مراكز الإيواء تحت القصف.. جريمة مضاعفة بحق مئات آلاف النازحين في غزة

سيف باكير

30 يونيو 2025

200

في ظل حرب شاملة لم تستثنِ بشرًا ولا حجرًا، تتكشف يومًا بعد آخر فصول مأساة النازحين في قطاع غزة، حيث لم تعد مراكز الإيواء ملاذًا آمنًا، بل تحوّلت إلى أهداف مباشرة لصواريخ الاحتلال «الإسرائيلي».

فمن المدارس إلى الخيام، ومن مراكز المساعدات إلى الساحات المؤقتة، يلاحق القصف العائلات التي فرت من تحت الركام، ليكتمل مشهد الإبادة بقتل من فقدوا كل شيء ولم يبقَ لهم سوى الأمل في النجاة.

مدارس غزة بلا أجراس.. ولا أحلام! |  Mugtama
مدارس غزة بلا أجراس.. ولا أحلام! | Mugtama
انتظم الطلاب في مدارس العالم مع مطلع عام دراسي جدي...
mugtama.com
×

استهداف أكثر من 256 مركزًا للنزوح

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن قوات الاحتلال «الإسرائيلي» استهدفت منذ بدء عدوانها أكثر من 256 مركزًا للنزوح والإيواء في مختلف أنحاء القطاع، تضم ما يزيد على 700 ألف نازح، في جريمة ممنهجة تُضاف إلى سجل الاحتلال الدموي ضد المدنيين.

وأكد المكتب أن قوات الاحتلال تواصل بشكل متعمد ومتكرر استهداف هذه المراكز، التي يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا لعائلات فقدت منازلها بفعل القصف والتدمير، مشيرًا إلى أن 11 مركزًا جديدًا للنزوح تم قصفها فقط خلال يونيو الجاري، بما يكشف عن تصعيد خطير في انتهاك القوانين الدولية واتفاقيات جنيف.

مدارس تتحول إلى ملاجئ.. ثم إلى رماد

وأوضح المكتب أن غالبية مراكز الإيواء المستهدفة كانت عبارة عن مدارس تعليمية احتضنت عشرات آلاف الطلاب، قبل أن تتحول بفعل الحرب إلى ملاجئ مؤقتة للنازحين، ثم إلى أهداف نارية لصواريخ الاحتلال، في جريمة مزدوجة تطال الحق في التعليم والحياة الكريمة معًا.

وأضاف أن هذه الاعتداءات تأتي في وقت يُحرم فيه السكان من أبسط مقومات الحياة؛ الماء، والغذاء، والرعاية الطبية، والمأوى؛ ما يجعل الاستهداف المتكرر لمراكز النزوح جريمة مضاعفة على المستوى الإنساني والقانوني.

وشدد المكتب على أن الاحتلال والدول المتورطة والداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة، يتحملون المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الحرب الإجرامية التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، مطالبًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات ورفع الحصار وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال من مرافق مدنية حيوية.

مدارس الإيواء بغزة شاهدة على جرائم صهيونية مغلفة بالأكاذيب |  Mugtama
مدارس الإيواء بغزة شاهدة على جرائم صهيونية مغلفة بالأكاذيب | Mugtama
بفاصل شهر تقريبًا، ارتكب الاحتلال الصهيوني مجزرتين...
mugtama.com
×

مجازر جديدة بحق النازحين.. 48 شهيدًا في يوم

تواصلت المجازر «الإسرائيلية» بحق المدنيين، حيث استشهد 48 فلسطينيًا فجر الإثنين في سلسلة غارات عنيفة استهدفت عدة مناطق متفرقة من القطاع، شملت مدارس تؤوي نازحين، ومراكز لتوزيع المساعدات، وخيام إيواء، وفق ما نقلته «الجزيرة نت».

في هذا السياق، أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال استهدف خيامًا للنازحين في خان يونس؛ ما أدى إلى استشهاد عائلات بأكملها، معتبرة ذلك انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، وسط صمت دولي مريب.

تهجير قسري جديد.. إنذارات بالإخلاء وتهديد بالقصف

في تصعيد جديد لسياسة التهجير القسري، أنذر جيش الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، سكان 18 حياً شمال قطاع غزة بضرورة إخلاء منازلهم فورًا، محذرًا من نية قصفها خلال العدوان المتواصل.

ونشر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، بيانًا وصفه بـ«التحذير الخطير»، دعا فيه جميع المدنيين المتواجدين في مناطق مدينة غزة وجباليا، وتحديدًا في الأحياء التالية: الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، الجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام، وتل الزعتر، إلى إخلاء أماكنهم على الفور.

وزعم أدرعي أن الجيش يعمل بقوة شديدة جدًا في تلك المناطق، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستتصاعد، وتشتد، وتمتد غربًا نحو مركز المدينة، بحجة تدمير قدرات المنظمات الإرهابية، بحسب تعبيره.

كما أعلن عن إغلاق محور صلاح الدين أمام حركة المدنيين، لوجود القوات العسكرية فيه، داعيًا الأهالي إلى التوجه غربًا ثم جنوبًا إلى منطقة المواصي عبر طريق الرشيد، محذرًا من أن العودة إلى المناطق المحددة تشكل خطرًا على حياتهم.

ويُعد هذا التهديد امتدادًا لسياسة التهجير المنهجي التي ينتهجها الاحتلال منذ بداية العدوان، حيث تُستخدم التحذيرات العلنية والإنذارات العشوائية كغطاء لشرعنة القصف العشوائي، وسط تجاهل تام للوضع الإنساني المتدهور في القطاع، وعجز مئات الآلاف من العائلات عن إيجاد أي ملاذ آمن.

ويأتي هذا التصعيد في إطار حرب إبادة شاملة يشنها الكيان الصهيوني على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت حتى الآن نحو 190 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعانون من الجوع، والحرمان، وفقدان المأوى، وفق مصادر فلسطينية.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة