5 تعاليم قرآنية ونبوية تمنحك «الريجيم» المثالي لخفض الوزن
تلاحقك يومياً إعلانات خفض الوزن أو التخسيس، وشفط الدهون، والحصول على
الرشاقة والجمال، مقابل مبالغ مالية كبيرة، أو عمليات جراحية محفوفة بالأخطار، أو
آثار صحية سلبية.
في خضم ذلك، قد يغفل المرء عن «الريجيم» الذي جاء به القرآن الكريم، والسُّنة
النبوية الشريفة، وتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي عالجت جميع ما يمر
به الإنسان من أزمات أو مصاعب.
نعم، هناك ريجيم قرآني ونبوي -إذا صح التعبير- قد يمنحك الفرصة للحصول على
الوزن المثالي، والتخلص من السمنة والترهل، مع الأخذ كذلك بالأسباب التي جاء بها
أهل الذكر والعلم.
أولاً: يقول الله تعالى في محكم كتابه: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ
إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف: 31)، وهو توجيه رباني للاعتدال وعدم الإسراف في الشبع.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير سرف
ولا مخيلة» (رواه النسائي)، يقول الإمام أحمد بن حنبل: إن الإسراف يكون في ناحيتين؛
الأولى: أن ينفق مبذراً فوق طاقته، بأن يكثر من الضيفان فوق طاقته، فإن ذلك تبذير
منهي عنه، والثانية: أن ينال من الطعام ما يثقل معدته وأمعاءه وجسمه، فإن كان
مريضاً أدى إلى زيادة مرضه، وإن كان قوياً معافى فقد يتناول ما يؤدي إلى إصابته
بالتخمة.
ثانياً: من خطوات الريجيم النبوي، ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم، في
قوله: «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان
لا محالة، فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه» (رواه الترمذي).
وإلى يومنا هذا، ينصح علماء الطب والتغذية بذلك، قال بعض العلماء: لو سمع
بقراط (أحد أعظم الأطباء في تاريخ اليونان)، هذه القاعدة وهذه القسمة النبوية،
لعجب منها، فهذا أمر مقرر علمياً وطبياً في الحفاظ على الصحة.
ثالثاً: متابعة الصيام، كصيام ست من شوال، أو صيام يومي الإثنين والخميس من
كل أسبوع، لقوله تعالى: (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن
كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة: 184)، وحديث النبي صلى الله عليه
وسلم: «صوموا تصحوا» (رواه الطبراني، وحسنه السيوطي، وضعفه الألباني).
في هذا السياق، تؤكد دراسات علمية قدرة الصيام على منح الجسم فوائد متعددة
تعود بالنفع عليه، أبرزها زيادة المناعة، وتحسين كفاءة الأجهزة الحيوية، والتخلص
من السموم، وعلاج تصلب الشرايين، وضغط الدم، والسمنة، وغيرها من الأمراض.
يقول البروفيسور الروسي نيكولايف بيلوي، في كتابه «الجوع من أجل الصحّة»:
إن على كل إنسان أن يمارس الصوم بالامتناع عن الطعام لمدة 4 أسابيع كل سنة كي
يتمتع بالصحة الكاملة طيلة حياته.
رابعاً: تؤكد الدراسات الحديثة أهمية الصيام المتقطع، كأحد الأنظمة الناجحة في التخسيس، وأكثرها توافقاً مع المرحلة التي تلي شهر رمضان، حيث تتناسب تلك الطريقة مع اعتياد الجسم على الامتناع عن الطعام لفترة طويلة من اليوم.
ولهواة «الريجيم» والراغبين في التخلص من السمنة، يمكن تنفيذ طريقة الصيام المتقطع، من خلال تناول الطعام في فترة معينة من اليوم، والامتناع عن الأكل خلال باقي اليوم، مع تناول الكثير من الماء.
خامساً: سنن النبي صلى الله وسلم كانت نبراساً سبق أهل العلم والطب في
الاعتناء بالصحة، والقيام بما هو أنفع لها، وفي مجملها تحمل الخير والرشاقة والقوة
للجسم، من ذلك أنه كان صلى الله عليه وسلم يحب أكل التمر، روى سعد بن أبي وقاص، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: «مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ
عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ» (رواه مسلم).
وكان صلى الله عليه وسلم يحب شرب اللبن، فقال: «ليس شيء يجزئ مكان الطعام
والشراب غير اللبن» (رواه الترمذي)، وكان يعجبه شرب الماء العذب البارد، ومن هديه
أنه كان يشرب الماء على 3 دفعات، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان
يتنفس إذا شرب ثلاثاً» (رواه البخاري، ومسلم)، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم، قوله:
«إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء» (رواه البخاري)، وفي رواية أخرى: كان رسول
الله يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول: «إنه أروى وأبرأ وأمرأ» (رواه مسلم)، كما كان
صلى الله عليه وسلم لا يأكل منبطحاً أو متكئاً، فقد قال: «لا آكل متكئاً» (رواه
البخاري).
