإعلامي باسم «الأسطول المصري»، قائلًا لـ«المجتمع»: رسالتنا واضحة بتصدر الشباب في إجراءات تجهيز الأسطول، وهي أن المواجهة لم تتوقف عند جيل معين، وأن كل جيل سيسلم الجيل الذي يليه، ونحن الآن الجيل الذي استلم راية المواجهة والمقاومة.

ويضيف أن توسع غرور العدو الصهيوني في المنطقة، بعد ضرب الدوحة واليمن ولبنان وسورية وإيران واستمرار عدوانه في غزة، يعزز اعتقاد الجيل الشبابي الراهن بأن الثأر مستمر مع العدو الصهيوني، وبأنه لا بد من رسالة مضادة أمام تلك الجرائم المتصاعدة، تقوم على إرسال تأكيد بأن المقاومة مستمرة في كل مكان ومن بينها الوصول بالأسطول إلى البحر لرفض الحصار والإبادة والتهجير، مشدداً على أن إيمانه العميق بأن الكيان الصهيوني مصيره الزوال.

أجواء غضب مصرية

هذا التحرك الشبابي اللافت يأتي في توقيت حرج، بالتزامن مع غضب مصري داخلي شعبي ورسمي، في مواجهة أجواء تهديد صهيونية غير مسبوقة خاصة بعد العدوان الصهيوني على قادة «حماس» في قطر، وتحذير بعض المراقبين من أنها قد تطول مصر، وسط تساؤل من البعض: هل ترسل مصر رسالة إلى الكيان الصهيوني بقبولها تمرير موافقات الأسطول، ودعم تحركات الشباب؟

سيف الدولة: مصر والجميع مستهدفون ولا بد من وضع الكيان على رأس أهدافنا

ويحذر المفكر المصري محمد عصمت سيف الدولة، مؤسس حركة مصريون ضد الصهيونية، في حديثه لـ«المجتمع»، من أن مصر والجميع مستهدفون، قائلاً: ما يحدث رسالة للجميع أنكم مستهدفون، وأنكم على بنك الأهداف «الإسرائيلي» في فلسطين وقطر ولبنان ومصر وسورية وإيران وتونس.

ويضيف أن العدوان على قطر شكل إهانة صريحة للدولة المصرية أيضاً، بحسب أنها تقوم بدور الوساطة جنباً إلى جنب مع قطر، ولطالما استضافت قيادات «حماس» للتفاوض؛ بما يعني أن الرسالة واضحة: «أيدينا ستطالكم جميعاً إذا لزم الأمر، ولا نستثني منكم أحداً»! وهو ما يجب الرد عليه، بالتوقف عن ترديد أوهام السلام ودنسه مع الكيان الصهيوني وأن نضعه على رأس بنك أهداف مصر والعرب.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة