«عون القرن».. منظمة تنموية رائدة بمنطقة القرن الأفريقي

لم تعتقد الشابة الأفريقية نعيمة مختار، التي نشأت وترعرعت في دول الخليج، أن فكرتها لتقديم يد العون وانتشال ذويها وأقاربها من المعاناة، ستتحول إلى منظمة تنموية إنسانية، تغطي مناطق واسعة بالقرن الأفريقي، ضمن مشروعات إنسانية عديدة للأقليات المسلمة التي تنتشر في الشريط الحدودي بين كل من الصومال وإثيوبيا وكينيا وجيبوتي.

ابتدرت صاحبة الفكرة ومديرة منظمة «عون القرن» التنموية د. نعيمة بنت الشيخ مختار، حديثها لـ«المجتمع»، قائلة: ولدت ونشأت بدول الخليج، حتى أكملت تعليمي الجامعي في كلية الطب، فيما ظلت تراودني فكرة طموحة من أجل أن أقدم لإنسان منطقي التي أنتمي إليها، فكانت منظمة «عون القرن»، التي أصبحت اليوم تعمل في مناطق واسعة بعدد من دول القرن الأفريقي، بدأتها في الصومال وإثيوبيا وكينيا وجيبوتي، مقدمة الدعم لآلاف الأطفال اليتامى والنساء الأرامل والأسر المحتاجة جراء الجفاف وتحديات الطبيعة والحروب.

فكرة تحولت لمشروع

وأوضحت أن منظمة «عون القرن» ولدت من فكرة ظلت تراودها وهي تعيش بعيدة عن وطنها الأصل في منطقة القرن الأفريقي، وكانت تفكر في كيفية انتشال إنسان هذه المنطقة من العوز والحاجة، وقالت: هكذا ظللت أفكر منذ العام 2016م، وقد حققت المنظمة منذ إنشائها في العام 2018م بصورة رسمية الكثير من المشروعات الإنسانية في مجال الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية لأكثر من 1000 يتيم، ودعمت مئات الأسر المحتاجة، بجانب تدريب عشرات الأمهات في الأعمال الصغيرة وتوفير فرص عمل لهن. 

مشاريع بإقليم الصومال الإثيوبي

وأشارت د. نعيمة إلى أن منظمة «عون القرن» نفذت مؤخراً العديد من المشروعات في إقليم الصومال الإثيوبي (أوغادين سابقاً)، وقدمت دعماً تعليمياً لعدد من الأيتام في الإقليم، ووفرت لهم دراسة مستدامة لكل المراحل التعليمية من الأساس حتى المرحلة الجامعية.

وأكدت، في حديثها لـ«المجتمع»، أن رعاية ودراسة هؤلاء الأيتام في مدرسة داخلية بإقليم الصومال الإثيوبي يعد إنجازاً كبيراً، مشيرة إلى أن هذا الجهد ضاعف من عدد الأيتام الذين ترعاهم منظمة «عون القرن» التي تنشط في العديد من مناطق مسلمي القرن الأفريقي.

وكشفت عن أن المنظمة تعمل عبر العديد من المشروعات الإنسانية في مناطق كينيا وجيبوتي والصومال وإثيوبيا، وأضافت أنه من خلال خطط سنوية نفذت العديد من المشروعات في إقليم الصومال الإثيوبي ومناطق غارسيا في كينيا، ووفرت فرص عمل وورش تدريب وتأهيل المرأة في مجال الأعمال الصغيرة.

وقالت د. نعيمة: نفذنا مخيمات علاجية لأكثر من 750 شخصاً، عبر إجراء عمليات متنوعة، ونسعى لتنفيذ مخيمات علاجية للعيون، وأخرى ثقافية واجتماعية لتدريب الشباب للحد من الهجرة والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أنها نفذت عدة مشروعات في التدريب والتأهيل والتوعية.

الرؤية المستقبلية

وحول رؤية العمل المستقبلي لمنظمة «عون القرن»، قالت د. نعيمة: هناك الكثير من المشروعات التي وضعتها المنظمة في خطتها السنوية عبر إداراتها المختلفة، موضحة أن هيكلها الإداري يتكون من إدارة المشروعات والبرامج بجانب إدارات متخصصة في مجال الصحة والتعليم والتدريب وقطاعات المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن إدارة الشؤون المالية والإدارية ومجلس استشاري يضع الخطط والرؤية العامة لمشروعات المنظمة التنموية الإنسانية الممتدة في مناطق القرن الأفريقي.

وأشارت إلى المنظمة ترتب عبر هياكلها المتعددة لتنفيذ مخيمات تدريب وأيام علاجية، فضلاً عن توزيع سلال غذائية ورعاية اليتامى وفق رؤية شاملة لتعزيز مسارات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية بالمنطقة.

ومشروع توزيع السلال الغذائية مبادرة إنسانية تهدف منها المنظمة إلى تقديم الدعم العاجل والمستمر للأسر الفقيرة والمحتاجة، خاصة الأرامل والأيتام، في المناطق النائية والفقيرة التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وتُنفذ المنظمة المشروع خلال أوقات الأزمات والمجاعات والفيضانات والجفاف لتخفيف معاناة الأسر التي تجد صعوبة في تأمين لقمة العيش.

وأضافت مديرة «عون القرن» أن المنظمة تتطلع إلى المساهمة الفاعلة في مجال التنمية بتلك المناطق من خلال خطة عمل لإيجاد مزيد من المراكز الصحية والثقافية في إقليم الصومال الإثيوبي، وتوفير كل المتطلبات الأساسية لحياة إنسان المنطقة للحصول على حقهم في التعليم والصحة والخدمات الأساسية من المياه والكهرباء.

تحديات وعقبات

وعلى الرغم من الخطة الطموحة التي تحملها منظمة «عون القرن»، أشارت د. نعيمة إلى وجود تحديات تقف أمام العمل بالمنطقة، أبرزها اتساع رقعة إقليم الصومال الإثيوبي الذي يتكون من 11 محافظة، وشح ميزانيات المشروعات، فضلاً عن الحاجة إلى مزيد من المراكز الصحية والثقافية، مستدركة: إلا أن القائمين على أمر المنظمة وداعميها عازمون على صنع المستحيل من أجل الإنسان في منطقة القرن الأفريقي والمشاركة الفاعلة بالتنمية والتطور.