; بقية: حالة الغالم الإسلامي | مجلة المجتمع

العنوان بقية: حالة الغالم الإسلامي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الاثنين 24-سبتمبر-1973

مشاهدات 15

نشر في العدد 169

نشر في الصفحة 14

الاثنين 24-سبتمبر-1973

العالم الإسلامي

جِدَّة: الأمانة الإسلامية العامة:

• في أكتوبر القادم سيجتمع -إن شاء الله- وزراء مالية الدول الإسلامية لإنشاء البنك الإسلامي الذي يهدف لتنفيذ مشروعات التنمية في الدول الإسلامية وتقديم المعونات الإسلامية لها.

• وقد تم انتخاب «مهدي بن نونة» مديرًا عامًا لوكالة الأنباء الإسلامية العالمية، وذلك أثناء انعقاد الدورة الرابعة للمجلس التنفيذي للوكالة منذ الأسبوع الماضي في جدة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن بن نونة الذي انتخب بالإجماع متخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة.

وقد حصل «بن نونة» على ليسانس صحافة من الجامعة الأميركية بالقاهرة وتولى إدارة وكالة أنباء المغرب العربي في عام ١٩٥٩ كما اشترك في إنشاء الاتحاد الإفريقي لوكالات الأنباء.

السودان: جو الترقب والحذر.

لا زالت سماء السودان الشقيق ملبدة بالغيوم، وعلى الرغم من المحاولات الرسمية لتبسيط الأمور لتسير في مجراها الطبيعي يبدو أن أمورًا غير عادية تجري هناك

فبعد حملة الاعتقالات الأخيرة وانعقاد المحاكمات العسكرية.

لازالت الدبابات تأخذ مواقعها في أنحاء العاصمة السودانية، ولا زالت الدبابات تأخذ مواقعها في انحـــــــاء العاصمة السودانية، ولا زالت الدراسة معطلة في المدارس الثانوية العليا والجامعات والمعاهد.

وقد ترددت أخبار عن نفي عدد من المحامين البارزين من قادة النقابة وبعض النقابيين والقادة السياسيين على رأسهم الدكتور «حسن الترابي» الزعيم الاسلامي المعروف إلى معتقل «جبل الرجاف» في جنوب السودان حيث يُعتقد أن قوات «الأنيانيا» الجنوبية التي كانت تقود حرب الانفصال تساند نظام الرئيس «نميري» المُحاكَم في الشمال وقد خطب الرئيس السوداني عقب الأحداث موجهًا حديثه للأمة السودانية، واعترف بقصور الحكومة في مجالات التموين والتنمية والغلاء وتدهور الوضع الاقتصادي، واتهم إدارته وقال: إن أجهزة الإدارة وقيادة الاتحاد الاشتراكي تعج بالمنافقين الذين سيعمل على تطهيرهم، وقد فُسر هذا الموقف بأنه محاولة لإلقاء التبعة على الغير، ويعتقد أن بعض رجالات النظام سيذهب ضحية لذلك.

هذا ويبدو أن المعارضة لا زالت منظمة ومصممة على المضي في العصيان، فقد أصدر اتحاد الطلبة -على الرغم من وجود قيادته وطلائعه المعروفة في الاعتقال وأمام المحاكم العسكرية، أصدر- بيانًا ردَّ فيه على بيان الرئيس نميري وقد جاء في صدره: 

«يا جماهيرنا الصابرة الوفية، نخاطبكم اليوم ونحن أصلب عودًا وأقوى شكيمة؛ إذ إن النضال الذي رفعنا لواءه لم ينته بعد، فدماء شهدائنا لم تجف، وجراح مصابينا لم تلتئم بعد، ونحن سائرون على درب النضال حتى النهاية.»

وبعد أن انتقد البيان خطاب «نميري» الأخير، دعا الأساتذة إلى الوقوف صفًّا واحدًا معهم لحماية استقلال الجامعة واختتم بعبارة: اليوم بدأ النضال الحقيقي الجاد، فلنتضامن طلابًا وعُمالاً وتجَّارًا وزُرَّاعًا وجنودًا وموظفين شرفاء؛ لنبدأ المسيرة الطاهرة حتى النصر إن شاء الله.

وكان ۲۰۷ أستاذًا من أساتذة الجامعة قد تقدموا بمذكرة للرئيس «نميري» عن طريق مدير الجامعة هاجموا فيها احتلال الجامعة ومحاولة إخضاعها للسلطة وطالبوا:

١ ـ بالتحقيق الفوري الحازم فيما جرى من أحداث ونشر أسماء القتلى والجرحى وإطلاق سراح المعتقلين في الأحداث الأخيرة وإتاحة كل الفرص للأساتذة والطلاب والمواطنين في الدفاع عن أنفسهم حتى تتوفر لهم المحاكمة العلنية العادلة ونخص بالذكر زميلنا الدكتور «زكريا بشير إمام» الأستاذ بقسم الفلسفة.

٤ - أن تعود الجامعة سريعًا ودون تعقيد إلى وضعها الطبيعي.

واختتم البيان: «وما زال فينا من الصبر والمرونة بقية ننتظر بها ردكم الإيجابي على مكتوبنا هذا»

كذلك فقد وزَّع تجمع الأطباء بيانًا نشر فيه أسماء الشهداء من الطلبة؛ ردًّا على ما قالته الحكومة أن الذين سقطوا برصاص الجيش لم يكونوا طلاباً وهم:

1- الشهيد جمال عبد الرحمن- أولى معمار جامعة الخرطوم.

2- الشهيد محمد السيد حجازي- نهائي اقتصاد جامعة الخرطوم. 

3- بابكر محمد زين وسيد أحمد حاج نور- من طلاب جامعة الخرطوم مصابان بالرصاص في أحشائهم ومحتجزين بالمستشفى.

واحتج الأطباء على اقتحام الجنود غرفات العمليات وأخذ الجثث بالقوة إلى أماكن مجهولة وضرب الأطباء ومنعهم من أداء واجبهم، وإطلاق الرصاص داخل المستشفى وملء أجوائه بالغاز ثم طالب بيانهم بمحاكمة أربعة من رجال النظام بما فيهم اللواء «الباقر» لتحريضهم أعضاء الاتحاد الاشتراكي على قتل المواطنين بالرصاص، ووجهوا نداء لطبقات الشعب المختلفة بالتضامن معهم.

كذلك بدا أن نقابة المحامين التي اعتقلت قيادتها لاتزال متماسكة وأصدرت مذكرة جديدة أدانت فيها اعتقال قادة النقابة ووصفته بعدم الدستورية، وقالت المذكرة: إننا ندين هذا التغول على الحريات العامة ونطالب بالإفراج الفوري عن الزملاء المعتقلين ونناشد الجميع الوقوف صفًا واحدًا ضد أي افتئات أو تعد على حقوق المواطنين الدستورية وقد تقدم الزعماء السياسيون بمذكرة للرئيس وقع عليها السيد صادق المهدي زعيم الأنصار يحتجون فيها على سلوك الحكومة ويطالبون بإطلاق سراح المعتقلين وإعادة الحريات، كذلك استمرت منشورات الجبهة الوطنية التي قادت حركة العصيان المدني في الصدور، وتقول بعض المصادر أن جو الترقب والحذر لا زال قائمًا وقد ينفجر الوضع بين لحظة وأخرى.

إندونيسيا: المسلمون الصينيون في المهجر.

يقوم الحاج «عبد الكريم اوي جيننغ هيد» رئيس الجمعية الإسلامية الصينية في جزر إندونيسيا بنشاط واسع في سبيل تثقيف الجالية الإسلامية وربط صلتها المستمرة بالعالم الإسلامي وأشارت بعض الصحف الإندونيسية إلى أن عدد هذه الجمعية، والتي يشرف عليها «الحاج عبد الكريم» يبلغ مائة ألف مسلم صيني يعيش في العاصمة الإندونيسية وحدها منهم عشرة آلاف، كما أن للجمعية فروعًا كثيرة منتشرة في مختلف مدن إندونيسيا وجزرها، وللجمعية مساجدها ومدارسها كما أنها تقدم منحًا دراسية للتعليم في المدارس الإسلامية. 

أثيوبيا: كل شيء للحفنة المسيحية وإسرائيل تعتني بيهودها ولا شيء للمسلمين.

الجميع يعرفون أن المسلمين في أثيوبيا يشكلون أغلبية كبيرة بين السكان ويعرفون أن هذه الأغلبية المسحوقة ليس لها أي نصيب في الخدمات العامة أو وظائف الدولة وليس لها فرص في التعليم العادي، ومع ذلك لم تجد هذه القطاعات من مسلمي أثيوبيا اهتماما كافيًا من الحكومات الإسلامية يساعدها على البقاء «وحفظ النوع من الانقراض»، مع أن الجميع يعرفون خطورة الموقع الأثيوبي في الاستراتيجية العربية، وبالمقابل نجد أن دولة الاحتلال اليهودي قد أولت الحبشة اهتمامها الكبير واعتنت بيهود «الفلاشا» الأثيوبيين وجعلت منهم «مسمار جحا» في الهضبة الأثيوبية، وعملت على التمكين لهم في مرافق الدولة والمجتمع، أما نحن فنأتي متأخرين لنشتكي من احتلال إسرائيل للجزر الإرترية في البحر الأحمر. 

ومع أن دولة عربية كمصر مثلا لها بعثة تعليمية كبيرة في السودان، وأخرى في الصومال «أممها الحكم الماركسي المناوئ للعروبة والإسلام أخيرًا»  إلا أنها لم تفكر في الاهتمام بأطفال المسلمين في دولة «هيلا سلاسلي» الذي حرمهم من حق المعرفة.

نقول هذا بمناسبة سفر وفـد سعودي غادر جِدة مؤخرًا إلى «أديس أبابا» يضم ممثلين عن رابطة العالم الإسلامي ووزارة المعارف والجامعة الإسلامية بالمدينة وذلك من أجل تفقد المعاهد والمدارس الإسلامية والعربية المهتمة بنشر الدين الإسلامي ولغة القرآن الكريم هناك وتقدير مدى حاجتها للعون الثقافي.

الخليج: الثورة الماركسية بداية النهاية.

كانت الصحف الكويتية قد نشرت تصريحًا للسلطان «قابوس» خلال الشهر الماضي يعلن فيه عن استعداده للتفاوض مع الثوار اليساريين لوضع نهاية سلمية للصراع الذي استنزف نصف الدخل القومي والذي كانت الآمال معلقة عليه ليحول الساحل العماني من تخلـف العصور الغابرة إلى مجتمع متقدم وحياة جديدة. ومع أن رد الجبهة الشعبية لتحرير الجنوب العربي والخليج كان رفضًا لهذه الدعوة في حينها وصرفها إلى «الانتصارات الكاسحة» التي حققتها الثورة «الماركسية في المنطقة»، إلا أن واقع الجبهة الحقيقي فيما يبدو، قادها أخيرًا إلى الموافقة الصريحة على دعوة السلطان، وعرضت شروطها الكثيرة لتغطية موقفها ونشرتها في «عريضة قبول» رسمية، يمكن قراءتها في العدد الأخير من «الطليعة».

ولعل ما يستلفت النظر في الشروط، خوضها في مسائل تفصيلية وفنية مثل الحديث عن نظام التعليم والتجارة ووضع العمال، الخ، كأنما قد حسمت القضايا السياسية الرئيسية ومعالم التناقض السياسي والفكري الذي بلغ حدًا أشعل نار الحرب لسنوات طويلة فهل طرحت الجبهة مطالبها السياسية فعلاً وبلغ من تلهفها على الاتفاق مع السلطان حدًّا جعلها تستعجل التفاهم حول سياسة التعليم وأجور العمال ومعاملة التجار والخدمات الطبية وشق الطرق وتأييد العمل الفلسطيني ...إلخ.

على أن الذين قرأوا المنشور الذي وزعته الجبهة قبل فترة في الكويت حول اعتقال العراق لأعضاء مكتبها في بغداد وعدد من أعضائها ثم اعتقال الوفد القيادي، الذي ذهب للتفاوض في إطلاق سراحهم، من المطار، والهجوم على العراق واتهامه بمعاداة الثورة التي كان يسلحها في الماضي- الذين قرأوا ذلك  وسمعوا تصريحات وزير الخارجية الصيني في طهران: أن الصين لا تساند المخربين في الخليج ولا تؤيد حركتهم- يعرفون أن وضع الثورة الماركسية في ظفار أصبح صعبًا بعد نضوب الموارد الاشتراكية السخية التي كانت تمدها بالخيرات، ولم يستبعدوا استجابة الجبهة لدعوة السلطان التي جاءت بعد مساعي «عربية» نشطة لا تزال مستمرة لجمع السلطان مع المتمردين الحمر وانحسار النغمة الثورية لم يكن مقتصرًا على جبال ظفار، لكنه ظاهرة عامة يلمسها المراقب في كل الخليج من الكويت وحتى اليمن الشمالي مرورًا بالبحرين.

ففي الكويت، تقلّص نفوذ اليسار في مجلس الأمة كما وضح في دور الانعقاد الماضي حيث فقدوا جميع مناصب اللجان البرلمانية وفشلوا في تأليف الجبهة المشاركة للثورة الفلسطينية لتكون مطية لهم، ومرت مجموعاته بتجربة محرجة أيام العدوان على مخفر الصامتة وحينما طرحت قضية الوحدة الخليجية في مواجهة التحرشات الاستعمارية والتدخل الأجنبي في الخليج، أصبحوا خارج الصورة اذ تعذر عليهم أن يؤيدوا أو يعترضوا، أما في البحرين فقد نجح الشعب في تطويق الخلايا الأولى لعمليات التخريب والمتفجرات، الأسلوب الذي يلجأ إليه اليسار بعد أن رفضه الوعي الإسلامي في الانتخابات الماضية.

سؤال

في أسبوع واحد تم الآتي: 

• جولدا مائير - رئيس وزراء العدو - قالت -: إن السلام في الشرق الأوسط أصبح أقل بعدًا مما كان عليه من قبل! 

• اليهود في الأرض المحتلة يقتاتون من البطاطا « اللبنانية » بسبب عزوفهم عن الزراعة في السنة السبتية - «الأنوار» اللبنانية ١٩- ٩ - ١٩٧٣

• إسرائيل تفرج عن الصيادين اللبنانيين الذين اعتقلتهم وأسرتهم منذ شهور!!

 راديو العدو الساعة ٨ و ٤٠ مساء الخميس ٢٠- ٩- ١٩٧٣

• نقابة المعلمين الدروز في الجولان طلبت الانضمام إلى نقابة المعلمين في الأرض المحتلة راديو العدو ۱۹ - ۹ - ۷۳

•  كيسنجر يخطط للقيام بمبادرة أمريكية جديدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط! «رويتر» ۲۱- ۹-۱۹۷۳

فماذا هناك؟؟

ماذا يجري وراء ظهور الشعوب؟

الرابط المختصر :