; صلة الرحم من أسباب الـبركة | مجلة المجتمع

العنوان صلة الرحم من أسباب الـبركة

الكاتب د. زكريا المصري

تاريخ النشر السبت 20-ديسمبر-2003

مشاهدات 19

نشر في العدد 1581

نشر في الصفحة 56

السبت 20-ديسمبر-2003

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يقول: «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»، رواه البخاري.

الرحم هي كل من تربطك به صلة نسبية من جهة الأم أو الأب، ويدخل في ذلك من تربطك به صلة سببية من النكاح أيضًا، وهم الأصهار والمسلم مأمور بأن يصل رحمه، بالإحسان إليهم ماديًّا ومعنويًّا، ويبذل المعروف والتزاور بين الحين والآخر، فإن الإحسان إليهم وبذل المعروف لهم يزيد في محبتهم وتوثيق العلاقة بهم.

والزيارة بين الحين والآخر بمراعاة أصولها وآدابها تزيد في المحبة بين المتزاورين، والمحبة تؤدي إلى تقوية الروابط وشد الأواصر، وذلك يبعث على الرحمة والمناصرة، كما قال-صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ومن هنا أمر الشرع بصلة الرحم، فأخبر لله أن صلة الرحم تزيد في بركة الرزق وبركة العمر، فقال- صلى الله عليه وسلم- «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»

وصلة الرحم لا تزيد كمية الرزق، ولا في مدة العمر من حيث هو لأن الأرزاق مقسومة الآجال مضروبة كما ورد ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم- لكنها تزيد في بركة هذا وذاك، فيكثر خير الرزق ويعظم نفعه، كما يكثر العمل الصالح يوفق الإنسان إليه بما يتسبب فيه أثناء زيارته ذوي رحمه - ولا سيما إذا كان من الصالحين.

الذين يقتدى بهم - فإنه يؤثر فيهم بصلاحه يكون له مثل أجورهم لأنه تسبب فيها، وقد قال من أعان على خير فله مثل أجر فاعله. فيكون عمره بذلك مباركًا لكثرة ثوابه عند الله تعالى.

وقد حذر تعالى من قطيعة الرحم وأخبر أنها فساد في الأرض، فقال تعالى ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (محمد: 22)

وقال - صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل الجنة قاطع رحم». وكما أن صلة الرحم النسبية مطلوبة في الشرع وقطيعتها محرمة، فإن صلة الرحم الإيمانية كذلك مطلوبة فيه وقطيعتها محرمة، فإن الإسلام رحم بين أهله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ. (الحجرات: 10)، وقال له: «المسلم أخو المسلم»، وحذر النبي «r» من قطيعة الرحم الإيمانية فقال: «لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»

الرابط المختصر :