العنوان المجتمع الأسري (1291)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-مارس-1998
مشاهدات 14
نشر في العدد 1291
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 03-مارس-1998
• للبيوت أسرار
• الحب
الحب يحول المر حلوًا، والتراب تبرًا، والكدر صفوةً، والألم شفاءً، والسجن روضةً، السقم نعمةً والقهر رحمةً، وهو الذي يلين الحديد، ويذيب الحجر. هذا ما قاله الشيخ جلال الدين الرومي في مثنويته فالحب هو أساس الحياة وأساس العلاقة الزوجية وهو أهم عنصر ينبغي أن يكون في بيوت الدعاة.
علمت واقعة طلاق بين داعية وزوجته وتدخلت للإصلاح بينهما، وقد كان السبب الرئيسي في خلافهما هو فقدان العاطفة والحب، وهنا ينبغي أن نفرق بين الحب وبين التعبير عنه فقد يكون الزوج محبًا لزوجته ولكنه لا يحسن التعبير عن حبه لها، أو الزوجة تحب زوجها ولكنها لا تحسن أن تعبر عن هذا الحب والإنسان عمومًا يحب أن يرى مظاهر حب الآخرين له فيفرح بالكلمة الحلوة واللمسة الحانية والموقف الجميل والزوجان يحتاجان ذلك طوال مرحلة حياتهما الزوجية وبالأخص الدعاة إلى الله تعالى لما يعانونه من مجابهة الباطل والمذكرات ولهذا حزن الحبيب محمد صلى اللله عليه وسلم حزنًا شديدًا عندما توفيت خديجة رضي الله عنها، لأنها كانت تمده بحنان وحب الزوجة فيستقر عندها ويرتاح.
ومن الأخطاء الشائعة بين الدعاة أنهم يظهرون حبهم في بدايات الزواج فقط وهذا خطأ فاحش فالإنسان يحتاج الحب في كل وقت، ومن الطرائف في هذا الموضوع أن امرأة قالت: لزوجها لقد غيرت عادتك فلم تعد تناديني بألفاظ الحب التي كانت قبل زواجنا فأجابها: وهل رأيت يا حبيبتي صيادًا يطعم السمكة بعد صيدها؟
إن مثل هذه المفاهيم الخاطئة تدمر العلاقة الزوجية وحجة أخرى قد يحتج بها الدعاة كان يقولوا ليس لدينا وقت للحب والعطف فنحن مشغولون بما هو أهم من الأعمال والأعباء، وهنا نقول لهم بأن هذه حجة ضعيفة كذلك لأن الحبيب محمداً كان يعبر عن حبه لزوجاته مع مسؤولياته العظيمة وانشغاله ومن المواقف المشهورة عنه أن عائشة رضي الله عنها سألته عن حبه لها فقال: «لها إن حبي لك يا عائشة كعقدة الحبل» فما أجمل هذه العبارة، وما أجمل وقعها على نفسية المرأة وخصوصًا إذا كانت داعية ومنشغلة في بيتها وتربية أولادها والاهتمام بزوجها، فالعلاقة بين الزوجين علاقة تبادلية كل طرف يعطي للآخر ما يريد منه ويأخذ منه ما يريده وهنا ينشأ الاستقرار بين الزوجين ويترسخ.
أما لو كان أحد الزوجين أنانيًا يأخذ أكثر مما يعطي أو يأخذ ولا يعطي فهنا تكون المشكلة .
جاسم محمد المطوع
• حين يقصر الطرف الآخر في حق الله
القاهرة: إيمان محمود
الخلافات بين الزوجين أمر طبيعي فليس الطرفان وجهين لعملة واحدة، بل لكل منهما طبائعه والبيئة التي تربى فيها وأسلوب التربية الذي نشأ في ظلاله، هذا إذا كان محور الخلاف هو الأمور والشؤون الحياتية لكن هناك بعدًا جديدًا في الخلافات الزوجية، وهو جدير بالطرح والدراسة، فقد يكون الزوج متدينًا، لكنه ارتبط بزوجة غير متدينة على أمل أن تلتزم بعد الزواج، ثم يفاجأ مثلًا بخروجها من البيت حاسرة عن رأسها أو عارية الساقين وقد تكون الزوجة هي المتدينة والزوج أقل تدينًا، هذه الخلافات لاشك تهدد الحياة الزوجية بالانهيار إن لم يتم التعامل معها بحكمة.
الأمر الآخر أنه قد يكون الزوجان متدينين لكن أحدهما متشدد في بعض الجوانب والآخر متساهل في جوانب أخرى مما يؤدي إلى نشوب الخلافات وتبادل الاتهامات مما يكدر صفو الحياة.
يقول د. أبواليزيد العجمي الأستاذ بجامعة القاهرة: إن الغزو الثقافي والمناهج الوافدة التي وضعها الغرب وروجها أتباعه في بلاد المسلمين أوجدت بونًا شاسعًا بين المسلمين وبين إسلامهم، الأمر الذي جعل كثيرًا من أبناء المسلمين يدينون بطقوس الغرب وتقاليده وعاداته بل يلهثون وراء تقليد كل ما هو غربي كما أن المؤسسات الثقافية تبنت توجهات الغرب دون تفرقة بين الغث والسمين.
ويضيف العجمي: هذه الثقافة التي استشرت في أوساطنا أفرزت ظاهرة مسخ الهوية الإسلامية وصارت المرأة التي تحمل لقب خديجة وعائشة وأسماء ترتدي ملابس خليعة على أحدث خطوط الموضة، وعندما تكون لدى الزوج مسحة تدين فيرفض هذه الخلاعة، فإن الزوجة تعتبر ذلك ردة وترفض الإذعان لرأي زوجها الصائب ومن ثم تكثر اصطناع الخلافات وقد تنتهي الحياة الزوجية بالفشل، وقد يحدث العكس وبالرغم من وجود هذه الظاهرة في بعض الأوساط المسماة بالإسلامية، فإن الصحوة الإسلامية الآن تبشر بالخير، فهناك نماذج لأسر مسلمة تدين بالإسلام في كل حياتها، ويمكن للشاب الذي يرغب في الزواج أن يقصد الفتاة التي تربت في الأسرة المسلمة وعلى الشاب قبل أن يدخل في إجراءات الزواج أن يطمئن إلى إسلامها والأمر نفسه مطلوب من الفتاة.
ويرى د. أبو اليزيد العجمي أنه إذا كان الخلاف ناتجًا عن بعض التقصير في أداء العبادات والفروض سواء من قبل الزوج أو الزوجة فيمكن معالجة هذه المشكلة بالصبر والمثابرة والحوار وسعة الأفق والفهم الصحيح للإسلام ومعرفة الأسباب ومحاولة إزالتها، والملتزم منهما يمكن أن يعامل الآخر من منطلق دعوي﴿ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ﴾. (النساء: 94)
ومن هنا يجب الصبر على العصاة، كما قال أحد الدعاة لأن العاصي مريض، والرذائل في أمراض نفسية ينبغي أن تعالج بالرفق واللين وليس بالجبر والإكراه، ولا يجب أن تستعجل النتائج.
الحكمة
وتقول د. عبلة الكحلاوي أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، إن الأدبيات والتعاليم الإسلامية أرست منهجًا حكيمًا في دعوة الآخرين إلى الإسلام، فيقول الله تعالى ﴿ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ﴾ (النحل:١٢٥)
ويقول أيضًا ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ فإذا كان المنهج القرآني قد اعتمد الحكمة في دعوة عموم الناس إلى الالتزام بشرع الله، فإن من الأحرى إذا كان الرجل على قدر من العلم والتدين أن يدعو زوجته إلى التمسك بتعاليم الإسلام، وإن تلكأت في طاعته فعليه أن يدعوها تدريجيًا بالحسني، وأن يكون قدوة لها، وأن يكون ذا مصداقية عالية ومحل ثقة في هذه الحالة فإن المرأة السنوية لن تتردد في الالتزام بما يقول، أما إذا كانت المرأة على قدر من الالتزام والرجل مقصرًا في هذا الشأن، فإنه يمكن أن تتفان الزوجة في دعوته إلى الالتزام بالإسلام عبر بعض الشرائط المسجلة للعلماء، أو من خلال إهدائه بعض الكتب التي تعالج بعض القضايا، وتقوم المرأة بهذا الدور دون تعال على الزوج، وعبر أداء جميع حقوق الزوج والأبناء على أكمل وجه فكل هذا من شأنه أن يرقق القلب ويعمق الود والمحبة.
وتضيف الدكتورة عبلة أما إذا تعثرت الحياة نتيجة تفريط الرجل الشديد في الأصول أو العكس، فإن الله سبحانه وتعالى قد وضع العلاج، وهو الطلاق، وبالرغم من أنه أبغض الحلال إلا أنه يحل كثيرًا من المشكلات، فبعض المذاهب النصرانية التي كانت لا تجيز الطلاق أصبحت تبيحه الآن بسبب كثرة المشكلات وتعددها.
أما إذا كان الخلاف في الفرعيات، فإن القاعدة العظيمة التي أرساها العلماء والدعاة يمكن أن تحتكم إليها، وهي تتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، ومن هنا كان اختلاف الأئمة والعلماء رحمة لكي يأخذ كل منا ما هو أنسب له ولدينه، والرسول صلى اللله عليه وسلم ما عرض عليه أمران قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً.
ويقول د. أحمد عبد الرحمن - أستاذ علم الأخلاق ، إن الخلاف بين الزوجين حقيقة راسخة وقائمة منذ فجر التاريخ، فطرفا العلاقة الزوجية ليسا وجهين لعملة واحدة مهما كانت درجة التقارب بينهما، فكل منهما نشأ في بيئة مختلفة وتربى بأسلوب مختلف وفهم الدين بطريقة قد لا تتفق مع الآخر في بعض جزئياتها.
ويضيف الدكتور عبد الرحمن قائلًا فإذا كانت المندوبات في محل الخلاف فلا حل إلا التسامح بين الزوجين، أما إذا وقع الخلاف حول العقائد أو الكبائر، فإن المسألة في هذه الحالة خطيرة، لأن الزوجين المتفاهمين الناضجين في حياتهما لابد أن تكون عقائدهما إسلامية صحيحة، فلا يجوز لأحدهما أن يعتقد في السحر مثلًا، ولا يجوز لأي منهما أن يرتكب كبيرة.
ويواصل د. عبد الرحمن حديثه قائلًا: ولذلك على الشاب المقبل على الزواج أن يدقق ويتحرى في اختيار شريكة حياته، فلا يجب أن ينساق وراء العاطفة فقط بل يجب أن يقلب العقل، فإذا ما اطمأن إلى دين وخلق شريكة حياته، سعى في بقية الإجراءات أما إذا وجدها من الأدعياء فله أن يتراجع والأمر بالمثل بالنسبة للفتاة.
ويحذر أستاذ علم الأخلاق الزوجة ضيقة الأفق من كثرة افتعال المشاكل، لأن كثيرًا من البيوت تنهار لأتفه الأسباب، مشيرًا إلى أن الحياة الزوجية يجب أن يسودها نوع من الود والحنان والرفق والمعاملة بالحسنى والتهادي، وكل أشكال وألوان التعامل التي تعمق الحب بين الزوج والزوجة كل هذا من شأنه أن يخلق جوًا أسريًا مفعمًا بالهدوء والسكينة والطمأنينة.
ويطالب الزوج بأن يجاهد في تربية زوجته بالذوق والأدب الرفيع، مشيرًا إلى أن القوامة لیست قيادة عسكرية ولكنها نوع من الهداية والرشاد والحكمة.
• أطفال الربيع.. قامتهم أطول
خرج العلماء الغربيون بدراسة جديدة تقول إن فصول السنة لا تؤثر على الطقس الذي يولد فيه الإنسان فقط بل تؤثر أيضًا على طوله فالأطفال الذين يولدون في شهر أبريل أي فصل الربيع يصبحون أطول من الأطفال الذين يولدون في أشهر السنة الأخرى.
ووجد الباحثون في جامعة فيينا بعد تتبعهم الأطول أكثر من نصف مليون شاب نمساوي بلغت أعمارهم ۱۸ عامًا ولدوا ما بين أعوام ١٩٦٦ - ١٩٧٥م أن الشباب الذين ولدوا في فصل الخريف أقصر في الطول من أولئك الذين ولدوا في الربيع.
فقد أظهرت التحاليل الحسابية أن طول الإنسان يتأثر بالشهر الذي يولد فيه فالأطفال الذين ولدوا في أبريل أصبحوا الأطول بينما أولئك الذين ولدوا في أكتوبر هم الأقصر وكان فرق الطول بينهم حوالي ربع بوصة (إنش) فقط.
ويفسر الأخصائي النمساوي الدكتور هيرمكان بروسنجر هذه الظاهرة بقوله: إن الضوء يؤثر على نشاط الغدة الصنوبرية في الدماغ المنتجة لهرمون الميلاتونين الذي يؤثر بدوره على هرمونات النمو في الجسم. وعلى الصعيد ذاته أشار باحثون إيطاليون في دراسة حديثة نشرتها المجلة الأمريكية لأمراض النساء والتوليد إلى أن معظم الولادات في فصل الصيف تحدث في ساعة الغداء في حين أن الساعة الخامسة عصرًا من فصل الشتاء هي التوقيت الذي تلد فيه معظم السيدات الحوامل.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد دراسة سجلت ١٦ ألف امرأة حامل، حيث تبين أنه كلما كانت الأيام أطول جاءت الولادة في أوقات أبكر، حيث تم الوضع لدى معظم السيدات حوالي الساعة الخامسة عصرًا في فصل الشتاء وقال هؤلاء: إن عمليات المخاض والولادة قد تتأثر بالاختلافات الضوئية أو بحدوث تغيرات في هرمونات الجسم الطبيعية خلال فصول السنة
• فردوس.. ومانديلا
فردوس.. طفلة لا يتجاوز عمرها أربع سنوات قرأت آيات من الذكر الحكيم أمام جمع من المسلمين وغير المسلمين في مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا ، وقد تأثر جميع الحاضرين من المسلمين وغير المسلمين لتلاوة الطفلة لسورتي الرحمن والإخلاص بإجادة تامة.
وكانت المفاجأة الكبرى أن رئيس جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا توجه إلى الطفلة وقبل يدها وأجلسها إلى جواره وهو يبدي تأثرًا وإعجابًا كبيرين لتلك التلاوة المباركة.
يذكر أن مانديلا زار المسلمين في مكان احتفالهم بمناسبة عيد الفطر الماضي وألقى كلمة هنأ فيها المسلمين بتلك المناسبة .
• مهارات النجاح
• مستقبلك
فيم يشترك تفكير الناس؟ إنه التفكير في المستقبل.. فالطالب يفكر في مستقبله الدراسي والموظف في مستقبله الوظيفي، والتاجر في تجارته، ولكن السؤال الثاني الذي يطرح نفسه ماذا عن المستقبل الحقيقي والذي قد يستغرق ملايين السنين؟ ماذا عن تلك الحفيرة الصغيرة؟ وما بعدها؟ ماذا أعددت لها أو ليست هذه من مستقبلك الذي لابد أن تفكر فيه إن غفلة الناس عن التفكير في هذا المستقبل الحقيقي والذي نحتاج أن نفكر فيه يومًيا أدى إلى التهاون في الطاعات أو تركها، أو بصورة متطرفة الاستهزاء بالطاعات كالاستهزاء بالحجاب أو بإحدى شعائر الإسلام.
تنصحنا رابعة العدوية بالاستعداد لهذا المستقبل القادم، فتقول: «يا نفس كم تنامين وإلى كم تقومين؟ يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور».
وقال الأصمعي: ركب جعفر بن سليمان في زي عجيب من التجمل، وكان بالبصرة فقيه صالح غلب على عقله، فخرج إلى طريق جعفر فقال له: يا جعفر انظر أي رجل تكون إذا خرجت من قبرك، وحملت على الصراط وهذا الجمع والذي لا يساوي غدًا حبة، ولا يغنون عنك من الله شيئًا، إنك تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك وتقف بين يدي الله وحدك، وتحاسب وحدك فانظر لنفسك فقد نصحتك .
د. نجيب عبد الله الرفاعي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
