تكية غزة جائعة!

عيون غائرة من الجوع تترقب القدور الكبيرة أن تضع على قطع من الخشب المشتعلة نيرانها، إلا أن هذا الترقب طال انتظاره بدون جدوى؛ فالأمر لم يكن مجرد قدور؛ بل كانت بالنسبة لمئات الجوعى حبل نجاة لأمعائهم الخاوية بعد أن أغلقت المعابر، ومنع الاحتلال دخول ولو حبة أرز واحدة أو حتى حفنة طحين.

إغلاق المعابر

الإغلاق المشدد جعل المؤسسات الإغاثية الدولية، والمحلية تقف عاجزة عن تقديم أي شيء من المواد الغذائية الإغاثية، ذلك جعل التكيات تقف خجلاً أمام العيون الجائعة بعدم قدرتها أن توقد نيرانها وتطهو أي شيء من الطعام.

قدور التكيات كانت متواضعة جداً تعمل على استحياء، فهي لم تحمل في أحشائها لحماً أو دجاجاً أو سمكاً، إنما كانت غالباً ما تطهو العدس، أو بعض الأرز، ومع ذلك يحيطه مئات الجوعى من الأطفال والكبار.

استهداف التكيات

ورغم تواضع هذه التكيات، فإنها كانت محلاً للاستهداف، فكثير منها استُهدفت قبل إغلاقها من قبل صواريخ الاحتلال؛ الأمر الذي أدى إلى مجازر جعلت من الجوعى أشلاء متناثرة، وهم كان يحلمون بالحصول على طبق مع العدس أو أي شيء يؤكل.

الاستهدافات المتكررة لمخازن المؤسسات الإغاثية والعاملين بالإغاثة زاد من خناق غزة، وهذا يأتي ضمن الحرب التي أعلن الاحتلال منذ بدايتها عن تجويع قطاع غزة؛ الأمر الذي جعل أكثر من مليوني غزاوي يواجهون معارك حرمتهم من أبسط احتياجاتهم الإنسانية بالحصول على طعام.

إذا كان العالم ينظر إلى الخبز بأنه شيء معتاد لا مجال في التفكير به لوفرته وثمنه الزهيد، فإن الحال في غزة مختلفة، فحفنة الطحين أشبه ما تكون بسعر غرامات الذهب، هذا جعل العديد يستجدي من الآخرين على استحياء من أجل الحصول على شيء من المال لشراء كيلو طحين لإعداد بعض الأرغفة لأطفالهم الجوعى.

الحصول على رغيف الخبز أصبح أشبه بكابوس يؤرق عيون أهالي غزة الغائرة جوعاً وخوفاً، لقد حاول الكثير من أهالي غزة البحث عن بدائل للطحين لإعداد الخبز؛ فمرة من خلال المعكرونة، ومرة من خلال العدس.

سوء تغذية

الجوع الكبير لأمعاء غزة الخاوية يقابلها خلف المعابر المغلقة مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية منذ أكثر من شهرين ما زالت واقفة بقرار منع الاحتلال من دخولها إلى غزة.

حقيقة مؤلمة أن يقف العالم عاجزاً أمام المجاعة التي من الصعب وصفها بكلمات، حيث من الصعب وصف شعور طفل كان جائعاً وهو يبحث عن أي شيء يؤكل يقصف بصاروخ عديم الإنسانية.

من الصعب للكلمات أن تصف معاناة أطفال يعانون من سوء تغذية يكون حتفهم الموت في نهاية المطاف، ووصف حالة أب مات جائعاً وهو يبحث عن الطعام لأطفاله الجوعى!

الأمر أصعب أن يوصف بكلمات مهما كان براعتها ودقتها لحكاية البحث عن رغيف خبز تحت قصف الاحتلال المجرم.


كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة