4 خطوات تمنحك صفة الانضباط الذاتي

يعد الانضباط الذاتي إحدى السمات التي تميز الناجحين والمتفوقين، الذين يحرصون على المثابرة، ويواصلون العمل دون ملل؛ لتحقيق ما يطمحون إليه من أهداف وغايات.

هذا الانضباط كفيل بإنقاذ النفس البشرية من الهوى والتدليل والتسويف والتهاون، وهو صفة تمنح صاحبها تميزاً في محيط الدراسة أو العمل؛ لأن الكثير من الناس تفتر هممهم بعد ساعات أو أيام من العمل، فيفقدون بوصلة الاهتمام والإتقان.

يستطيع الشخص المنضبط والمنظم إنجاز الأمور، وتحقيق المستهدف، وتنفيذ المطلوب منه على أكمل وجه؛ لأن طاقة الانضباط بداخله تدفعه باستمرار إلى تحقيق ذلك، وقد يفقد الرضا عن نفسه إذا شعر في لحظة ما بأنه غير منضبط.

إذن هو عملة نادرة، ومطلب حيوي لأي مؤسسة، ومكون رئيس من مكونات النجاح في أي منظومة، وشخص يمكن الاعتماد عليه، لكن كيف يمكن اكتساب هذه الصفة؟

أولاً: القدوة الحسنة تعد عاملاً رئيساً في تعزيز الانضباط والنظام لدى الشخص، ويبدأ ذلك من محيط أسرته، وتحديداً الوالدين، حين يقدمان أمام أبنائهما صورة واقعية وحية في تنظيم الوقت والوفاء بالوعود والالتزام بالقواعد.

يتعزز ذلك أيضاً بوجود بيئة منظمة في المنزل، وفي المدرسة، وفي المحيط الاجتماعي، من مسجد وناد ومحاضن ترفيهية وغيره، فكلها محفزات تصب في تكوين شخصية منضبطة، تهوى النظام، وتستمتع بالانضباط.

وقد عبر الإسلام عن معنى الانضباط بـ«الاستقامة»، في قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت: 30).

ثانياً: وضوح الأهداف يعد عاملاً فارقاً في تكوين الشخصية المنضبطة، هو شخص يعرف ما يريد، ويرفض الملهيات، ويتحدى الملل، ويتجنب الشهوات، ويشعر بالنجاح حال تنفيذ الموكول إليه من مهام، بل إنه يشعر باللوم وتأنيب الضمير إذا قام بتسويف وتأجيل مهام اليوم إلى الغد، كما يكره الفوضى والفوضويين، ويعشق الإنجاز والنجاح.

ولهذا كان السلف يحذرون من التسويف، قيل لسيدنا عمر بن عبدالعزيز، بعد أن أعياه الإرهاق من كثرة العمل: أخّر هذا العمل، فرد قائلاً: لقد أعياني عمل يوم واحد، فكيف إذا اجتمع عليَّ عمل يومين؟!

يقول الكاتب البريطاني تيم كلمير: إن الكثير من الناس يصاب بالملل السريع من المواظبة على أداء الأعمال، لكنهم ينسون أن الفرق بين الناجح والفاشل هنا هو في تحمل هذا الملل والإصرار على أداء الأعمال على أكمل وجه.


دعوة العبادات إلى الانضباط |  Mugtama
دعوة العبادات إلى الانضباط | Mugtama
من مقاصد العبادات الإسلامية أن يتعلم المسلم منها م...
mugtama.com
×


ثالثاً: التخطيط وترتيب الأولويات يعد حجر أساس في تكوين الشخصية المنضبطة، وهو عامل يمنح المنضبط مهارة نوعية تميزه عن الآخرين، تقول الحكمة: «الناس لا يخططون للفشل، ولكنهم يفشلون في التخطيط».

يكاد يكون من المستحيل أن تقابل شخصاً منضبطاً في عمله، ليس لديه أولويات، أو أنه لا يعرف مهامه، فهو شخص يرفض الفشل، ويكره اتهامه بالتقصير، ربما يكون مثالياً بعض الشيء، لكنه قادر على إنجاز وإتقان العمل والمداومة على ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أحَبُّ الأعْمالِ إلى اللهِ تَعالَى أدْوَمُها، وإنْ قَلَّ» (رواه البخاري).

رابعاً: تحمّل المسؤولية، سمة تميز الشخص المنضبط، وهي صفة يمكن اكتسابها منذ الصغير، من خلال تحميل الطفل بعض المسؤوليات التي تتناسب مع مرحلته السنية، وقدراته الذهنية، وتوفير الدعم والتوجيه له بشكل منتظم، سواء من خلال إنجاز واجباته المدرسية أو الأعمال المنزلية، وكذلك الاستقلالية في اتخاذ القرارات.

إن الشخص المسؤول هو من يكد ويجتهد ويثابر ويستعذب المشقة في سبيل الوصول إلى أهدافه النبيلة، وهو كذلك يشعر بالثقة في نفسه، والقدرة على تحمل المسؤولية، بينما غير المنضبط يهوى الفوضى، ويرفع شعار اللامبالاة، فهل أنت شخص منضبط أم لا؟


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة