نصر غزة يدخل كل بيت فلسطيني بالفرح والدعوة لتوفير الدعم لها

بعد وقف إطلاق النار بين المقاومة ودولة الاحتلال، الذي دخل حيز التنفيذ عند الساعة الثانية صباحاً من يوم الجمعة الماضي، لم تنم المدن الفلسطينية احتفالاً بنصر المقاومة وثباتها أمام دولة الاحتلال التي استخدمت كل أدوات التدمير.

شوارع الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة والعديد من مناطق فلسطين التاريخية خرجت عن بكرة أبيها، تشيد بالنصر المؤزر، وتلتها خطب الجمعة التي سلطت الضوء على هذا المشهد، الذي يحلم به كل فلسطيني.

الفلسطينيون تبادلوا التهاني فيما بينهم، كأنه عيد، فعيد الفطر حل وطائرات الاحتلال تدك المدنيين والمنازل في غزة، ولم يكن له طقوس، وعند وقف إطلاق النار كان العيد الحقيقي كما عبر بذلك كل من تم اللقاء بهم.

مدينة نابلس جابتها مسيرة النصر الضخمة بعد صلاة الجمعة التي كانت وسط المدينة.

يقول الناشط عبدالسلام عواد الذي نفذ دور الأسير في فيلم "غزال" عن الأسرى لـ"المجتمع": مسيرات النصر الليلية وعقب صلاة الجمعة في معظم المناطق حالة طبيعية لمشهد النصر لغزة وهي تخرج من هذه الجولة مثخنة الجراح بهذا النصر، الذي أذل دولة الاحتلال وقادته، فالمقاومة لم تطرح وقف إطلاق النار وهي من بدأت، وهي آخر من توقف، بينما الاحتلال هو الذي بادر بوقف إطلاق النار الذي كان يتبجح بالرفض، فكل الوجوه اليوم مستبشرة، وخلال تجوالي جمعت روايات عديدة من فلسطينيين تحدثوا عن النصر، وكيف سيؤسس إلى مرحلة مختلفة عن السابق، فكل الأمور أصبحت لصالح القضية الفلسطينية داخلياً وخارجياً، فالوحدة التي تعثرت سنوات تحققت في 11 يوماً، ومن كان يقف في وجه المقاومة خارجياً أصبح يتفهم دوافعها، وأن الاحتلال هو من يقوم بإثارة الحروب والفتن. 

وفي مدينة القدس المحتلة، كان مشهد الفجر العظيم، ودخول الجموع من المواطنين للأقصى بهتافات المقاومة في وجه جنود الاحتلال، في غاية النشوة بالنصر.

وعقب صلاة الجمعة، احتفلت جموع المصلين في المسجد الأقصى بنصر غزة وتعالت الهتافات، وقمع جنود الاحتلال المحتفلين بقنابل الغاز والرصاص المطاطي والضرب بالهراوات.

المحرر الكاتب وليد الهودلي من البيرة يعلق على مشهد المقدسيين قائلاً، في اتصال مع "المجتمع": هذا المشهد لو تم بذل جهد كبير لإخراجه فنياً ما ظهر بهذا الإتقان العفوي، فهتافات الإشادة بالنصر والمقاومة على مسافة الصفر من وجوه وآذان جنود دولة الاحتلال، الذين ظهر عليهم العجز وعدم القدرة على فعل أي شيء وهم بأعداد كبيرة مدججين بالسلاح، حتى إن العديد من الشبان المقدسيين صرخ بهتاف لـ"كتائب عزالدين القسام" في وجه الشرطي الاحتلالي. 

ويضيف: هذه هي خصائص النصر تنتشر بسرعة وترفع همم أقوام انهارت بفعل سياسة الاحتلال التدميرية، وتلقيت اتصالات من العديد من الأصدقاء تحدثوا عن كيفية استثمار النصر الذي صنعته غزة داخل بيوتهم، فمنهم من عمل حفلة متواضعة، وآخرون أحضروا الهدايا تعبيراً عن حلول عيد النصر عليهم. 

وطالب أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة مكافأة غزة على هذا النصر بتوفير الدعم اللامحدود. 

يقول المواطن إسماعيل دعنا من الخليل: غزة قدمت ما عليها من فاتورة حساب باهظة، وعلينا أن نقدم لهم كل ما لدينا، فهذا أقل الواجب، فمن يجود بدمه وماله يجب أن يقابَل بذات الكرم والجود. 

وتعالت الأصوات الشعبية لتوفير الدعم وعدم الاعتماد على ما يشاع من قيام دول بدفع أموال لإعمار غزة، فالحروب السابقة أقرت بعدها مبالغ مالية مهولة لم يصل منها شيء، وأصدق الدعم يأتي من الشعوب لا الحكومات.

الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة