إلى الشباب.. لا تتساهلوا مع الذنوب الصغيرة

أيها الشباب، ما
من أحد منكم يستيقظ يومًا ليجد نفسه فجأة ضائعًا، تائهًا، غارقًا في المعاصي.
الضياع لا يأتي
فجأة، بل يبدأ بخطوة صغيرة، بتساهل بسيط، بذنب نظنه هينًا.
إن الذنوب
الصغيرة لا تبقى صغيرة حين نتساهل فيها.
وقد قال النبي ﷺ:
«إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه».
يبدأ الأمر
بنظرة.. ثم صورة.. ثم عادة.
بكلمة كذب
صغيرة.. ثم عادة كذب.
بغيبة في جلسة..
ثم طبع لا يفارقك.
والشيطان لا
يدفعك دفعًا إلى المعصية، بل يهمس.
يقول لك: مرة
واحدة لن تضر.. أنت أفضل من غيرك.. الله غفور رحيم..
حتى إذا وُضعت
قدماك على الطريق، أغلق عليك الباب.
ولست أدعوكم لأن
تكونوا ملائكة، ولا لأن تتركوا الدنيا.
بل أدعوكم إلى
يقظة القلب، إلى توبة دائمة، إلى شعور بالذنب كلما زلت القدم.
الدين ليس
تحريمًا على الدوام، بل هو نور، ووقاية، وكرامة.
وأجمل ما يزين
الشاب ليس وسام التخرج، بل دمعة الندم، وسجدة في جوف الليل، واستقامة في زمن
الفتن.
احذروا أن تُسلب
منكم نعمة الحياء، فهو أول ما يُنتزع حين تستمرئ الذنب.
قال أحد السلف: إذا
لم تستحِ من الله، فبماذا تستحي؟!
اعرفوا أن الله
لا يُفتقد فقط في المسجد، بل يُراقب في الخلوات، في الغرف المغلقة، في الحسابات
الخاصة.
يا شباب الأمة،
أنتم الأمل، وأنتم الفجر القادم.
فكونوا أصحاب
قلوب بيضاء، لا شاشة بيضاء.
_________________
المصدر: مجلة «الوعي
الإسلامي» العدد (34)، 1973م.