; أيام وليالٍ في البوسنة والهرسك.. تسليح المسلمين هو المخرج | مجلة المجتمع

العنوان أيام وليالٍ في البوسنة والهرسك.. تسليح المسلمين هو المخرج

الكاتب محمد الراشد

تاريخ النشر الثلاثاء 27-أكتوبر-1992

مشاهدات 27

نشر في العدد 1022

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 27-أكتوبر-1992

الحلقة الخامسة

«زينتسا» مدينة محررة بالكامل يسيطر عليها المسلمون، تبعد حوالي 60 كيلو مترًا شمال غرب سراييفو، في هذه المنطقة التي يلتقي بها نهر البوسنة مع نهر لاشفا أُنشِئ مركز لمساعدة المسلمين في البوسنة والهرسك وعبر هذا المركز تصب جميع المساعدات إلى باقي أنحاء البوسنة، وعندما التقينا بنائب رئيس المركز الأستاذ خليل برزنا اعتذر عن عدم وجود رئيس المركز بسبب سفره إلى زغرب في مهمة.

ويستذكر الأستاذ خليل برزنا الأشهر الماضية بقوله: «نحن في حرب مباشرة مع الصرب، ونحن نعيش مع الكروات والصرب وقد لاحظنا ضعف إمكانات المسلمين وتشتتهم وعدم اهتمام المؤسسات العالمية بهم، فبادرنا بتأسيس هذا المركز الذي يهدف إلى دعم الجهاد والمسلمين في البوسنة ولدينا فروع عديدة في بوغينا ويلبنشا وموستار وكرواشتاس وغيرها».

وحول علاقة المسلمين بالكروات أجاب الأستاذ خليل بتنهد بالغ: «الكروات يضعون لنا العراقيل، ونحن لا نأمن لهم، فتحالفنا على دخن، ونعرف تمامًا طبيعة العلاقة الحالية بيننا وبينهم».

وعندما بادر أحد الزملاء بالتنبيه على بعض الملاحظات حول هذه العلاقة ولماذا تدهورت العلاقة بين المسلمين والصرب، ذكرنا الأخ خليل برزنا بأن بعض الإخوة من الخارج يصعب عليهم فهم المتغيرات وما حدث من تغير للمسلمين هنا، فقد كان تأثير الحكم الشيوعي على المسلمين هو في حد ذاته قوة للصربيين والنصارى في أوروبا، نحن لم نزعجهم في الخمسين السنة الماضية لأننا كنا في الحضيض ولأننا لم نستطع طلب حقوقنا، ولكن عندما رأوا أننا استيقظنا من نومنا العميق وبدأنا بنشاطنا الإسلامي والثقافي وبدأ يتكاثر الخريجون من الكليات أزعجهم ذلك وبدأوا باضطهادنا، وقبل سنتين نجحنا في تأسيس حزب المسلمين ونجح هذا الحزب في الانتخابات دون تزوير، وذلك بقيادة الرئيس علِي عزت بيجوفيتش الذي حدد للمسلمين ما هي حقيقتهم وطبيعتهم وديانتهم، وهو الذي فتح لنا منفذًا على المجتمع العالمي المسلم، لهذا أجمع الصرب على تقسيم البوسنة، والهدف النهائي لهم مسح الوجود الإسلامي من أوروبا.

ولا أخفيكم بأن لدينا مصادر خاصة عند الصرب، هذه المصادر تقول إن النصارى في أوروبا الغربية يخططون بأن لا يبقى في أي دولة أوروبية أكثر من 10% من المسلمين.

وعند سؤالنا حول كيفية مواجهة المؤامرة قال: «إن على الشعب المسلم أن يفهم أن التنظيم والعمل الدؤوب والإيمان بالله هو الطريق الصحيح، وبغير الجهاد نكون أو لا نكون».

وعلل خليل برزنا سبب الاكتساح السريع للصرب للمدن البوسنوية في الأشهر الأولى من الحرب هو أن الجيش اليوغسلافي والذي يعد القوة الخامسة في أوروبا لديه الأسلحة والعتاد، حيث جعلوا المسلمين خوالي اليدين، وكان الهجوم المفاجئ والخدعة الكبرى، ولكننا نحن اجتزنا المرحلة الأولى من هذه الحرب وهي مرحلة الإبادة، نحن بدأنا الآن مرحلة الهجوم، ونحن في وضع جيد ونعتمد على الله عز وجل وعلى جهود إخواننا المسلمين في بقاع الدنيا.

وقد ساعدَنا المسلمون في تأمين المواد الغذائية وتأمين حاجة المهاجرين، فهناك مليون مهاجر، وبصورة جادة وتفكير واقعي نبهنا السيد خليل برزنا قائلًا: «نحن لا ننتظر تدخلًا غربيًّا، نحن يلزمنا الأسلحة ولا نفكر بالتدخل الأجنبي، وبتسليح شعبنا ومساندة إخواننا المسلمين سنضمن بقاءنا على هذه الأرض، وبتسليحنا نتجنب مذابح كثيرة».

واستدرك الأستاذ خليل برزنا نائب مركز مساعدة المسلمين في البوسنة والهرسك موضحًا بصورة عملية كيفية تحقيق تقدم للقضية ميدانيًّا، فأردف قائلًا: نحن إعلاميًّا محاصرون واقتصاديًّا متوقفون عن الإنتاج والمدن تزداد بأعداد المهاجرين، والحل الأساسي كما ذكرت هو تسليح المسلمين بالدرجة الأولى ثم فك الحصار عن سراييفو واستخدام ميناء «بلوتشا».

كما يمكن توصيل المساعدات عن طريق مطار توزلا، ولابد قبل الشتاء تأمين الاحتياجات الشتوية، ونحن نعتمد على الله جل شأنه ثم على إخواننا المسلمين، نحن نريد أن نعتمد على شعبنا لنيل الحرية.

الرابط المختصر :