نماء الخيرية وشهادة «الأيزو».. ريادة في الجودة وتميّز في الأثر

في زمن باتت فيه
معايير الجودة هي اللغة التي يفهمها العالم، تبرز «نماء الخيرية» بجمعية الإصلاح
الاجتماعي كنموذج فريد للعمل الخيري المؤسسي، بعد أن أثبتت جدارتها بالحصول على
شهادة «الأيزو» العالمية عام 2023م؛ لتؤكد أن الإحسان لا يكتمل إلا بالإتقان، وأن
العطاء لا يبلغ أثره إلا حين يُدار بكفاءة وشفافية.
إن حصول نماء
الخيرية على شهادة «الأيزو» لا يُعد مجرّد إنجاز شكلي أو اعتراف دولي، بل هو تتويج
لمسار طويل من التأسيس المنضبط والرؤية المؤسسية الواضحة التي سبقت بها نماء
العديد من المؤسسات في تبني معايير الجودة الشاملة والإدارة الحديثة.
هذه الشهادة لم
تكن نقطة انطلاق فقط، بل أصبحت نهجًا ثابتًا تعتمده نماء في بناء كل مشروع
وبرنامج، حيث تُدار أعمالها وفق نظم دقيقة وفعّالة، تستند إلى التخطيط المحكم،
والتقييم المستمر، والتطوير القائم على البيانات والنتائج.
ويبرز أثر هذا
التميز من خلال ما حققته نماء من نجاحات ميدانية ملموسة، بدءًا من سرعة استجابتها
للأزمات الإنسانية، ووصولها السريع إلى المناطق المتضررة، مرورًا بتنفيذها لمشاريع
نوعية ذات أثر مستدام يمتد لسنوات، لا لأيام.
كفالة الأيتام،
وتأهيلهم علميًا ومهاريًا، ودعم الأسر المنتجة، وتنمية المجتمعات الفقيرة حول
العالم، كلها شواهد على أن الجودة في نماء ليست شعارًا تنظيريًا، بل واقعًا يُترجم
إلى تغيير حقيقي في حياة المستفيدين.
ولأن المؤسسات
الرائدة لا تولد فجأة، فإن حصول نماء على «الأيزو» يكشف عن ثقافة راسخة داخل
الجمعية الأم (الإصلاح الاجتماعي) التي كرّست مفهوم الجودة كمكوّن أصيل من هوية
العمل الخيري.
إن التميز
المؤسسي لدى نماء لا يرتبط بموسم أو مناسبة، بل هو نمط عمل دائم، وممارسة مستمرة،
تُعبّر عن قيم الإسلام في الإتقان، وحُسن الأداء، والحرص على كل درهم أن يصل إلى
مستحقه في صورة خير مدروس وأثر محسوب.
ولا شك أن تبنّي
معايير الجودة والحوكمة الرشيدة يُسهم في بناء صورة إيجابية عن العمل الخيري
الكويتي عالميًا، إذ يُظهر أن الكويت لا تقدم فقط العطاء، بل تقدم نموذجًا تنمويًا
يُحترم ويُشاد به في المحافل الدولية.
هذه المعايير
تُعزّز ثقة الشركاء والجهات الأممية في قدرة المؤسسات الكويتية على التنفيذ
المحترف، وتفتح المجال أمام نماء لتوسيع شراكاتها مع المنظمات الكبرى؛ ما يجعلها
سفيرة حقيقية للقيم الإنسانية النبيلة التي تحملها الكويت.
وبالنسبة للجهات
المانحة والمتعاونين، فإن حصول نماء على «الأيزو» يبعث برسالة طمأنينة وثقة، تؤكد
أن تبرعاتهم تُدار بكفاءة، وتُراقب بشفافية، وتُوجَّه نحو أهداف واضحة ضمن إطار من
الحوكمة الرشيدة والمراجعة المستمرة.
أخيرًا، لا يمكن
الحديث عن نماء دون الإشارة إلى منظومتها الإدارية المتكاملة، التي جعلت منها
مؤسسة غير تقليدية، تجمع بين الأصالة الكويتية والمعايير العالمية، وتحمل على
عاتقها مسؤولية الإنسان أولًا؛ خدمةً وتمكينًا وتنمية.
في شهادة «الأيزو»
التي تحملها نماء، يقرأ العالم قصة جمعية لا تُوزّع المساعدات فقط، بل تبني
الإنسان، وتخطط للمستقبل، وتُمثّل الكويت خير تمثيل في ميادين الرحمة المؤسسية،
شهادة «الأيزو» في نماء ليست مجرد ورقة، إنها توقيع دائم على عهدٍ بالإتقان،
عنوانه «الإنسان هو المشروع الأهم».