; الافتتاحية.. القمة الإسلامية.. وآمال المسلمين | مجلة المجتمع

العنوان الافتتاحية.. القمة الإسلامية.. وآمال المسلمين

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

مشاهدات 10

نشر في العدد 1278

نشر في الصفحة 9

الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

ما بين التاسع والحادي عشر من شهر ديسمبر الجاري يجتمع زعماء وممثلو الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في العاصمة الإيرانية «طهران» هذا الاجتماع الذي تشارك فيه ٥٨ دولة يعد الأكبر من نوعه على المستوى الإسلامي، ومن هنا فإن الآمال المنعقدة عليه تكون عريضة والأماني المرجوة منه تكون كبيرة.

إن أول مهام هذه المنظمة الدفاع عن مصالح العالم الإسلامي، وبنظرة سريعة نرى أن مصالح العالم الإسلامي لم تكن يومًا مهددة مثلما هي اليوم، فالغارة على العالم الإسلامي لم تدع مَعلمًا من معالم الإسلام إلا هاجمته، أو طاولته أو ناوشته ومقدسات المسلمين تنتهك ليل نهار وحقوقهم تضيع مع ضياع هيبتهم ووحدتهم ودماؤهم التي تتدفق بحارًا وأنهارًا صبغت مختلف ربوع الأرض.

ولما لم يعد في قوس الصبر من منزع، فإن الحاجة أصبحت ملحة لاتخاذ سياسات عاجلة وفاعلة لوقف تدهور الأوضاع، ودرء المزيد المتوقع من الكوارث، ومن ثم السير في طريق إصلاح الأحوال والتقدم والرقي بالأمة:

1- إن أول ما ينبغي أن نطالب به أن تستظل دولنا بلواء الإسلام وتسير على الطريق المؤدية إلى تكوين الأمة الواحدة واقعًا وفعلًا، فثلاثة عقود تقريبًا من عمر منظمة المؤتمر الإسلامي، لم تثمر إلا القليل ونحن المأمورون بالوحدة ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ﴾ (آل عمران: 103) وديننا الذي سقطت على أعتابه كل دعاوى التفرقة بسبب القومية أو العنصر أو الطبقة أو اللون، فيما سبقت منظمات أخرى- لا تجمع بين شعوبها سوى روابط المصلحة المادية- بخطوات واسعة على طريق الوحدة أو الاتحاد.

2- إن على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تحمل على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الإسلام من تلك السهام التي تتناوشه من كل جانب، وأن تقدمه للعالم- في صورته الزاهية الناصعة- سبيلًا لخلاص البشرية من أوزارها، ومن باب أولى أن لا تنساق تلك الدول وراء محاولات تلطيخ سمعة الإسلام وتشويه أركانه وفرائضه وعلى الأخص ذروة سنامه «الجهاد». 

3-وعلى المنظمة أن تتخذ من الآليات ما يجعل لها يدًا على أعضائها، ومن أدوات ذلك أن تنشئ محكمة العدل الإسلامية لتحل الخلافات بين أعضائها، أما من تجاوز الحد فتردعه قوة عسكرية تتكون من جيوش الدول الأعضاء، وهو أمر ليس بعجيب بعد أن تشكلت في السنوات الأخيرة عدة جيوش على هذا النمط مارست عملها في أكثر من بلد.

4- ومثل هذه القوة -إن وجدت- تستطيع أن ترد الحقوق المغتصبة وهي كثيرة، وتعدل ميزان القوى العسكرية المختل في كثير من مناطق العالم الإسلامي.

5- ومن واجب المنظمة أن ترعى مصالح الأقليات الإسلامية المنتشرة في الشرق والغرب، ولو علمت الدول التي تضطهد المسلمين وتستهين بهم أن وراءهم منظمة تضم عشرات الدول، لتغيرت المعاملة ولتبدلت الأحوال ولنال المسلمون حقوقهم.

6- ولا يعقل من الدول الأعضاء أن تظل الجفوة قائمة في علاقاتها السياسية والثقافية ومبادلاتها الاقتصادية والتجارية، فيما تنشط هذه العلاقات والمبادلات مع دول تناصب الأمة الإسلامية العداء.

وبشكل خاص فإن على دول المؤتمر الإسلامي أن تكون لها مواقف صارمة مع من يحتل أرضًا إسلامية كالكيان الصهيوني، أو الهند أو تلك الدول التي تضطهد الأقليات المسلمة بشكل سافر كما في بورما وتايلند وإريتريا وإثيوبيا، أو تلك التي تحرمهم حقوقهم المشروعة كما في روسيا والفلبين وغيرهما. 

7- إن العالم الإسلامي -في معظمه- يعاني من التخلف الاقتصادي والتأخر العلمي والتقني رغم توافر إمكانات النهضة والنمو في أكثر أجزائه، وإن حسن استخدام الإمكانات  وتوزيع الطاقات وتبادل الخبرات كفيل بإذن الله، أن يحقق للمسلمين نهضة واسعة لا تعرفها دول أخرى.

8- وعلى الدول الأعضاء أن تغرس الثقة وتزرع الأمل في نفوس الشعوب وأن لا تحول بين الشعوب وحرياتها، وأن تقيم العدل والشورى فذلك هو الغذاء الحقيقي للشعوب الذي يعيد إليها عافيتها وحيويتها. 

تلك بعض أماني المسلمين نضعها أمام قادة وممثلي الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي قبل اجتماعهم، سائلين الله تعالى أن يوفقهم للخير.

﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ ﴾ (التوبة: 105).

الرابط المختصر :