ملاحقات الاحتلال لهم مستمرة: صيادو غزة.. لقمة عيش مغمسة بالدم
- الصياد بكر: العمل في الصيد بغزة رحلة موت ومعاناة
- عياش: الاحتلال يحرم قطاع غزة من ثروته السمكية
على أمل أن يعود بصيد يوفر له قوت أطفاله السبعة، يغادر الصياد الفلسطيني محمد بكر منزله الكائن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة إلى البحر، من أجل أن يمارس مهنة الصيد التي تعلمها منذ طفولته، لكن الاحتلال الصهيوني له بالمرصاد، حيث لا يمر يوم على الصيادين على طول شواطئ قطاع غزة الصغيرة، الممتدة من بيت لاهيا شمالاً حتى رفح جنوباً بطول لا يزيد على 40 كيلومتراً، بدون ملاحقة البحرية الصهيونية لهم، وإطلاق النار على مراكبهم وإغراق شباكهم واعتقال وإصابة عدد منهم.
مهنة مغمسة بالدم والمعاناة
ويضيف بكر لـ"المجتمع" أنه عرض للاعتقال أكثر من مرة على يد بحرية الاحتلال قبالة شواطئ السودانية غرب بيت لاهيا، ومصادرة مركبه، لكن ذلك لن يمنعه من مواصلة عمله في رحلة معاناة يومية، حيث يطارده الاحتلال الصيادين في حالة تم تجاوز المساحة المسوح بها بالصيد، التي لا تزيد في بعض الأحيان على 6 أميال بحرية.
وأكد بكر أن مئات الصيادين في قطاع غزة حرموا من مهنتهم؛ إما بسبب استيلاء الاحتلال على مراكبهم، أو خوفهم من الموت والاعتقال في ظل ممارسات الاحتلال التعسفية والعدوانية بحقهم، من مطاردات وإطلاق نار صوبهم، في رحلة ألم ومعاناة لا تنهي فصولها.
حال الصياد الفلسطيني محمد بكر لا يختلف عن زميله في مهنة الصيد محمود صيام، الذي تعرض مركبه هو الآخر لإطلاق نار وقذائف من قبل بحرية الاحتلال، ونجا هو وثلاثة من إخوته كانوا معه على متن المركب من الموت.
ويقول صيام: لا أستطيع أن أصف حجم الأخطار التي نواجهها أثناء ممارستنا لمهنة الصيد، فهذه المهنة في غزة باتت قرينة للموت والاعتقال على يد الاحتلال، وهناك المئات من الصيادين إما استشهدوا وإما أصيبوا أو اعتقلوا، وإجراءات الاحتلال العدوانية حرمتنا من الثروة السمكية التي هي شحيحة في غزة بسبب تقليص مساحات الصيد وعدم سماح الاحتلال بإدخال الكثير من احتياجات الصيادين عبر المعابر.
بطالة وفقر
من جانبه، يقول رئيس نقابة الصيادين نزار عياش لـ"المجتمع": إن 4 آلاف صياد في قطاع غزة يعتمدون في مصدر رزقهم على الصيد الذي بات مهنة الموت والخطر، ولا يتمكن معظم الصيادين في غزة من ممارسة عملهم بيسر، بل معاناة ومطاردات من قبل زوارق الاحتلال التي تنتشر بشكل مكثف على مسافات متعددة.
وأشار عياش إلى أن هناك الكثير من أنواع الأسماك مفقودة في غزة بسبب وجودها على مسافات بعيدة لا يسمح الاحتلال للصياد الفلسطيني بالوصول إليها، وهذا حرمان لغزة من ثروتها السمكية، لافتاً إلى أن الاحتلال ارتكب 334 اعتداء على الصيادين منذ بداية العام الجاري.
وأوضح عياش أن الاحتلال ما زال يحتجز ألف مركب من مراكب الصيادين، ويمنع إدخال معدات وأدوات الصيد عبر معبر كرم أبو سالم.
ويخضع قطاع غزة لحصار بحري وبري مشدد من قبل الاحتلال، تسبب في ارتفاع نسب الفقر والبطالة بمعدلات قياسية.