الكويت تستعد لإقامة صلاة الاستسقاء السبت المقبل

في مشهد يعبّر عن روح الإيمان والتضرّع، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية في الكويت عن استعدادها الكامل لإقامة صلاة الاستسقاء يوم السبت المقبل عند الساعة العاشرة والنصف صباحًا في 125 مسجدًا موزّعة على مختلف محافظات البلاد.

وقال وكيل الوزارة بالتكليف د. سليمان السويلم، في تصريح صحفي: إن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لتنظيم هذه الشعيرة المباركة، داعيًا المواطنين والمقيمين إلى المشاركة في هذه الصلاة التي تُقام طلبًا لنزول الغيث ورحمة الله بعد انحباس الأمطار.

ويأتي هذا الإعلان في ظلّ موسم خريفي يشهد تأخّرًا في نزول المطر وارتفاعًا نسبيًا في درجات الحرارة، وهو ما دفع الجهات الدينية في البلاد إلى الدعوة لإحياء سُنّة الاستسقاء، التي تُعد من أبرز مظاهر التضرّع الجماعي والرجوع إلى الله طلبًا للرحمة والبركة.

تعبئة إيمانية وتنظيم ميداني

تستعد إدارات المساجد في مختلف المحافظات لتجهيز الساحات وتنظيم المصلين وتوفير احتياجات الصوت والنظافة والإشراف الإداري، وقد وجّهت الوزارة أئمة وخطباء المساجد إلى تخصيص خطبة الجمعة التي تسبق الصلاة للحديث عن فضل الاستغفار والرجوع إلى الله وأهمية الاستسقاء كعبادة جماعية تُجسّد معاني التضرّع والتوبة.

وتعمل فرق الصيانة والنظافة التابعة للوزارة على تجهيز المساجد وتنسيق المواقف والساحات الخارجية لاستيعاب الأعداد المتوقعة من المصلين، لا سيما في المساجد الكبيرة مثل مسجد الدولة الكبير ومساجد المحافظات الرئيسة في حولي والفروانية والأحمدي والجهراء ومبارك الكبير.

كما أكدت الوزارة أن المشاركة في هذه الصلاة متاحة لجميع المواطنين والمقيمين دون استثناء، وأن الهدف منها إحياء سُنة نبوية عظيمة والتأكيد على وحدة المسلمين في مواجهة الشدائد بالدعاء والرجوع إلى الخالق.

صلاة الاستسقاء في الإسلام.. معناها ومشروعيتها

صلاة الاستسقاء صلاة مخصوصة تُقام عند تأخر نزول المطر، طلبًا من الله تعالى أن يُنزل الغيث ويرفع القحط والجدب.

وقد شُرعت هذه الصلاة في السُّنة النبوية المطهّرة، حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلّى حين أجدبت الأرض، فصلى ركعتين ودعا واستغفر وقلّب رداءه تفاؤلًا بتبدّل الحال من القحط إلى الخصب؛ قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (الأعراف: 96)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا» (رواه البخاري، ومسلم).

وتُعتبر صلاة الاستسقاء عبادة جامعة بين الصلاة والدعاء والتوبة، إذ يدعو الناس الله بقلوب خاشعة، مع الاعتراف بالذنب والرجوع إلى الاستغفار، تحقيقًا لقوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {10}‏ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً) (نوح).

كيفيّة صلاة الاستسقاء

تُصلّى صلاة الاستسقاء على هيئة ركعتين مثل صلاة العيد:

في الركعة الأولى: سبع تكبيرات، يقرأ بعدها الإمام «الفاتحة» وسورة «الأعلى».

في الركعة الثانية: خمس تكبيرات، ويقرأ «الفاتحة» وسورة «الغاشية».

ثم يخطب الإمام بعد الصلاة خطبة واحدة أو اثنتين، يُكثِر فيهما من الاستغفار والدعاء، ويرفع يديه إلى السماء تضرّعًا، ويقلب رداءه اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وقد جرت عادة المسلمين على أداء هذه الصلاة في الخلاء أو الساحات الواسعة، إظهارًا للتذلّل لله، لكن يمكن أداؤها في المساجد إذا تعذّر ذلك كما هي الحال في المدن الحديثة.

_______________

1- وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

2- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية.