الحياة فرص… وليست فرصة واحدة

‏يظن كثير من الناس أن النجاح طريق واحد مرسوم بدقة، وأن من تعثر فيه فقد ضاعت فرصته إلى الأبد. لكن الحقيقة أوسع وأرحب بكثير: الحياة ليست فرصة واحدة، بل هي فرص متجددة تنتظر من يقتنصها ويصنع منها نجاحه الخاص.

‏قد لا تحقق في دراستك ما كنت تطمح إليه، وربما تتلقى نتيجة أقل من توقعاتك أو أقل من توقعات من حولك. لكن هذا لا يعني نهاية المطاف، ولا يعني أن مستقبلك قد أُغلق. فكم من شخص لم يكمل تعليمه أو تعثر في مساره الدراسي، لكنه صعد سلم النجاح بإصراره وعمله الجاد، حتى صار مثالًا يُحتذى به.

‏هنا تأتي مدرسة الحياة، وهي المدرسة الكبرى التي لا جدران لها ولا فصول، ولكنها مليئة بالدروس العميقة والتجارب الحقيقية. في هذه المدرسة، النجاح ليس ورقة تحمل درجات، بل هو قدرة على النهوض بعد التعثر، وإصرار على التعلم من الأخطاء، وذكاء في اغتنام الفرص التي يراها الآخرون عادية أو حتى غير مهمة.

‏والفشل؟

‏ليس عدوًا كما يظن البعض، بل هو أستاذ قاسٍ لكنه مخلص، يعلّمك ما لا يمكن أن تجده في الكتب. الفشل يكشف لك نقاط ضعفك، ويصقل مهاراتك، ويدفعك للتفكير بطرق جديدة. أحيانًا يكون الفشل هو الباب الذي يفتح لك أعظم نجاح في حياتك.

‏تذكر دائمًا: أنت من يصنع مستقبلك. لا تجعل لحظة تعثر تحدد مصيرك، ولا تسمح لدرجة في شهادة أن تحدد قيمتك. النجاح الحقيقي هو أن تواصل المحاولة، أن تبحث عن الفرص، وأن تطرق الأبواب حتى تُفتح.

‏وثق أن النجاح ليس فقط ثمرة جهدك، بل هو هدية من الله لمن أحسن السعي وتوكل عليه. فإذا تعثرتَ، فانهض بقلب مؤمن، وواصل الطريق بيقين أن ما قدّره الله لك أعظم مما تحلم به.