7 عادات يومية لزيادة الإنتاجية وإدارة الوقت
الوقت
هو حياة الإنسان، هو عمره الذي ينقضي أمامه مع كل دقة عقرب في ساعة يحملها وربما
لا يعرف قيمتها، هو مناط تكليفه، فعليه يحاسب في كل ساعة تمر دون أن يؤدي حقها،
ففيه أوقات مخصصة للصلاة خمس مرات يوميا، فيه يوم بالأسبوع الصلاة فيه جامعة
واجبة، فيه شهر محدد بالعام يجب صومه، فيه يوم محدد بالعام يجب فيه الصعود بعرفة،
فالوقت في الإسلام قيمته في كل دقيقة منه، بل في كل ثانية، أقسم بالله به الله
تعالى في مواضع كثيرة في كتابه سبحانه، يقول تعالى: "وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ" (العصر: 1-2)،
ويقول تعالى: "واللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى*
وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى" (الليل: 1-2)، ويقول سبحانه: "والْفَجْرِ
وَلَيَالٍ عَشْرٍ" (الفجر: 1-2)، ويقول عز من قائل: "واللَّيْلِ إِذَا أَدْبَرَ* وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ"
(التكوير: 33-34)،
فالوقت
من أهم النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على العباد، ومن السنة المطهرة ما
ُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما
كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ والفَراغُ) (متفق عليه)، والمعنى من الحديث أن
إذا اجتمع في المسلم الصحة والفراغ، لكنه تكسل عن القيام بالطاعة فهو مغبون، فإلى
تنظيم الوقت وترتيبه، بل تنظيم الحياة وترتيبها
1 ـــ تحديد الأولويات اليومية بدقة[1]
العشوائية
في إدارة الوقت من أهم مهدرات الحياة وتفويت فرصها وتضييعها فتنتهي بلا قيمة،
وتبدأ إدارة الوقت بتحديد المهام الأكثر أهمية وتأثيرا على الأهداف الطويلة المدى،
وذلك لأن العمل على المهام الأقل أهمية أولا يضيع الوقت والطاقة، بينما ترتيب
الأولويات يزيد الانتاجية ويقلل التوتر النفسي
تطبيق
عملي: استخدام أسلوب "مصفوفة أيزنهاور"، لتصنيف المهام حسب الأهمية
والاستعجال، والتركيز على ما له تأثير كبير
|
مهام
مهمة وليست عاجلة |
مهام
عاجلة ومهمة |
|
مهام
ليست عاجلة وليست مهمة |
مهام
مهمة وليست عاجلة |
مهام عاجلة ومهمة
وهي المهام بالغة الأهمية لنجاح المشروع، ولا بد من
إعطائها الأولوية عن بقية المهام وتنفيذها أولا خلال فترة زمنية قصيرة، وسبب
إلحاحها أن لها موعدا نهائيا محددا، وسبب أهميتها أن لها عواقب وخيمة إذا لم يتم
إنجازها
مهام مهمة وليست عاجلة
وهي المهام التي لا بد من إنجازها من أجل نجاح المشروع،
ولكن دون التقيد بضرورة تنفيذها خلال فترة زمنية قصيرة، مع ضرورة إعطائها اهتمامًا
حتى لا تتحول إلى مهام عاجلة
مهام عاجلة وليست مهمة
وهي المهام التي لا تساهم بقدر كبير في نجاح المشروع،
ولكن لا بد من تنفيذها خلال فترة زمنية قصيرة، ولذلك فهي تحتاج إلى اهتماما فوريا
من أجل تقليل مستوى إلحاحها ومن ثم التركيز على المهام الأكثر أهمية
مهام ليست عاجلة وليست مهمة
وهي المهام التي لا تساهم بأي دور في نجاح المشروع، ولا
تتطلب تنفيذها خلال فترة زمنية معينة، ويمكن تنفيذها عن طريق الوكلاء الخارجيين،
ولذلك يتعين على المنظمة التوقف عن إنجاز تلك المهام أو التقليل منها قدر الإمكان
لأنها تؤدي إلى إهدار الوقت
يقول تعالى: "فَإِن
تَعْدِلُوا فَذَلِكَ خَيْرٌ" (المائدة: 8)
2 ـــ وضع خطة يومية[2]
العشوائية
تقتل الإنتاجية، بينما الجدولة الدقيقة للمهام اليومية تتيح إدارة الوقت بكفاءة، ويساعد الجدول اليومي على توزيع الطقة العقلية
والجسدية، ويخلق إحساسا بالسيطرة على الوقت
تطبيق
عملي: تخصيص أوقات محددة للعمل والتركيز على إنجاز المهام الكبرى شرط أن يرتبط
بأوقات الصلاة، وأوقات للراحة واستعادة النشاط بعد الظهر، فليبدأ اليوم بعد صلاة
الفجر، وإن استطعت فلتبدأه قبلها في الثلث الأخير من الليل مع الحرص على أداء
الصلاة على وقتها، ثم غفوة الظهيرة ليبدأ النشاط بعدها، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يعظ رجلاً: (اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هِرَمِك،
وصِحَّتَك قبل سِقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك)
(أخرجه الحاكم والبيهقي)
3 ـــ ممارسة
التركيز والانتباه الكامل[3]
العمل
المتعدد والانتقال المستمر بين المهام يقلل الإنتاجية، بينما التركيز على مهمة
واحدة ما استطاع المرء
لذلك سبيلا، يعزز الجودة والسرعة، فلانتباه
الكامل يحسن الأداء ويقلل الأخطاء، ويتيح إنجاز أكثر في وقت أقل
تطبيق
عملي: استخدام تقنية "بومودورو" للعمل 25 دقيقة متواصلة ثم أخذ استراحة
قصيرة، مع غلق المشتتات الرقمية أثناء العمل
كيفية استخدام تقنية بومودورو
اختر مهمة: حدد المهمة أو المهمة
التي تركز عليها
ضبط مؤقت: ضبط مؤقت لمدة 25
دقيقة
اعمل بتركيز: اعمل على
المهمة فقط، لتتمكن من الحصول على أي مقاطع مثل رسائل البريد الإلكتروني أو تصفح
الإنترنت
خذ استراحة قصيرة:
عندما يرن المؤقتة، خذ استراحة قصيرة مدتها حوالي 5 دقائق
كرر: كرر هذه الطريقة حتى
تكمل مهمتك أو مهامك
يقول
تعالى: "َوقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ
عَمَلَكُمْ" (التوبة: 105)
4
ــ استغلال الوضع الضائع[4]
الوقت
الضائع أثناء التنقل أو الانتظار يمكن تحويله إلى فرصة للتعلم أو الإنجاز، فالأشخاص الذين يستثمرون الأوقات الصغيرة في تطوير
المهارات أو مراجعة المهام يتحكمون بوقت أكبر من غيرهم
تطبيق
عملي: قراءة كتاب، الاستماع لدروس صوتية، أو التخطيط للمهام القادمة ، تلاوة الورد القرآني أثناء
التنقل في المواصلات العامة، يقول تعالى: "َوفَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ" (الزخرف: 32) فيها
إشارة إلى استغلال الفروق والفرص المتاحة في الحياة
5 ـــ التخلص من المشتتات الرقمية[5]
وآفة
العصر كثرة المشتتات الرقمية من حولنا حتى أثناء العمل الهام، فتستهلك وسائل
التواصل الاجتماعي والهاتف وقتا كبيرا، وتقلل التركيز والانتاجية، والسيطرة على
هذه المشتتات تسمح باستخدام الوقت لأهداف حقيقية وقيمة
تطبيق
عملي: وضع الهاتف بعيدا أثناء أوقات العمل، استخدام تطبيقات حظر المواقع المشتتة،
وتخصيص أوقات محددة للرد على الرسائل
6 ـــ الراحة المنتظمة واستعادة النشاط[6]
الإرهاق
يقلل القدرة على التركيز والإنتاجية. الراحة الذكية جزء من إدارة الوقت، فهي تعيد شحن
العقل والجسم، وتمنع الإرهاق النفسي والجسدي
تطبيق
عملي: تخصيص استراحات قصيرة كل 90 دقيقة، النوم الكافي، وممارسة تمارين الاسترخاء
البسيطة، يقول
تعالى: "وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ
سُبَاتًا" (النبأ: 9)
7 ــ التقييم الأسبوعي والمراجعة المستمرة[7]
مراجعة
ما تم إنجازه أسبوعيا تساعد على تحسين الأداء وضبط الوقت بشكل أفضل، فالتقييم
المستمر يبرز العقبات ويضع استراتيجيات لتجاوزها، مما يزيد الإنتاجية بشكل تدريجي
تطبيق
عملي: كتابة تقرير أسبوعي شخصي: ما تم إنجازه، ما لم يتم، وكيفية تحسين إدارة
الوقت في الأسبوع القادم، يقول تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ" (البقرة:
282)
إن
إدارة الوقت وزيادة الإنتاجية ليست مجرد مهارات مكتسبة، بل هي عادات يومية تتطلب
وعيا وانضباطا مستمرين، تحديد الأولويات، وضع خطة يومية، التركيز، استغلال الوقت
الضائع، الحد من المشتتات، الراحة المنتظمة، والتقييم الأسبوعي، كلها أدوات عملية
تساعد على تحقيق أهداف شخصية ومهنية بكفاءة وفاعلية.
[1] ستيفن كوفي، العادات
السبع للناس الأكثر فعالية (ص 64): "تحديد الأولويات اليومية هو حجر الأساس
للإنتاجية المستدامة
[2] : د. إبراهيم الفقي، إدارة الوقت وتحقيق الإنجاز (ص 45):
"خطة يومية مكتوبة تقلل من الهدر الزمني وتزيد القدرة على التركيز
[3] نابليون هيل، فكر تصبح
غنيًا (ص 120): "التركيز الكامل على المهمة الواحدة يضاعف الإنتاجية ويحقق
نتائج أفضل
[4] : د. إبراهيم الفقي، إدارة الوقت وتحقيق الإنجاز (ص 62):
"استثمار الأوقات الصغيرة يزيد الإنتاجية ويطور المهارات الشخصية بشكل مستم
[5] ستيفن كوفي، العادات
السبع للناس الأكثر فعالية (ص 90): "الحد من المشتتات الرقمية هو شرط أساسي
لزيادة الإنتاجية الشخصية
[6] د. إبراهيم الفقي،
إدارة الوقت وتحقيق الإنجاز (ص 77): "الراحة المخططة تعزز الإنتاجية وتمنح
العقل القدرة على الابتكار
[7] : ستيفن كوفي، العادات السبع للناس الأكثر فعالية (ص 112):
"التقييم المستمر يحافظ على التحكم بالوقت ويزيد الإنتاجية الشخصية على المدى
الطويل